لم يكن ​ريال مدريد​ بحاجة إلى تلك الخسارة المذلة أمام غريمه التقليدي برشلونة وبخمسة أهداف مقابل واحد لتشرح سوء الحال الذي وصل اليه الميرينغي هذا الموسم ومنعه من تحقيق أي انتصار في المباريات الخمس الأخيرة في الدوري الإسباني لكرة القدم.

صحيح ان النتيجة كانت كارثية بامتياز لمدرب الفريق ​جولين لوبيتيغي​ وللاعبين كبار يملكون الكثير من الخبرة سمحت لهم بالتتويج بدوري أبطال أوروبا ثلاث مرات متتالية، إلا المستوى العام للميرينغي منذ رحيل المدرب زين الدين زيدان والنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى يوفنتوس بلغ مؤشراً خطيراً في الإنحدار، وكشف عمق الهوة وقلة الثقة داخل الفريق وأيضاً القناعات الخاطئة والفاشلة لرئيس النادي ​فلورنتينو بيريز​ أولاً بالتخلي عن رونالدو بكل سهولة، وثانياً عدم التعاقد مع لاعبين كبار في فترة الانتقالات الصيفية.

ربما حان الوقت من أجل أن يدفع أحد الثمن في ريال مدريد، الأمر لا يتعلق بإقالة مدرب والتعاقد مع آخر لأن التعاقد مع لوبيتيغي كان خطأ من الأساس، كما لم يعد بيريز قادراً على التفاخر بقدرة هذا الفريق على الاستمرار "بمن حضر"، بعدما أيقن الجميع ان ريال مدريد بات فريقاً أقل من عادي في ظل التراجع المخيف في مستوى اللاعبين بعدما انتهت صلاحية غالبيتهم،لذلك فإن من يعتقد ان المركز التاسع الذي يقبع فيه الريال حالياً هو مركز سيئ، فإن استمرار هذا الوضع يبشر بما هو أسوأ سواء في الدوري الإسباني أو دوري أبطال أوروبا.

في المقابل جسّد برشلونة أروع الأمثلة بعدم تأثره بغياب نجمه الأول ليونيل ميسي وحقق ثلاثة انتصارات متتالية في مباريات هامة فتغلب على ​اشبيلية​ و​انتر ميلان​ وريال مدريد فارضاً نفسه مرشحاً أول للسيطرة عل كل البطولات هذا الموسم.

هذا الأمر يوضح الفارق في الثقة بين ريال مدريد وبرشلونة، فالأول بدا مهزوزاً منذ بداية الموسم بعد رحيل كريستيانو رونالدو لتتطور الأمور ويصبح الوضع كارثياً، في حين ان الفريق الكاتالوني الذي عانى بعض الشيء في الفترة السابقة انتفض على نفسه رغم غياب ميسي المؤثر وأظهر كل لاعب داخل الفريق انه قادر على التعويض والقتال داخل أرض الملعب من أجل القميص أولاً ومن ثم الجماهير والنادي ثانياً.

واذا كان ريال مدريد قد تلقى هذا الكم من الأهداف في مباريات سابقة أمام الغريم التقليدي، إلا أن الإنهيار غير المبرر وانعدام الوزن والثقة من جانب لاعبين يعرفون بعضهم جيداً ويلعبون بشكل ثابت في السنوات الماضية، هو ما يؤشر إلى ان عصر ريال مدريد بلاعبيه الحالي قد انتهى، وبات لزاماً على ادارة النادي تغيير "جلدة" الميرينغي ابتداء من فترة الانتقالات الشتوية والاستغناء عن لاعبين تشبعوا بالبطولات وباتو يشكلون عالة على الفريق الأبيض، اما المكابرة فلن تجني سوى المزيد من الويلات على الملكي في المباريات القادمة.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل تكون إقالة لوبيتيغي هي الحل؟ أشك في ذلك!!.