تكثر الألعاب القتالية المنتشرة حوالي العالم حيث تتعدد وتتفرع مع خصائص مختلفة لكل واحدة منها أنظمة وقوانين تختلف من لعبة إلى أخرى. ويعد ​لبنان​، واحدا من الدول الذي يمتلك الكثير من الألعاب القتالية ويوجد الكثير من اللاعبين الذين يمارسون تلك الألعاب وفقا للطرق الرسمية وبإشراف الإتحادات المختصة.

وربما تكون ألعاب الجودو، ​التايكواندو​ وال​كاراتيه​ هي الألعاب الأشهر والتي تحظى بتغطية إعلامية أكبر لكن هل تعلم عزيزي القارئ بأنه يوجد ألعاب قتالية أخرى في لبنان ك​الآيكيدو​، ​الكيوكشنكاي​ و​الووشو​ حيث تملك كل لعبة منها إتحادا مستقلا يدير عملها وينظم بطولاتها كما يشرف على المشاركات الخارجية.

في هذا التحقيق، سنحاول تعريف قرائنا الأعزاء بتلك الألعاب الثلاث وقوانينها مع كيفية ممارستها وما هي الأدوات المطلوبة لذلك على أمل أن نصل سوية في نهايته إلى تكوين فكرة أكثر وضوحا عن تلك الألعاب القتالية الثلاث.

الآيكيدو

هي رياضة ​يابانية​ ويقال لها الفنون القتالية الحديثة نشأت في القرن العشرين على يد المعلم "موريهاي أويشيبا" في بدايات القرن العشرين.

الآيكيدو" كلمة يابانية مكونة من ثلاث أجزاء وهى، " آيAi" تعنى الإنسحام أو التوافق، " كيki" وتعنى الطاقة الكامنة والتي من الصعب استحضارها والتي تصدر بتلقائية الإنسان العادي،"دو Do" وهي تعنى طريقة اللعب التي يقوم بها.تعتمد لعبة "الآيكيدو" على التخلص من الخصم بأقل طاقة ووقت ممكن، حيث يكون اللاعب في غاية الهدوء كي يتعرف على نقاط الضعف الموجودة بالخصم.

لا يمكن اعتبار رياضة الايكيدو من الرياضات ذات الشهرة العالمية و السبب في ذلك قلة المدربين لتلك الرياضة وتعتبر لعبة "الآيكيدو" من الألعاب غير المنتشرة في الوطن العربي بصفة خاصة، وذلك لندرة المدربين المتميزين في هذا المجال وتعتبر من أكثر الألعاب التي تصل بممارسها إلى أعلى مستوى من النقاء الذهني.

يحتوي الأيكيدو على تقنيات بالأسلحة أو بدون أسلحة، يستخدم قوة الخصم، أو بالأحرى عدوانه ورغبته في إلحاق الضرر. ليس المقصود من هذه التقنيات هزيمة الخصم، ولكن الحد من محاولته للإعتداء. الأيكيدو يمكن اعتباره لتحقيق مفهوم الدفاع عن النفس، رد فعل متناسب وفوري للعدوان. في الواقع، وفقا لروح الأيكيدو، ليس هناك قتال، لأنه ينتهي في الوقت التي يُبتدى فيه.

يجب أن يتوافر في اللاعب العديد من المميزات أهمها: سرعة رد الفعل، واستخدام جميع الحواس، ووجود توافق عضلي وعصبي للاعب.تتميز الآيكيدو بالعديد من المميزات وهي: صفاء العقل، وتحسين عمل الدورة الدموية، وسلامة المفاصل والأوردة، وثقة الفرد فى قدراته الجسدية والعقلية، والتناسق العضلي.

يرتدي لاعب الأيكيدو زيا خاصا به يتألف من قطعتين مع حزام ويشبه إلى حد كبير الزي المستعمل في لعبة ​التايكوندو​ وسعر الزي الأصلي يبلغ حوالي 150 دولارا.

يمكن لعب لعبة الأكيدو بطريقتين، الأولى هي القتال بواسطة السيف وتكون وضعية الوقوف الأساسية في قتال البوكين تسمى " سيغان كامايه " ويجب أن يمسك البوكين بكلتا اليدين , اليد اليمنى من عند أعلى قبضة البوكين واليد اليسرى من عند نهاية قبضة البوكين , وهنالك وضعيات وقوف مختلفة تستخدم في قتال البوكين تصل إلى حد عشرة أنواع. يتراوح سعر سيف البوكين بين 55 و 70 دولارا أميركيا.

