انتهى ​كأس العالم​ بالنسبة للمنتخبات العربية والتي لم تنتظر حتى الوصول للجولة الحاسمة والأخيرة من دور المجموعات إذ فقدت حظوظها مع انتهاء الجولة الثانية وذلك بعد أداء أقل ما يقال عنها بأنها كارثية. منتخبا مصر و​السعودية​ سيخوضان اللقاء بينهما كأنه لقاء ودي بعدما خسرا أول مبارتين لهما فيما تعد مباراتي ​المغرب​ مع ​إسبانيا​ وتونس مع باناما من باب تادية الواجب ليس إلا. وتعددت أسباب هذا الظهور العربي المخيب والذي يمكن القول بأنه كان متوقعا إنما ليس بهذا السوء حيث سنستعرضها في التقرير التالي.

غياب ثقافة الفوز :

عانت المنتخبات العربية من غياب ثقافة الفوز وهذا ما برز بالطرق الدفاعية التي انتهجتها الفرق ما عدا المنتخب المغربي نوعا ما، فالكل كان يبدأ المباراة بطريقة دفاعية ولم نر أي منتخب يحاول أخذ المبادرة الهجومية منذ البداية أو يتقدم هو في النتيجة أو يعتمد على الضغط العالي فرأينا دائما نفس البداية، الدفاع أو تلقي هدف ثم محاولة العودة في النتيجة وهذا يعود إلى الشعارات الرنانة التي يتم ترديدها دائما قبل كل بداية حدث كبير وهو الخروج المشرف والظهور المشرف وغير ذلك من العبارات التي ما قدمت شيئا للكرة العربية سوى مزيدا من الأفكار الإنهزامية وغياب الثقة بالنفس والقدرة على مقارعة الكبار وهو ما قامت به الكثير من المنتخبات الصغيرة الغير عربية لكن العرب لم يؤمنوا بعد بأن بإمكانهم الذهاب بعيدا إذا ما لعبوا كرة قدم فقط وليس اي شيئ آخر فأنت تلعب كرة قدم وتخسر بفارق 3 أهداف أمرا ليس عيبا لكن أن تحل ضيف شرف وتخسر بخماسية فهنا الكارثة.

أخطاء دفاعية كارثية :

ربما تكون الفرق العربية هي أكثر فرق قامت بخسارة الكرات في الثلث الأول من الملعب وهو ما أدى إلى تلقي الكثير من الأهداف وهذا يدل على عدم القدرة في تحمل الضغط العالي الذي مارسه لاعبو الخصم وهذا أمر يعتبر من ألف باء كرة القدم وهي كيفية التدرج بالكرات من الخلف. كما أن هناك مشكلة ساذجة أخرى وقعت فيها المنتخبات العربية وهي كانت مفصلية في حسم مسألة الخروج المبكر، ألا وهي الكرات الثابتة والتي تلقت منها المنتخبات العربية أكثر من هدف قاتل كهدف إيران في المغرب، هدف الأوروغواي في مصر، هدف إنكلترا في تونس وهي أهداف كلها منعت الفرق العربية من حصد نقطة التعادل على الأقل.

لعنة اللحظات الأخيرة :

هو بالاصل مونديال الأهداف القاتلة حيث نجحت كثير من الفرق في حسم تأهلها أو حصد النقاط في اللحظات الأخيرة لكن العرب للأسف لم يستفيدوا من هذا الأمر بل دفعت ثمنه فتونس فقدت نقطة ثمينة أمام إنكلترا في آخر الوقت كما خسرت مصر نقطة التعادل أمام الأوروغواي في الدقيقة 90 وهذا كان حال المغرب أيضا أمام إيران ولو حصدت المنتخبات العربية التعادلات تلك، لكنتم الآن ربما لا تقرأوون هذا المقال والعرب يعدون العدة لخوض جولة حاسمة من أجل التأهل. هذا إن دل على شيئ فيدل على فقدان التركيز في أهم اللحظات فهي ليست صدفة بل شرود ذهني واعتبار أن الأمور قد حسمت وبان إنجاز التعادل أمام الفرق الكبرى قد تحقق ونسوا بأن كرة القدم لا تنتهي مبارياتها إلا مع صافرة الحكم وهنا نعود إلى النقطة الأبرز ألا وهي التحضير الذهني الخاطئ للبطولات الكبرى.

فوارق واضحة في الإمكانات :

لا يخفى على أحد بأن الكرة العربية بعيدة كل البعد عن المستويات الكروية العالية لا في أوروبا ولا في أميركا الجنوبية حيث ما زالت الفرق العربية تخطئ في أساسيات كرة الدقم وهذه المشكلة ليست وليدة اليوم أو بسبب عدم الإستعداد قبل أسابيع من البطولة بل هو نتيجة تراكمات فنية فلا يوجد نجوم عرب يلعبون في أقوى الفرق العالمية إلا بنسبة قليلة ويعدون على الأصابع، وباقي المحترفين العرب يلعبون في الفرق المتوسطة أو الصغيرة وهذا بالطبع يؤثر أيضا لأنه يجب أن يكون هناك واقعية في مكان ما والإعتراف بأن وجود بضعة لاعبين محترفين في كل منتخب لا يعني بأن المنتخب أصبح من الكبار وباستطاعته المنافسة في كأس العالم !!!

كثرة تغيير المدربين :

تحتاج المشاركة في كأس العالم إلى أمور أكثر من بعض المباريات الودية والمعسكرات الخارجية قبل اسابيع من انطلاق البطولة قهي تحتاج إلى تخطيط مسبق وعدم كثرة تغيير المدربين بل الإلتزام مع مدرب فترة طويلة لأن عملية بناء المنتخب هي أصعب من بناء الفريق، حيث يحتاج الأمر لعمل أطول ومجهود أكبر وبالتالي لا يمكن انتظار تحقيق النتائج مع تغيير المدرب كل سنة أو سنتين فها هي ألمانيا مثلا لديها مدرب واحد منذ عام 2006 والبرتغال لديها مدرب واحد منذ عام 2014 والأوروغواي أيضا وإيران والقائمة تطول من الفرق التي لم تغير في جهازها الفني أقله منذ أربع سنوات حتى الآن وهذا ما يسمح بالتطور وإعتياد اللاعبين على فكر المدرب. وباختصار، طالما أن الإتحادات العربية تستسهل كثيرا تغيير مدرب المنتخب كل سنة او سنتين أو بمجرد إخفاق في بطولة كبرى فإنه لا أمل لمنتخب عربي بأن يذهب بعيدا في كأس العالم.