الرياضة ومنذ نشأتها تسير في تطور مستمر حيث تعتبر اليوم لقمة عيش اللاعبين بعد نقلة نوعية انتشلت الكثير من النجوم الكبار من الفقر المدقع إلى العيش برفاهية تامة حيث أصبحت من ركائز الاقتصاد للبلدان التي تطبق نظام الاحتراف أو تلك التي تنظم البطولات العالمية كما هي متنفس الكبير للبلدان المحتقنة سياسيا والتي توجد فيها المشكلات الاجتماعية وغيرها من الأمور المهمة.

في هذا التحقيق، سنلقي الضوء على كيفية تأسيس نادي كرة قدم محترف وما هي الخطوات الواجب اتباعها من أجل إيجاد نادي خاصة في ظل عصر الهواية الذي تعيشه رياضاتنا. بالطبع، إن الدخول في عالم الاحتراف ليس سهلا ولا يمكن الحصول عليه بيوم أو أسبوع بل هو بتخطيط مسبق على مدى طويل بعد إيجاد البنية التحتية الصالحة للإحتراف كما في سن قوانين متطورة تكون ذو صبغة رياضية، إجتماعية واقتصادية.

فالإحتراف اليوم في الرياضة إن تحقق يكون له حضور كبير في الميادين الاقتصادية والقانونية والتسويق والمنشآت والطب الرياضي والصناعة وهو القطاع الوحيد في العالم تربح المليارات من الجماهير والمتابعين.

كيف يتم تأسيس نادي كرة قدم محترف ؟؟

لإصدار ترخيص لأي شركة كرة قدم، هناك العديد من المعايير التي تنقسم إلى معايير رياضية، معايير البنية التحتية، معايير الإدارة والعاملين، المعايير القانونية، المعايير المالية، معايير الأعمال والتجارة والترويج.
ويتضمن كل من المعايير الستة جوانب متعددة، حيث تشمل المعايير الرياضية برنامجاً لتنمية ​الشباب​ يكون معتمداً من مانح الترخيص، ويكون البرنامج متكاملاً، يراعي الجوانب الرياضية والأكاديمية وكذلك الرعاية الطبية للاعبين والعقود المكتوبة مع المحترفين منهم.

في الأندية المحترفة دائما ما يستعمل كلمة شركة أي مؤسسة تربح وتخسر ماديا ويكون هناك مجلس إدارة للنادي ومجلس مراقبة يضم ​ملاك النادي​ وأشخاصا آخرين لديهم الكفاءة للمراقبة يتم تعيينهم لتسيير أمور النادي من طرف مجلس الإدارة. إذا يكون النادي على شكل شركة يكون لكل شخص فيها مهام محددة الشركة فقسم يتولى تسيير الأمور الاقتصادية والتجارية للفريق وهناك كادر إداري آخر يدير شؤون ​الفئات العمرية​ ومركز التطوير (الأكاديمية) ويبقى مالك النادي مالكا لشعار ورسم النادي وتكون إحدى أهم مهمات الشركة المسؤولة عن النادي التسويق له وتأمين موارد من خلال الرعاة والمستثمرين داخل النادي ويجب أن يكون هناك إرفاق إقرار قانوني يحدد هيكل وملكية وإدارة النادي وقائمة المساهمين، على أن تشمل ملكية كل مساهم. كما تتضمن المعايير المالية القوائم المالية السنوية وعدم وجود دائنين بسبب أنشطة الانتقالات، أو ديون واجبة السداد للموظفين أو الهيئات الضريبية والاجتماعية، ووجود بيانات ماليةوفق موازنة تحدد الموارد والأرباح والخسائر.
أما معايير الأعمال والتجارة والترويج، فتركز على خطة العمل، من حيث الرؤية والرسالة والأهداف، وإحصاء المشجعين وبرامجهم، وبرامج المباريات وترويج المبيعات التجارية.

باختصار، الهدف هو تحويل الأندية العامة الرياضية من اعتماد على ممول أو شخص واحد يقوم بدفع الأموال من جيبه الخاص إلي الملكية الخاصة التجارية لضمان استقلالية النادي مالياً وإدارياً، واعتماده على أدواته في صنع انتصاراته حيث تكون موازنته واضحة ويسعى إلى الربح المادي أي بمنى آخر مدخوله من عقود الرعاية والصفقات وملابس الفريق وتذاكر الجمهور وأجار منشئاته الرياضية توزاي أو تزيد على مصروفه من ناحية الرواتب والمدفوعات والضرائب وإلى ما هنالك.

هنا يصبح النادي مؤسسة حقيقية تضم لاعبين، مدربين،كوادر إدارية وفنية، مجلس إدارة وملاك النادي والممولين فضلا عن بعض المتطوعين. تكون مهمة هذه المؤسسة انجاز عمليات التهيئة والتعمير واستثمار مرافق النادي وهنا نأتي إلى أمر هام وهو أنه لا يمكن التحول من الهواية إلى الإحتراف في حال عدم وجود منشآت رياضة يمتلكها النادي بإسمه وتكون تحت تصرفه وتصرف كافة الفرق التي تلعب بإسم النادي في اي فئة كانت ولأي رياضة انتمت.