أما الطريقة الثانية هي القتال بواسطة العصى الجو. وضعية الوقوف الأساسية في قتال الجو تسمى " سيغان كامايه " و يمسك الجو بكلتا اليدين، اليد اليمنى من الأعلى واليد اليسرى من عند نهاية الجو والعكس صحيح، وهنالك وضعيات وقوف مختلفة تستخدم في قتال الجو تصل لحد ال20 حركة.

عرفت الايكيدو بداية مزدهرة مع دخولها لبنان، لكن الحرب اثرت سلباً على انطلاقتها واستمراريتها خصوصاً بعدما هاجر عرابها في لبنان السنساي بيوغبريال الى الولايات المتحدة، لكن بعد انتهاء الحرب عاودت اللعبة انطلاقتها مجدداً ليتم تأسيس اول اتحاد لها في 1-6-1998 وكان برئاسة سليم القاعي فيما يرأس الإتحاد الحالي للعبة القاضي الدكتور شادي الحجل ويعتبر لبنان من الدول الرائدة عربيا وفي محيطه بهذه اللعبة.

كيوكوشنكاي

ولدت هذه اللعبة من رحم لعبة ​الكاراتيه​ لكنها انفصلت عنها حيث أصبحت كل لعبة لها اتحادها الخاص وقوانينها الخاصة. قد يتبادر إلى الأذهان سؤال حول الاختلافات بين لعبة الكاراتيه التقليدية ولعبة الكيوكوشنكاي ، حيث تتشابه اللعبتان في نواح كثيرة، كاللباس والتحية والأحزمة والاستعراضات الفردية (الكاتا)، فيما تنحصر الاختلافات الجوهرية في 3 أوجه، هي:

​​​​​​​

الأساسيات (الكيهون): يسمح في الكيوكوشن ما لا يسمح في غيرها من الألعاب القتالية عامةً والشوتوكان خاصةً، من ضربات الكوع والمرفق والركبة إضافةً للركل بشكل مباشر، مما يجعل ممارسوها أكثر عرضةً للإصابات الخطيرة.

أسلوب النزال (الكوميتيه): في الكيوكوشن يقترب المتباريان من بعضهما أكثر لذا تدعى (كاراتيه الاتصال المباشر)، مما يعطي عاملي الصلابة وقوة الضربات الدور الأكبر في ترجيح الكفة، فيما يبتعد اللاعبان عن بعضهما في الشوتوكان، مما يسمح بمدى أكبر من المراوغة واستعمال التكتيكات التي تعتمد على السرعة وخفة الحركة.

طريقة الحسم: كلتا اللعبتين تعتمدان على جولة واحدة أساسية، ولكن الفرق في الحسم عند التعادل، ففي الكيوكوشن تمدد المباراة لجولات وجولات حتى يستطيع أحد المتباريين حسمها باستسلام الآخر أو بإجماع لجنة التحكيم، أما في الكاراتيه فتمدد المباراة لجولة واحدة فقط عند التعادل، يقوم الحكام على إثرها بترجيح كفة أحد اللاعبين، حتى ولو لم يتم الإجماع على ذلك، حيث تعود الكلمة الفصل لرئيس لجنة الحكام، مما يجعلها أقل عناءً من الكيوكوشنكاي.

​​​​​​​

هذه الاختلافات الثلاثة وخاصةً الأول والثالث، دعت لتصنيف الكيوكوشن كاي ضمن الرياضات الفردية الأكثر عنفًا، مما حرمها فرصة الظهور ضمن الألعاب الأولمبية، دون أن يحد ذلك من انتشارها حول العالم، حيث يزيد عدد ممارسيها اليوم عن الـ 12 مليون ضمن أكثر من 120 دولة عبر القارات الخمس.

يتكون نظام تدريب الكيوكوشن من ثلاثة أجزاء رئيسية، الأساسيات (Kihon )، الكاتا (Kata )، والقتال (Kumite )أساسيات كاراتيه الكيوكوشن مبنية على الكاراتيه التقليدية.

كيهون

يتعلم المتدرب في الأساسيات الوقفات وكيفية أداء الحركات بالشكل السليم، و لكل حزام من الأحزمة حركاتأساسية (تنظم على شكل متسلسلات) تمثل كل حركة أحد التقنيات المستخدمة في الكيوكوشن ويجب على اللاعب إتقانهاوأدائها بالشكل الصحيح حتى يتمكن من الإنتقال إلى المستوى التالي.

