منذ انتهاء مشاركة المنتخب السعودي في نهائيات كأس العالم 2018 في ​روسيا​، والأسئلة تكاد لا تنتهي عن مستقبل الكرة السعودية في المنافسات المقبلة في ظل متوسط أعمار مرتفع للاعبين، واعتزال البعض وابعاد آخرين بسبب تراجع مستواهم.

ومع اقرار مشاركة سبعة لاعبين أجانب وثامن على دكة الإحتياط في ​الدوري السعودي للمحترفين​ هذا الموسم، ارتفعت الأصوات وعلامات الاستفهام لدرحة ان مسؤولين رياضيين على أعلى مستوى توقعوا وصول المنتخب الى الدور ربع النهائي في كأس آسيا المقبلة في ​الإمارات​ كأقصى حد للتوقعات، وهو ما يعبر عن حجم الأزمة التي تعاني منها الكرة السعوديية بشكل عام و"الأخضر" بشكل خاص.

أضف إلى ذلك ان التعاقدات الباهظة التي قامت بها ​الأندية السعودية​ هذا الموسم تركت الكثير من النجوم على مقاعد الإحتياط ومنهم ​نواف العابد​، ​عبدالله عطيف​، ​فهد المولد​، ​يحي الشهري​، محمد السهلاوي، حسين المقهوي وآخرين، مما يعني ان عودة هؤلاء الى صفوف المنتخب باتت محفوفة بالمخاطر.

لكن اليوم وبعد فوز المنتخب السعودي بكأس آسيا للشباب تحت 19 عاماً والتي اقيمت في اندونيسيا، عاد الأمل بشكل كبير خاصة مع وجود كوكبة من الشباب يمكنها ان تشكل نواة المستقبل وخاصة في طريق التأهل الى نهائيات كأس العالم 2020 في قطر.

لم يكن فوز الأخضر الشاب باللقب الآسيوي للمرة الثالثة في تاريخه محض صدفة، لأن المنتخب السعودي اقصى في طريقه للقب كل من استراليا واليابان وأخيرا كوريا الجنوبية واثبت لاعبوه قدرتهم على لعب دور كبير ومؤثر للكرة السعودية في الاستحقاقات المقبلة خاصة وان تلك المجموعة تلعب مع بعضها منذ ثلاث سنوات بمعنى ان غالبية اللاعبين لم يكونوا قد بلغوا السادسة عشر وتحت قيادة مدرب واحد هو خالد العطوي.

ومما لاشك فيه ان هذا الأمر سيمنح الكرة السعودية الفرصة للعودة من جديد الى الساحة القارية والإقليمية بشكل مشرف وبعيداً عن الهزائم القاسية والتي كان اثقلها الخماسية أمام روسيا في افتتاح مباريات كأس العالم الأخيرة.

لكن المطلوب من المسؤولين الرياضيين في السعودية ليس التهليل فقط لهذا الإنجاز الجديد، انما احتضان هؤلاء اللاعبين وثقل مواهبهم ومنحهم الفرصة كاملة لتمثيل فرقهم بشكل جدي في الدوري السعودي للمحترفين، لأن هذا الأمر سيضمن لهم من دون شك المزيد من الاحتكاك مع اللاعبين المحترفين القادمين من مدارس كروية مختلفة.

من الواضح ان ما فعله المنتخب السعودي للشباب لم يكن عادياً على الإطلاق، لكن البناء على هذا الإنجاز هو الأمر الملح بالنسبة لهؤلاء اللاعبين الصغار حتى تتمكن الكرة السعودية من جني الثمار في السنوات القليلة المقبلة وبشكل يعيد لها بريقها المفقود على الصعيد القاري.