قيل الكثير عن تأهل الأندية الإنكليزية الخمسة إلى ثمن النهائي من ​دوري أبطال أوروبا​ هذا العام وتأثير ذلك على عودتها من الباب العريض للمنافسة على اللقب بعد احتكار طويل من جانب ​ريال مدريد​ وبرشلونة، لكن مع خروج كل من مانشستر يونايتد و​تشيلسي​ وتوتنهام من المنافسة في دور الـ16، عادت الآمال مرة أخرى لتتضاءل بعد أن وقع الفريقان المتبقيان أي ليفربول ومانشستر سيتي وجهاً لوجه في ربع النهائي.

اليوم ونحن على أعتاب أيام قليلة من معرفة طرفي المباراة النهائية، عاد الكلام إلى نقطة البداية بعد المستوى الباهر الذي قدمه ليفربول بقيادة النجم ​محمد صلاح​ والذي مكنّه من اقصاء مانشستر سيتي من ربع النهائي ووضع قدماً في المباراة النهائية على إثر تقدمه على روما بخمسة أهداف لهدفين في ذهاب دور الأربعة.

من الواضح ان الاداء الخرافي الذي قدمه ليفربول هذا الموسم وخاصة في مرحلة خروج المغلوب أعاد خلط كل الأوراق والترشيحات حول هوية البطل هذا العام، لكن في المقابل لايمكن لأي كان أن يتجاهل التأثير الكبير للنجم المصري على الريدز سواء في البريمييرليج أو دوري أبطال أوروبا، الأمر الذي أحيا الآمال مجدداً بصعود فريق إنكليزي إلى منصة التتويج.

ساهم تألق ليفربول في المنافسة الأوروبية هذا الموسم بمنح الكرة الإنكليزية دفعة قوية للأمام في سباق التنافس على الأفضلية مع نظيرتها الإسبانية، ومما لاشك فيه ان تأهل ليفربول وريال مدريد إلى المباراة النهائية (فيما لو تم مع تفوقهما في مباراة الذهاب على روما وبايرن ميونيخ) سيشكل الحلقة الأبرز في مسلسل هذا الصراع، مع العلم ان تتويج الليفر باللقب سيشكل ضربة "قاضية" لاحتكار ريال مدريد للبطولة مع ثلاثة ألقاب في الأعوام الأربعة الأخيرة، وكسر لهيمنة الفرق الإسبانية على المسابقة في النسخات الأخيرة.

​​​​​​​

ربما يكون ليفربول جاهزاً أكثر من أي وقت مضى للمضي قدماً في تنفيذ هذا المخطط، خاصة ان أي محفزات معنوية أو فنية لا تنقصه هذا العام في ظل الرغبة الجامحة لمحمد صلاح من أجل تحقيق لقب الأول مع ليفربول وإرسال رسالة شديدة اللهجة لمن يعنيهم الأمر انه منافس جدي على جائزة الكرة الذهبية، تلك الجائزة التي شهدت أيضاً إحتكار نجمي ريال مدريد وبرشلونة لها على مدى عقد من الزمن.

وحتى يحدث العكس، فإن ليفربول نجح في إعادة عقارب الساعة إلى الوراء من أجل تذكير الجميع انه الفريق الإنكليزي الوحيد صاحب الألقاب الخمسة، وانه الوحيد القادر حتى الآن على إضافة لقب قاري جديد سيكون بمثابة أول الغيث لعودة مظفرة لبقية الأندية إلى المسابقة الأهم حول العالم.