في الوقت الذي حُسمت فيه هوية البطل في معظم الدوريات الأوروبية الكبرى باستثناء ​إيطاليا​، فإن المنافسة ستبقى مستعرة حتى الجولات الأخيرة ليس بسبب المقاعد المؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا أو ​الدوري الأوروبي​ هذه المرة، إنما هي معركة فردية بين الهدافين على جائزة ​الحذاء الذهبي​.

كان مهاجم ليفربول وأفضل لاعب في ​انكلترا​ ​محمد صلاح​ مطمئناً على صدارته لترتيب هدافي أوروبا على مدى اسبوعين، لكن فشل النجم المصري في التسجيل للريدز في مباراته الأخيرة أمام ​ستوك سيتي​ يوم السبت الفائت، منح نجم برشلونة ليونيل ميسي الفرصة لأخذ مكانه بعد تسجيله هاتريك في مرمى ديبورتيفو يوم أمس الأحد وقيادته ​الفريق الكاتالوني​ للفوز بلقب ​الدوري الاسباني​ ليرفع رصيده الى 32 هدفاً وبفارق هدف واحد عن صلاح.

تحمل المنافسة على جائزة الحذاء الذهبي هذه المرة طعماً مختلفاً ومتابعة خاصة من جانب جماهير الفريقين، وذلك لوجود محمد صلاح في صلب المنافسة وهو أمر لم نعهده سابقاً حيث ان الصراع لطالما وقع بين لاعبين كبار، لكن الاداء الخرافي للنجم المصري مع ليفربول هذا العام وتتويجه بلقب أفضل لاعب في انكلترا وضعه في قائمة أفضل ثلاثة لاعبين في العالم بعد ميسي ونجم ​ريال مدريد​ ​كريستيانو رونالدو​.

​​​​​​​

واذا كان ليونيل ميسي سبق وأن فاز بالجائزة أربع مرات كان آخرها العام الماضي، فإن اللقب يعني الكثير لصلاح ومن خلفه جماهير ليفربول واللاعب، لأن فوز الفرعون المصري بجائزة الحذاء الذهبي سيجعل من بقائه في الفريق الإنكليزي أمراً صعباً، وفي المقابل سيصبح ​الريدز​ ممسكاً بورقة رابحة قد لا يقل سعرها عن 150 مليون يورو إذا ما قرر مسؤولو النادي الرضوخ للعروض التي ستنهال على اللاعب مع نهاية الموسم.

من هنا فإن الصراع على الحذاء الذهبي سيأخذ منحى تصاعدياً في الجولات المتبقية وإن كانت حظوظ ميسي هي الأرجح، لكون نجم ليفربول سيلعب فقط مباراتين هما المتبقيتان لفريقه أمام تشلسي وبرايتون، في حين ان نجم برشلونة لديه اربع مباريات متبقية أمام ريال مدريد، ​فياريال​، ​ليفانتي​ و​ريال سوسييداد​ مما يعني ان هامش التفوق مفتوح على مصراعيه بالنسبة للبرغوت الأرجنتيني.

ومع ذلك فإن الصراع لن يحسم قبل معرفة الرصيد الذي سينتهي عليه صلاح مع المباراة الأخيرة في ​الدوري الإنكليزي​ أمام برايتون في الثالث عشر من أيار، لكن بغض النظر عن فوز اللاعب المصري من عدمه، فإن المستوى الذي قدمه محمد صلاح هذا الموسم وتتويجه بلقب أفضل لاعب في انكلترا واقترابه من قيادة ليفربول إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا هو بحد ذاته انجاز يفوق من دون أدنى شك التتويج بالحذاء الذهبي، فكيف اذا صعد إلى منصة التتويج من أجل رفع الكأس الأوروبية، عندها سيكون هناك كلام آخر وربما إنجاز غير مسبوق عبر التتويج بالكرة الذهبية.