نجحت ​إنكلترا​ في الوصول إلى الدور الربع النهائي من ​كأس العالم​ بعدما تخطت ​كولومبيا​ بركلات الترجيح 4-3 بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1 في المباراة التي استضافها ملعب أوتكريتي أرينا في العاصمة الروسية ​موسكو​. المدير الفني لمنتخب إنكلترا غاريث ساوثغيت لعب اللقاء بالرسم التكتيكي 3-1-4-2 مع الثنائي كين وستيرلينغ في خط الهجوم بينما لعب المدير الفني لمنتخب كولومبيا ​خوسيه بيكرمان​ بالرسم التكتيكي 4-3-1-2 مع الثنائي كوارداو وفالكاو في خط الهجوم.

المباراة بدأت بشكل سريع لكن الإنكليز كانوا أفضل في البداية مع رغبة هجومية واضحة حيث اعتمدوا على أسلوب الدفاع العالي لاسترجاع الكرة سريعا كما في التحرك عبر طرفي الملعب. هذا قابله ارتداد كولومبي للخلف من أجل امتصاص البداية الإنكليزية مقابل اللعب على الهجمات المرتدة في ظل سرعة الفريق بالتحول من الدفاع إلى الهجوم.

ومع استمرار الإستحواذ الإنكليزي على الكرة، قامت كولومبيا بدفع خطوطها قليلا للأمام من أجل إبعاد الخطورة عن مناطقها كما في محاولة حصر اللعب بوسط الملعب وهذا كان ناجحا ليصبح اللعب هادئا من دون أي فعالية رغم الإستحواذ الإنكليزي على الكرة غير أن الحلول الجهومية كانت غائبة مع مجرد كرات عرضية تعامل معها الدفاع الكولومبي كما يجب.

كولومبيا لم تشأ لعب الأدوار الدفاعية فقط فسعت بدورها إلى الإمساك بالكرة وشن هجمات منظمة من الخلف كي لا تبقى محاصرة في الخلف وتجبر الإنكليز على العودة لأداء الأدواء الدفاعية لكن الفريق الكولومبي كان بطيئا في صناعة اللعب مع كثرة التمريرات بعرض الملعب وغياب اللعب المباشر على المرمى رغم محاولات فالكاو و​كوادرادو​ التحرك أكثر من دون كرة في عمق ثلاثي الدفاع الإنكليزي. المباراة كانت بمثابة كر وفر بين المنتخبين لكن الدقائق العشر الأخيرة من الشوط الأول شهدت عودة الإنكليز لاستلام زمام المبادرة في وسط الملعب لكن غياب الأفكار الهجومية وحسن انتشار الدفاع الكولومبي ساعدا على إنهاء الشوط الأول بين المنتخبين بنتيجة التعادل السلبي 0-0.

بداية الشوط الثاني كانت هادئة نوعا ما حيث حاولت إنكلترا الإستحواذ على الكرة مقابل عودة الكولومبيين لمنتصف ملعبهم. وفي ظل الإنتشار الجيد لكولومبيا وتضييق المساحات، حاول كين وستيرلينغ الهروب من الرقابة عبر الخروج لخارج منطقة الجزاء ثم الدخول بشكل سريع بعد لعب الكرة لأحد الزملاء وبعد ضغط هجومي إنكليزي نجح كين ومن ركلة جزاء في تسجيل الهدف الأول لإنكلترا عند الدقيقة 57 لتصبح النتيجة 1-0.

بيكرمان حاول التدخل بشكل سريع لتصحيح المسار فأخرج ليرما وأدخل المهاجم باكا الذي لعب بجانب فالكاو مع تحول كوادرادو للجهة اليمنى واللعب بخطة 4-1-3-2 مع تقدم أيضا من ​سانشيز​ أكثر للأمام لكن الفريق الكولومبي كان مفتقدا للشكل الهجومي الواضح في ظل عدم القدرة على فرض الإيقاع الهجومي المستمر وإجبار الإنكليز على الرجوع للخلف حيث كان الفريق يعاني من السيطرة على الكرة رغم اعتماد الضغط العالي على لاعبي إنكلترا في ملعبهم.

المباراة أصبحت سريعة الإيقاع مع توتر واضح من لاعبي الفريقين وميل للشق البدني أكثر منه للفني ما أثر على المستوى بشكل عام وهذا سمح للإنكليز بأن يبقوا في جو اللقاء وأن لا يعودوا للخلف ويسمحوا لكولومبيا بأخذ زمام المبادرة كليا فالمحاولات الهجومية الإنكليزية استمرت مع دور هام للاعبي الوسط آلي ولينغارد في مساندة الثنائي كاين وستيرلينغ وبقاء الجناحان يونغ وتريبير في القيام بالأنشطة الهجومية عبر الأطراف.

كولومبيا كانت دائمت تحاول البناء من الخلف كلما قطعت الكرة لكن الفريق بدا أنه يفتقد لصانع الألعاب فغياب جايمس رودريغيز عن خط الوسط كان ضربة موجعة ليعتمد الكولومبيون على تقدم الأظهرة وعكس الكرات العرضية لإيجاد فالكاو وباكا في العمق مع دخول أوريبي مكان سانشيز لتنشيط الجهة اليسرى هجوميا بينما قام ساوثغيت بتبديله الأول فأخرج آلي وأدخل داير في سعي لإعطاء خط الوسط نزعة دفاعية أكبر مع لعب داير بجانب هينديرسون في خط الإرتكاز والتحول للرسم التكتيكي 3-2-3-2 بينما دفع بيكرمان بتبديله الثالث مخرجا ​كوينتيرو​ ومدخلا ​موريل​ لتنشيط العمق الهجومي أكثر ومن ركلة ركنية قبل انتهاء الوقت الأصلي للمباراة، نجح قلب دفاع منتخب كولومبيا ​ياري مينا​ من تسجيل هدف التعادل عند الدقيقة 93 فارضا على الإنكليز اللجوء لأشواط إضافية.

بداية الشوط الإضافي الأول كانت كولومبية حيث بدا الفريق هو الأخطر في ظل صدمة إنكليزية بتلقي هدف التعادل المتأخر وهذا بدا واضحا في نشاط الكولومبيين مقابل ارتداد الإنكليز للخلف ومحاولتهم استيعاب الصدمة.

المنتخب الكولومبي حاول تدوير الكرة وتشغيل طرفي الملعب مع عكس الكرات العرضية لفالكاو وباكا كما العادة لكن الدفاع الإنكليزي كان يتعامل مع تلك الكرات كما يجب ليقوم ساوثغيت بإجراء تبديله الثالث بدخول روز مكان يونغ لتنشيط الجهة اليسرى هجوميا.

وبالفعل مع بداية الشوط الإضافي الثاني ودخول ​راشفورد​ مكان والكر، حيث عاد داير كقلب دفاع ولعب الإنكليز مجددا 3-1-4-2، كان الفريق نشط في ظل حركية من ​فاردي​ الذي دخل في نهاية الشوط الثاني مكان ستيرلينغ، فكان الفريق الإنكليزي الأنشط مع عودة الكولومبيين للخلف لكن الأمور لم تتغير حيث لم يشأ أي منتخب المغامرة هجوميا وترك المساحات في الخلف ليتم الإحتكام لركلات الجزاء الترجيحية ومعها فاز الإنكليز 4-3 ووصلوا للدور الربع النهائي.