ربما حان الوقت لرئيس نادي ريال ​مدريد​ ​فلورنتينو بيريز​ لكي يدرك انه ارتكب خطأ جسيماً حين تخلى عن النجم البرتغالي ​كريستيانو رونالدو​ الى يوفنتوس في فترة الانتقالات الصيفية، على الرغم من المكابرة التي أبداها منذ رحيل الدون الى السيدة العجوز ومحاولة اقناع الجميع ان الفريق الملكي قادر على الاستمرار حتى في ظل غياب من سجل 438 هدفاً خلال تسعة أعوام.

ولأن بيريز لم يعترف بهذا الخطأ الفادح وربما لن يعترف، كان من الواضح ان حلول ريال مدريد في المركز التاسع في الدوري الإسباني وعدم تحقيقه اي فوز في خمس مباريات متتالية تلقى خلالها اربع هزائم، وكفاحه من أجل الفوز على فيكتوريا بلزن التشيكي المتواضع بعد خسارة أمام سسكا موسكو في ​دوري أبطال اوروبا​، قد أرسل رسالة لكل من يعنيهم الأمر أن ريال مدريد فقد بريقه برحيل النجم البرتغالي.

وكما هي عادة فلورنتيو بيريز مع كل أزمة، يلجأ إلى الحلول الجاهزة ألا وهي إقالة المدرب وهذا مع حدث مع ​جولين لوبيتيغي​ بعد الخسارة القاسية أمام الغريم التقليدي برشلونة بخمسة أهداف لواحد، لذلك لم يكن هناك استغراب بعد اقدامه على هذه الخطوة قبل أيام وتعيين ​سانتياغو سولاري​ كمدرب مؤقت ريثما يتم التعاقد مع مدرب ذو سمعة يحمل الرقم 13 في سنوات حكم بيريز للقلعة البيضاء.

من الواضح ان مشكلة ريال مدريد الحالية لا تتعلق باسم المدرب بقدر ما هي نتاج لقرار خاطئ قضى برحيل الدون الى السيدة العجوز، لذلك فإن استقدام مدرب جديد حتى وان كان الايطالي ​انطونيو كونتي​ او الفرنسي ​ارسين فينغر​ لن يحل المعضلة الكبيرة في الميرينغي وهي غياب الهداف القادر على ترجمة أنصاف الفرص وبمعنى أوضح لم يعد هناك نجم اسمه كريستيانو رونالدو.

في الحقيقة يبدو الاستغناء عن رونالدو بعد سنوات من المعاملة غير الجيدة على حد وصف اللاعب البرتغالي هي كم يطلق النار على قدميه وهو ما حدث بالضبط في الريال الذي لم يعد ذلك الفريق المرعب لمنافسيه كما كان في السنوات الماضية، فلا كريم بنزيما او غاريث بايل ولا حتى اسينسيو او فاسكيز يملكون القدرة على تعويض ماكينة الأهداف التي كانت تنتج ألقاباً للفريق ومنها اربعة في دوري أبطال أوروبا في السنوات الخمس الأخيرة.

لذلك حريٌّ بإدارة ريال مدريد وقبل الشروع بالبحث عن مدرب كبير قادر على اخراج الفريق من كبوته، ان يفتشوا عمن هو قادر على تعويض غياب كريستيانو رونالدو، الهدية التي لن ينساها مشجعو يوفنتوس في السنوات المقبلة والصفقة التي ان لم تكشف كل خيوطها حتى الآن، لكن آثارها باتت أوضح من الشمس حيث يصعب محوها في المدى المنظور بكل تأكيد.