من أهم عوامل النجاح في عصر الإحتراف هو وجود قوة بشرية عاملة مؤهلة لقيادة عملية التطوير من خلال إيجاد مديرين تنفيذيين من اجل تطوير العمل وأهمية رعاية اللاعبين الموهوبين وتنشيط عملية التسويق واستقطاب الأعضاء من مختلف الشرائح والجنسيات وحسن استغلال إمكانات الموارد البشرية والاهتمام الصحيح بتطوير قطاع المراحل السنية إضافة إلى خلق برامج تنموية من شأنها تأهيل الناشئين واستثمار المواهب.

البنى التحتية للنادي

أما الشرط الثاني، فيتعلق بمعايير البنية التحتية ، بأن تملك الشركة مستنداً يثبت ملكيتها للاستاد، أو عقد إيجار من مالك الاستاد على أن تقام به كل مباريات الإياب للفريق خلال الموسم، وأن تكون كل الشروط المطلوبة من لبطولات المحترفين متوفرة فيه، ومنها اعتماد الاستاد حسب القانون المحلي بما في ذلك متطلبات السلامة وخطة الإخلاء. والشرط الثالث في المعايير الرياضية هو وجود غرفة تحكم في كل ستاد تتيح رؤية الاستاد بكامله من الداخل بهدف التحكم باستمرار أوضاع السلامة وما يتصل من ذلك بالوجود الأمني والشرطي.

والرابع هو أن يكون الحد الأدنى لسعة الاستاد خمسة آلاف مقعد فردي، ويليه تخصيص مناطق للمشجعين، ثم وجود مقصورة لكبار الشخصيات، وأن تكون بالاستاد المرافق المولدة للإيرادات مثل أكشاك بيع الطعام والمشروبات وترويج المبيعات التجارية والغرف الترفيهية. وتتضمن المعايير الرياضية في هذا الجانب منطقة رسمية لموظفي البث التلفزيوني بها كل الخدمات المتعلقة، ووجود غرف إسعافات أولية للمشجعين، بالإضافة إلى خطة معتمدة للإخلاء من الاستاد، ويجب أن تتوافر لكل نادٍ ملاعب تدريب متاحة على مدار العام، مع توافر ما يثبت ملكيتها أو استئجارها.

من ناحية الإدارة

أما المعايير الشخصية والإدارية، فتتضمن وجود سكرتارية للنادي، وهيكل تنظيمي يضم جميع أنواع العمالة بالنادي، و​مدير تنفيذي​ يعمل بنظام الدوام الكامل، ومسؤول مالي يحمل مؤهلاً علمياً، ومسؤول ترخيص النادي، يكون مركز اتصال مع إدارة الترخيص، بجانب منسق عام للنادي، ومسؤول أمني، ومسؤول إعلامي وطبيب ومسؤول علاج طبيعي وكادر فني مدرب يضم مديراً فنياً للفريق الأول حاصل على «الشهادة A» في التدريب ومساعداً للمدرب حاصل على الشهادة «B»، ومسؤولاً عن برنامج تنمية الشباب ومدربين للشباب اشترط حصولهم على شهادات تدريب، حسب الفئات التي يدربونها، وأخيراً في هذا المعيار وجود إدارة للأمن والسلامة.

​​​​​​​

منصب المدير الرياضي

يعتبر منصب المدير الرياضي أحد المناصب المهمة والأساسية في شروط الرخص الممنوحة للأندية المحترفة،وهو شرط مهم يجب توافره لأي نادٍ محترف في العالم، لا سيما في ظل حساسية هذا المنصب وأهميته بالنسبة للدوريات المحترفة حيث لا غنى عن منصب المدير الرياضي، لأنه ينظم عمل الفرق المحترفة، كما ينظم الكثير من الأمور المتعلقة باللاعبين المحترفين أنفسهم، وهو يقوم بدور أيضاً في انتقاء الصفقات ومتابعة اللاعبين المرشحين للانضمام للأندية، لذلك تجده من المناصب ذات الحساسية الكبيرة، وفي الدول المتطورة بالنسبةللاحتراف حيث أنه لا يصح أن يوصف أي ناد ما بأنه محترف، دون حرص على إعطاء المناصب الإداريةللمتخصصين كلا في مجال تخصصه فالتخصص الإداري مطلب ضرورة لتحقيق التطور اللازم في منظومة الاحتراف لأن لاتطور من دون كوادر مؤهلة ومتخصصة تدير شؤونه وشؤون أنديته.

المنسق الإعلامي

له أهمية كبرى من خلال ممارسته دوره على أكمل وجه خلال بطولات المحترفين خاصة خلال المباريات، مع مهام موكلة اليه قبل واثناء وبعد المباراة لتفادي وقوع اي عقوبات في حال عدم الالتزام بتطبيق التعليمات.
أما أبرز المهام فهي بأنه يكون مسؤولا عن ادارة المؤتمر الصحفي الذي سيعقد عقب نهاية المباراة إضافة إلى تنسيق المقابلات التلفزيونية قبل وبعد نهاية المباراة بالتعاون والتنسيق مع التلفزيون الناقل بجانب مسؤولية مباشرة للاشراف على إجراء المقابلات الصحفية وخاصة في تحديد مكان عقدها أمام اللوحات الاعلانية.