تأهل ريال ​مدريد​ الإسباني إلى الدور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم رغم خسارته 3-1 من يوفنتوس الإيطالي في مباراة الإياب التي استضافها ملعب سانتياغو برنابيو في العاصمة الإسبانية مدريد.

المدير الفني لريال مدريد زين الدين زيدان لعب المباراة بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع ​كريستيانو رونالدو​ كرأس حربة صريح فيما لعب المدير الفني ليوفنتوس ​ماسيميليانو أليغري​ بالرسم التكتيكي 4-3-2-1 مع ​غونزالو هيغواين​ كمهاجم صريح.

بدأ ​اليوفي​ المباراة بشكل جيد هجوميا بعدما نجح عند الدقيقة الثانية من تسجيل هدف التقدم عبر ​ماندزوكيتش​، ما جعل الفريق يؤمن بأنه قادر على العودة في النتيجة. وفي ظل اعتماد كلا الفريقين على الدفاع من منتصف الملعب، حاول اليوفي الإستمرار بالشكل الهجومي مع تركيز على الجهة اليمنى بتحركات ​كوستا​ وتقدم الظهير دي تسيليو في ظل وجود كروس في تلك الجهة وعدم لعبه للدور الدفاعي ومساندة ظهير ​الريال​ ​مارسيلو​.

وبعد مرور حوالي عشر دقائق، بدأ الريال بدخول أجواء المباراة شيئا فشيئا لتتكافأ السيطرة بين الفريقين، حيث اعتمد الريال على تحركات ​إيسكو​ ومحاولة إيجاد رونالدو في العمق الدفاعي لليوفي ما أعطاه سيطرة نسبية على الكرة في ظل عودة اليوفي للخلف من أجل تهدئة إيقاع اللعب.

المدرب أليغري أجرى تبديله الأول إضطراريا عندما أخرج ظهيره دي تسيليو وأدخل ​ليشتنشتاينر​ ليعتمد اليوفي على تضييق المساحات أمام لاعبي الريال ومن ثم على الهجمات المرتدة السريعة بقيادة ​بيانيتش​ وكوستا وخضيرة.

الريال كان خطرا هجوميا على مرمى اليوفي في ظل نجاح كروس وإيسكو في مد رونالدو بأكثر من كرة خطرة وبايل القادم نحو العمق من الجهة اليمنى، لكن بوفون كان حاضرا بقوة للتصدي لمحاولات الريال. ولكن وسط هذه المحاولات وبعد سيطرة على الوسط، نجح ماندزوكيتش في إضافة الهدف الثاني لليوفي عند الدقيقة 37 لتصبح النتيجة 2-صفر.

​​​​​​​

زيدان أجرى بين الشوطين تبديلين إثنين فأخرج بايل و​كاسيميرو​ وأدخل ​فاسكيز​ يمينا وأسينسيو يسارا ليتحول الفريق للعب بطريقة 4-2-1-3. استحوذ الريال على الكرة وحاول التدرج من الخلف مع السعي للوصول إلى مرمى اليوفي الذي اعتمد على التمركز في ملعبه والإنتشار العرضي الجيد، ليبقى معتمدا على الهجمات المرتدة لإيجاد هيغواين وماندزوكيتش في العمق، ولكن النتيجة اتت من خلال الحارس ​كيلور نافاس​ الذي ارتكب خطأ فادحاً و"اهدى" الكرة الى ماتويدي على باب المرمى المشرع يسجل الهدف الثالث ليوفنتوس ويشعل المباراة واجواء اللقاء، ويبث في قلوب لاعبي الريال ومشجعيهم مشهد ما عاشه برشلونة قبل اربع وعشرين ساعة.

بعد الهدف، اندفع الريال أكثر للأمام لكن اليوفي حاول البقاء في وسط الملعب مع عدم السماح له بمحاصرته في مناطقه الخلفية، ما جعل الريال يبحث دائما عن ردة الفعل واستغلال تقدم لاعبي اليوفي لوسط ملعبهم من أجل شن كرات عكسية خطرة بقيادة كروس وإيسكو. وأجرى زيدان تبديله الثالث والأخير بإدخال ​كوفاسيتش​ مكان ​مودريتش​ عند الدقيقة 75. وبدءا من الربع الساعة الأخير، أخذ أليغري خيارا بتحمل العبء الدفاعي للمباراة فتراجع إلى الخلف ما سمح للملكي بالسيطرة على وسط الملعب والبدء بشن الهجمات الخطرة مع تقدم الظهيرين مارسيلو و​كارفاخال​ للمساندة الهجومية ليشكل الريال خطورة ويحاصر اليوفي في منقطته.

وربما كان الأولى بأليغري كونه يملك تبديلين أن يقوم بتغيير ما في تشكيلته ويعيد التوازن للفريق وإجبار الريال عن فك حصاره على منطقة اليوفي لكن ذلك لم يحصل، لتاتي الدقيقة 93 وتغيّر كل شيء حيث لعب رونالدو دوراً بارزاً بتهيئة كرة بالغة الخطورة لفاسكيز امام المرمى مباشرة، وليحصل الاخير على ركة جزاء اثارت الجدل ترجمها رونالدو بنجاح ونقل فريقه الى الدور نصف النهائي.