ودعت ​إسبانيا​ ​كأس العالم​ بعدما خسرت أمام ​روسيا​ المستضيفة 4-3 بركلات الترجيح وذلك بعدما انتهى الوقتان الأصلي والإضافي 1-1 في المباراة التي احتضنها ​ملعب لوزنيكي​ ستاديوم في العاصمة الروسية ​موسكو​.

المدير الفني لمنتخب روسيا ستانسيلاف تشيرسيف لعب اللقاء بالرسم التكتيكي 3-4-2-1 مع دزويبا كرأس حربة صريح بينما لعب المدير الفني لمنتخب إسبانيا ​فيرناندو هييرو​ بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع دييغو ​كوستا​ كرأس حربة صريح.

المنتخب الإسباني بدأ المباراة ممسكا بالكرة ومحاولا فرض أسلوبه الهجومي مقابل تراجع روسي واعتماد على الدفاع من منتصف الملعب ومن ثم لعب الكرات المرتدة. إسبانيا وكما العادة كانت تمرر الكرات القصيرة مع دور مهم ل​إيسكو​ في بناء الهجمة من الخلف والسعي لاختراق التنظيم الدفاعي الروسي لينجح الإسبان وبعد 12 دقيقة من تسجيل هدف التقدم عبر إيغانشيف بالخطأ في مرماه.

​​​​​​​

المنتخب الروسي​ لم ينجح أبدا في إبداء ردة الفعل مع السعي فقط للضغط أكثر في منتصف الملعب حيث كانت إسبانيا ممسكة بالكرة كليا مع نسبة استحواذ وصل إلى 80 % عكس التحكم بإيقاع اللعب وسط اكتفاء روسي بلعب الأدوار الدفاعية. الإسبان حاولوا تدوير الكرة لإتعاب الخصم قدر الإمكان.

شيئا فشيئا بدأ الروس بالدخول في أجواء اللقاء شيئا فشيئا مع التقدم أكثر للأمام والتحرك هجوميا بشكل خاطف خاصة عبر طرفي الملعب مع الجناحان ​غولوفين​ وساميدوف.

السرعة هي أهم ما ميزت الأداء الروسي خاصة في الإرتداد الدفاعي بعد خسارة الكرة وتضييق المساحات على لاعبي المنتخب الإسباني الذي هبط أداءهم بشكل واضح بعد مرور 35 دقيقة من بداية الشوط الأول ليستلم الروس زمام المبادرة رغم الضغط العالي الذي قام به لاعبو إسبانيا لاستعادة الكرة وبالفعل نجح الروس في استغلال فورتهم الهجومية ليسجلوا هدف التعادل عبر دزويبا عند الدقيقة 41. بعدها عادت إسبانيا للعب الهجومي محاولة تعديل الأوضاع وأخذ المبادرة الهجومية مجددا لكن الدفاع الروسي عرف كيف يمرر الدقائق المتبقية بانضباطه العالي لينتهي الشوط الأول 1-1.

​​​​​​​

بين الشوطين، دفع المدرب الروسي بغرانات مكان زيركوف، وذلك من أجل إعطاء صلابة دفاعية أكبر للجهة اليسرى.

إسبانيا كما العادة كانت هي الفريق المستحوذ مقابل وضوح اعتماد الروس على الخطة الدفاعي، إغلاق المناطق الخلفية ثم لعب الهجمات المرتدة لكن المشكلة الإسبانية كانت في البطء الواضح بصناعة اللعب مع عدم التحرك بدون كرة وفتح المساحات داخل دفاعات الخصوم ما جعل اللعب الإسباني مقروءا رغم تحركات دائمة من إيسكو لتنشيط خط الوسط ليصبح اللعب هادئا مع انحساره في وسط الملعب ليقوم المدرب الروسي بالتدخل مجددا ويدخل تشيرسيف مكان ساميدوف كما دخل ​سمولوف​ مكان دزويبا.

الهدف من هذه التبديلات كان تنشيط اللعب الهجومي خاصة أن روسيا كانت تتحمل عبء المباراة الدفاعي مع أخذ إسبانيا دائما للمبادرة الهجومية. هييرو تدخل للمرة الأولى حيث أدخل ​إنييستا​ مكان ​دافيد سيلفا​ كما دخل ​كارفاخال​ مكان ​ناتشو​ المصاب. المشكلة في إسبانيا كانت واضحة للغاية، عدم وجود حلول هجومية لاختراق التنظيم الدفاعي الروسي إضافة للبطء في تحضير الكرة والمبالغة في التمرير بعرض الملعب دون السعي للتحرك وتبادل المراكز واللعب المباشر في الثلث الدفاعي الروسي الأخير كما كانت روسيا بدورها غائبة هجوميا حيث لم تنشط في الهجمات المرتدة التي كانت تقطع من الدفاع الإسباني بشكل سريع.

ومع وضوح سير المباراة، تكتل دفاعي روسي وسيطرة إسبانية مع عقم هجومي، دفع هييرو ب​أسباس​ مكان كوستا لمحاولة تسريع اللعب والتواجد أكثر في عمق الدفاع الروسي مع السعي للعب كرات عرضية أكثر وتقدم الأظهرة كما العادة للعب الكرات الهجومية غير أن الأمور لم تتغير أبدا لينجح الدفاع الروسي في الصمود الدفاعي مع تركيز عالي وعدم منح الإسبان أية مساحات لينتهي بعدها الشوط الثاني بتعادل إيجابي 1-1 ويلجأ المنتخبان للعب الأشواط الإضافية.

الأشواط الإضافية شهدت التبديل الرابع لأول مرة في تاريخ كأس العالم حيث دخل إيروخين مكان كوزاييف فيما أدخل هييرو ​رودريغو​ مكان أسباس.

المباراة لم تشهد أي جديد في الشق التكتيكي، لكن الإسبان بدوا أسرع مع تحركات رودريجو المميزة من جهة اليمين وإيسكو في العمق لكن الدفاع الروسي بقي يلعب بتركيز عالي مع إغلاق تام للخطوط الخلفية وترابط واضح بين ثلاثي الدفاع والرباعي أمامه.

هذا الإنضباط الروسي استمر مع عدم قدرة الإسبان على الإختراق حيث بدا البطء واضحا مع أداء خط الوسط الغير قادر بتاتا على خلق أية فرص.

​​​​​​​

الروس حاولوا خطف هدف مع التقدم أحيانا للأمام والعودة بطريقة خاطفة للقيام بالأدوار الدفاعية حيث كان الهدف واضحا، جر الفريق الإسباني لركلات الترجيح وهو ما حصل فعلا لتنجح روسيا في حسم اللقاء والفوز 4-3 وتتمكن من العبور إلى الدور الربع النهائي واضعة الإسبان خارج البطولة في مفاجئة جديدة لبطولة مليئة بالمفاجآت.