تستأنف اليوم مباريات الجولة الثانية من دور المجموعات ​لكأس العالم روسيا 2018​ حيث ستقام ثلاث مباريات هامة للغاية في ظل تنافس محتدم على بطاقات التأهل للدور الثاني. سنستعرض فيما يلي أهم ما ستحمله هذه المباريات الثلاث من أمور فنية وتكتيكية.

إنكلترا – باناما ( اليوم الساعة 15.00 بتوقيت ​بيروت​ ):

يدخل ​منتخب إنكلترا​ مباراته أمام باناما وهو يدرك بأن الفوز سيكون كفيلا له بضمان التأهل إلى ​الدور الثاني​ وخوض مباراته الأخيرة أمام بلجيكا من أجل صدارة المجموعة أما ​منتخب باناما​ فهو يريد تجنب الخسارة من أجل عدم توديع ​المونديال​ بشكل مبكر. وظهر المنتخب ​الإنكليز​ي في مباراته الأولى أمام تونس بشكل جيد رغم الفوز المتأخر فمع الرسم التكتيكي 3-5-2 الذي يعتمده المدرب ساوثغيت، تميز الإنكليز بالسرعة في نقل الكرات والتحول من الدفاع إلى الهجوم إضافة لتركيز أكبر على طرفي الملعب مع جناحان يقومان دائما بالزيادة العددية من طرفي الملعب مع دخول لاعبي الوسط آلي و​لينغارد​ دائما لمساندة الخط الهجومي بقيادة هاري كين رأس الحربة المتألق والذي تعول عليه إنكلترا كثيرا من أجل الذهاب بعيدا في هذا المونديال. أما منتخب باناما مع مدربه ​هيرنان غوميز​، فهو يلعب بالرسم التكتيكي 4-1-4-1 وسيعتمد بلا شك على خطة دفاعية لأن فتح الملعب أمام منتخب مثل إنكلترا سيصعب المهمة، من هنا ينتظر أن يكون المنتخب البانامي متحفظا مع إغلاق للخطوط الخلفية وتقارب بين خطي الدفاع والوسط ومن ثم الإعتماد على الهجمات المرتدة من طرفي الملعب لكن المهمة لن تكون سهلة بالطبع في ظل الفوارق الفنية الكبيرة بين المنتخبين ما يرجح أفضلية منتخب إنكلترا للفوز وحصد نقاط ثلاث توصله للدور الثاني.

اليابان​ – السنغال ( اليوم الساعة 18.00 بتوقيت بيروت ):

هو لقاء قوي سيجمع بين اليابان المنتشية بفوزها على ​كولومبيا​ في الجولة الأولى مع السنغال التي أسقطت ​بولندا​ في أول مباراة. ويدرك كلا المنتخبان بأن الفوز سيقربهما بشكل شبه رسمي من التأهل إلى الدور الثاني وهو أمر يعد إنجازا في سعيهما للذهاب بعيدا في هذه المسابقة. ​المنتخب الياباني​ مع المدرب المحلي نيشينو والذي يلعب بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 يعول على قوة خط وسط الفريق بقيادة اللاعب المخضرم هاسيبي مع اللعب المتوازن بين الدفاع والهجوم من أجل تهديد المرمى السنغالي وعدم السماح للمنتخب ​الأفريقي​ باستغلال المساحات. وأكثر ما لفت النظر في المنتخب الياباني هو الجماعية في الأداء والتحرك المميز بكرة ومن دون كرة. أما ​منتخب السنغال​، فهو يحبذ مع مدربه أليو سيسي اللعب بالرسم التكتيكي 4-4-2 مع الثنائي ديوف ونيانغ في خط الهجوم مع مساندة دائمة من من الجناحين سار وماني في الأطراف. وظهر ​المنتخب السنغالي​ بشكل قوي في أول مباراة مع معدل لياقة بدنية عالي وسرعة كبيرة في التحول من الدفاع إلى الهجوم ما يعني بأن المباراة ستكون صراعا في وسط الملعب ولن يسعى أي من الفريقين إلى فتح اللعب والإندفاع الهجومي الغير مبرر خاصة أن كلاهما يملك ثلاث نقاط والتعادل إن حصل بينهما لن يكون سيئا أبدا.

بولندا – كولومبيا ( اليوم الساعة 21.00 بتوقيت بيروت ):

يمكن أن يطلق عليه لقاء الجريحين، فبولندا خسرت اللقاء الأول أمام النسغال بينما خسرت كولومبيا المواجهة أمام اليابان ما يعني بأن الفوز ولا شيئ غيره سيكون هدف المنتخبان في هذه المواجهة. وكانت التوقعات تشير إلى أن المنتخبين سيكونا المتأهلين من هذه المجموعة لكن الوضع الآن تغير. فمنتخب بولندا مع المدرب آدم نافالكا والذي يلعب بطريقة 4-2-3-1 سيحاول إيجاد نفسه مع رأس حربته ليفاندوفسكي الذي ما زال مستواه متراجعا ويحتاج إلى أن يصحى قبل فوات الأوان. وعانى ​المنتخب البولندي​ كثيرا من ترجمة سيطرته على الكرة نحو أهداف مع صعوبة في اللمسة الاخيرة وكيفية إنهاء الفرص أمام المرمى وهذا أمر يجب التعامل معه سريعا خاصة كما ذكرنا من قبل قائد الفريق ليفاندوفسكي أما الكولومبيون فهو دفعوا ثمن اللعب أمام اليابان منذ الدقيقة 3 بنقص عددي حيث أن رجال المدرب بيكيرمان والذي يلعب بالرسم التكتيكي المعتاد 4-2-3-1 حاولوا العودة بعدها لكن النقص العددي كان ضربة قاضية لهم وهو ظهروا كفريق سريع هجوميا خاصة من طرفي الملعب مع امتلاك أجنحة سريعة لكنهم افتقدوا للإستمرارية خاصة في المعاناة بوسط الملعب بعد التحول لخطة 4-4-1 لتغطية النقص في خط الدفاع بعد الطرد. من هنا، ستكون المباراة حاسمة والتعادل فيها لن يفيد المنتخبين في سعيهما لتجاوز الدور الأول ثم الذهاب بعيدا في المسابقة.