لن يكون موسم 2018-2019 في ​الكالتشيو​ كغيره من المواسم حيث ينتظر الجميع موسما ساخنا في ظل التدعيمات القوية لفرق الطليعة حيث يرى كثيرون بأن ​الدوري الإيطالي​ عاد من جديد ليكون في الواجهة الكروية الأوروبية كما كان سابقا. وما يعطي الدوري نكهة خاصة هو وجود أكثر من فريق يطمح للمنافسة على اللقب وإزاحة يوفنتوس من الواجهة بعد سنوات متتالية سيطرت فيها ​السيدة العجوز​ على الكرة الإيطالية لكن المهمة بالطبع لن تكون سهلة لأن ​اليوفي​ لم يقف مكتوف اليدين بل ربما كان سوق الإنتقالات هذا هو الأهم له من سنين طويلة.

فمع التعاقد مع ​كريستيانو رونالدو​ النجم البرتغالي، واستعادة قلب الدفاع بونوتشي بجانب ضم كانسيلو في خط الوسط، ستكون تشكيلة اليوفي مع المدرب ​ماسيميليانو أليغري​ قوية للغاية مع رؤية مدى تأثير رونالدو على أداء اليوفي والإضافة التي يقدمها فنيا ومعنويا على أرض الملعب. كما سيكون هذا الموسم هو الأول لليوفي دون حارسه المخضرم وقائده بوفون والذي انتقل إلى ​باريس سان جيرمان​ تاركا مكانه للحارس البولندي تشيزني. أي شخص واقعي يدرك بأن حظوظ اليوفي في الإحتفاظ بلقبه عالية للغاية نظرا للتشكيلة المميزة التي لديه في الخطوط الثلاثة وبالتالي فإن استمرار سيطرة اليوفي لن تكون أمرا مفاجئا رغم أن الفرق الأخرى ستبذل الغالي والنفيس من أجل كسرها.

أولى تلك الفرق، نابولي وصيف الموسم الماضي والذي تعاقد مع المدرب الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي من أجل إحراز اللقب حيث كان الفريق دائما ينافس ويفشل في الأمتار الأخيرة تماما كما حصل الموسم الماضي. في سوق الإنتقالات لم يكن نابولي نشطا بشكل كبير بل اكتفى ببعض الصفقات الشابة كأمين يونس، مورايس، فيردي بينما لم يخسر إلا لاعب الوسط ​جورجينيو​ لتبقى تشكيلة الفريق هي نفسها نوعا ما. وسيعول نابولي على خبرة أنشيلوتي الكبيرة في الدوري الإيطالي من أجل تقديم فريق يقدر على المنافسة مع عدم تغيير الشكل التكتيكي للفريق بل إضافة المزيد من الإنضباط عليه وهنا يجب على نابولي إظهار جماعية واضحة وحيوية مستمرة في وسط الملعب قد تساعده على تحقيق حلم الفوز بلقب الدوري وهو أمر طال انتظاره لجماهير مدينة نابولي.

أكثر الفرق نشاطا في هذا السوق كان إنتر ميلان الذي يمني النفس بأن يحقق أفضل من المركز الثالث ولم لا المنافسة على لقب الدوري مع المدرب ​لوتشيانو سباليتي​. وقام فريق مدينة ميلان بعقد العديد من الصفقات حيث ضم المدافع دي فري، الظهيرين أسامواه وفيرساليكو الذي تألق مع منتخب كرواتيا في ​كأس العالم​ كما ضم لاعبي الوسط نايغولان وبالدي بجانب المهاجم الشاب ​مارتينيز​ هذا سيعطي تشكيلة إنتر ميلان عمقا كبيرا وسيجعله يضم لاعبين مميزين في كل المراكز لتصبح تشكيلة إنتر أقوى بكثير من الموسم الماضي وبالتالي ستضع جماهير إنتر نصب أعينها منافسة اليوفي على اللقب وكسر هيمينته خاصة في ظل الكره الكبير بين الفريقين. الأمر لن يكون سهلا بالطبع لكنه يتوقف في البداية على مدى قدرة سباليتي في دمج العناصر الجديدة مع اللاعبين القدامى من أجل إيجاد توليفة قادرة على الذهاب بعيدا في الكالتشيو.

قطب مدينة ميلان الآخر، إي سي ميلان لم يقف أيضا مكتوف الأيدي بل يحاول مع إبن النادي، المدير الفني ​جينارو غاتوزو​ إعادة ميلان من جديد إلى الواجهة حيث حافظ على نجوم الفريق فيما قام بصفقة تبادل مع اليوفي فتخلى عن قلب دفاعه بونوتشي وضم رأس الحربة هيغواين في صفقة رابحة للفريق. كما ضم لاعبي الوسط باكايوكو وبوريني بجانب الظهير سترينيتش وهذا ما سيعطي تشكيلة الميلان قوة أكبر. واقعيا قد لا يملك ميلان حظوظا كبيرة في الفوز باللقب نظرا لأن التشكيلة ربما تحتاج لمزيد من العمق كلاعبين لأن الموسم طويل والإستمرارية مطلوبة لكن ميلان وبكل تأكيد سيكون منافسا شرسا على مراكز ​دوري الأبطال​ وهذا بحد ذاته إن حصل سيكون موسما ناجحا لميلان إذ سيعود بعد طول غياب لدوري الأبطال.

بالإنتقال إلى العاصمة روما، سيكون فريق الذئاب روما قويا هذا الموسم فرغم رحيل نايغولان في وسط الملعب لكنه عوضه باللاعب الفرنسي ​نزونزي​ كما عزز وسطه الهجومي بباستوري الأرجنتيني والذي سيكون إضافة كبيرة وسيعطي حلولا هجوميا أكبر بجانب ضم الموهبة الهولندية الهجومية كلويفرت ما سيفرض روما فريقا قويا وقادرا على إزعاج كل خصومه ولم لا المنافسة على المراكز الأولى خاصة أنه بقي مع مدربه ​دي فرانشيسكو​ وسيلعب بنفس الأسلوب الكروي المتوازن الذي ظهر عليه الموسم الماضي ليكون رقما صعبا وفريقا لا يجب أبدا إغفال النظر عنه في هذا الموسم.

وأخيرا مع القطب الثاني للعاصمة الإيطالية، ​لازيو​ روما والذي بالمبدأ لم يغير الكثير فالقيادة الفنية بقيت مع المدرب إينزاغي كما لم يغادر الفريق أي لاعب من الصف الأول باستثناء دي فري المنتقل إلى إنتر كما ضم إلى صفوفه ثلاثة لاعبين جيدين هو بادليتش، بيريشا و​كوريا​ ما يعني بأن الفريق وبالنهج التكتيكي المعتمد على ثلاثة لاعبين في الخلف سيبقى قويا هجوميا وهو إن نجح في حل مشاكله الدفاعية التي عانى منها الموسم الماضي فهو سيكون قادر على المنافسة في إحدى البطاقات المؤهلة لدوري الأبطال.

في الشكل العام قد يكون اليوفي مرشح فوق العادة لنيل لقب الكالتشيو لكن أخصامه سيبذلون الغالي والنفيس لمنعه من تحقيق ذلك دون أن ننسى بأن الصراع على المراكز الأربعة الأولى سيكون شرسا للغاية وهذا ما سيعطي المشاهد متعة كبيرة مع 38 جولة ستكون كلها حافلة بالإثارة والتشويق والمستفيد الأكبر سيكون نحن، محبو الكالتشيو ومتابعوه.