على الرغم من انتهاء مسابقة ​كأس ليبرتادوريس​ على خير بتتويج ​ريفربليت​ بطلاً لها على حساب ​بوكا جونيورز​، إلا كل الأحداث التي سبقت إقامة مباراة اياب الدور النهائي والتي أدت لنقلها لملعب سانتياغو بيرنابيو في مدريد، ستبقى وصمة عار على جبين كل المتسببين في أعمال الشغب والإعتداء على حافلة لاعبي بوكا.

صحيح ان المواجهة بين الفريقين في مدريد كانت مثالاً لمباراة نهائية ممتعة، لكن قرار نقلها إلى خارج الأرجنتين سيبقى واحداً من القرارات السلبية في تاريخ الإتحاد القاري بشكل عام والإتحاد الأرجنتيني لكرة القدم ونادي ريفربليت بشكل خاص.

ولعل ما حدث قبيل مباراة الإياب والذي أدى لتأجيلها مرات عدة، من شأنه أن يرسل إشارات سلبية حول قدرة الإتحاد القاري على تنظيم مناسبات كبيرة مستقبلاً، ولعل من السخرية أن يوجه الكونميبول الشكر الى إدارة ​ريال مدريد​ على إنجاح نهائي كأس ليبرتادوريس لأن هذا الأمر هو اعتراف بفشله على ضبط الأمور وإخراج النهاي بالشكل اللائق.

من الواضح ان موقعة ريفربليت وبوكا جونيورز ستبقى عالقة في الأذهان حتى فترة طويلة بعدما بات مؤكداً ان من شأن عدد قليل من المشاغبين التأثير على إقامة المباريات الهامة والتسبب بنقلها الى خارج القارة لمسافة لا تقل عن عشرة آلاف كيلومتر مربع وهو أمر لا بد من وضع حد له من جانب الاتحاد القاري والسلطات المعنية.

يمكن اعتبار استضافة ريال مدريد لمباراة النهائي بين ريفربليت وبوكا جونيورز على استاد ​سانتياغو برنابيو​ بمثابة المخاطرة أو المغامرة، لكن النادي الملكي ومن خلفه السلطات الأمنية في ​اسبانيا​ ارسلوا نموذجاً لا يقبل الشك حول قدرة أوروبا على تنظيم أقوى وأشرس المناسبات في ظروف هادئة ولا يشوبها شائبة كما حدث في اياب الدور النهائي أمس.

لذلك فإن المطلوب من ​الاتحاد الاميركي الجنوبي​ لكرة القدم إعادة حساباته مع جميع الاتحادات المنضوية تحت لوائه خاصة وأن حادثة ربفربليت وبوكا جونيورز لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة وجميعنا يذكر الأحداث التي صاحبت مباراة ​تشيلي​ والبرازيل في تصفيات كأس العالم قبل سنوات وما رافقها من تداعيات اضافة لغيرها من المباريات التي شهدت احداث شغب داخل الملعب وخارجه.

انتهت مسابقة كأس ليبرتادوريس بعدما أضحت تفاصيلها على كل لسان، واذا كان لاعبو ريفربليت قد توجوا عن جدارة واستحقاق باللقب الرابع في تاريخهم، فإن هذا التتويج مر بطريق ممزوج بأعمال شغب وإصابات بين اللاعبين والجماهير سيبقى حاضراً في تاريخ اتحاد قاري لطالما حاصرته شبهات الفساد وسوء التنظيم.