الكاتا
هي أحد أشكال التدريب في الكاراتيه يتم فيه تطبيق مجموعات من الحركات والتقنيات الهجومية والدفاعية بالإضافة إلى التحرك في عدة اتجاهات فيما يشبه القتال الافتراضي ضد عدة أشخاص، تختلف الكاتا عن المتسلسلات التي يتم فيها فقط تطبيق الحركات الأساسية في شكل سلسلة، ويطلب من المتدرب حفظ الكاتا وأدائها بالشكل السليم لينتقل إلى المستوى التالي وفي المستويات المتقدمة يطلب من المتدرب حفظ أكثر من كاتا في كل مستوى.

القتال

في القتال يتدرب اللاعب على تطبيق ما تعلمه من تقنيات في القتال الحقيقي وجهًا لوجه مع المنافس، وتتميزالكيوكوشن بنظام التدريبات الخاص بالقتال والتركيز عليه لدرجة أن غالبية أندية الكيوكوشن تجعل فصول خاصة للتدريب على القتال فقط، ويحصل المتدرب على الكثير من التطبيقات كما يتدرب على التوقيت المناسب للدفاع والهجوم.

البدلة التي يلبسها لاعب الكيوكشنكاي يتراوح سعرها بين ال100 وال 150 دولارا اميركيا بينما يبلغ سعر واقي الساقين حوالي 35 دولارا أميركيا أما القفاز فسعره حوالي 40 دولارا أميركيا.

​​​​​​​

أما عن اللعبة في لبنان فتأسس الإتحاد اللبناني للكيوكشنكاي عام 2010 ورأس الإتحاد آنذاك ​تميم سليمان​ رئيس نادي العهد الحالي بينما يرأس الإتحاد حاليا رجل الأعمال المعروف سمير شمخة. ويعد لبنان من أبرز الدول العربية في هذه اللعبة كما سبق له استضافة البطولة العربية أواخر عام 2017 حيث حقق اللاعبون اللبنانيون نتائج مميزة.

ووشو

الووشو هي رياضة استعراض والتحام كامل نابعة من الفنون القتالية الصينية. وتطورت تلك اللعبة كثيرًا في الصين بعد سنة 1949، في محاولة لوضع معايير لممارسة الفنون القتالية التقليدية الصينية. أصبحت الووشو رياضة عالمية من خلال ​الاتحاد الدولي​ للووشو (IWUF) الذي يقيم بطولات العالم للووشو كل عامين، وأقيمت أول بطولات العالم سنة 1991 في بكين وفاز بها يوان وين كينج.

تتكون الووشو التنافسية من نظامين: تاولووساندا. وتتضمن التاولو قوالب ومناورات لفنون قتالية يقيّم على أساسها المتنافسون ويمنحون نقاطًا وفقًا لقواعد خاصة. وتتكون هذه القوالب من حركات أساسية (الوقفات والركلات واللكمات والاتزان والقفزات والضربات والرميات) تأسيسًا على التصنيفات الكلية لأساليب الفنون القتالية الصينية التقليدية وقد تغير في المنافسات التي تهتم بإبراز القوة. والأشكال التنافسية محددة بزمن يتراوح بين دقيقة وعشرين ثانية في بعض الأنماط المظهرية إلى ما يزيد عن خمس دقائق في الأنماط الداخلية. ازداد اهتمام المنافسين في رياضة الووشو الحديثة بالتدريب على التقنيات الهوائية مثل قفزات وركلات 540 و720 وحتى 900 درجة لرفع درجة الصعوبة والأسلوب في حركاتهم.

أما الساندا هي طريقة حديثة في القتال ورياضة تأثرت بالملاكمة الصينية، طرق مصارعة صينية تسمى شواي جياو وتقنيات تصارع صينية أخرى مثل تشين نا. ولها نفس الجوانب القتالية للووشو. ويظهر تشابه كبير بين الساندا وكيك بوكس أو موياي تاي، لكنها تشمل تقنيات تصارع أكثر. وغالبًا ما تقام منافسات قتال الساندا مع التاولو أو المنافسات الشكلية.

الاسلحة التي تستخدم في رياضة الووشو

يتم استخدام بعض الاسلحة و التي تقع تحت اسم الاسلحة القصيرة و الاسلحة الطويلة، وفيما يلي توضيح لكل منهما:

الاسلحة القصيرة وهي الاسلحة التي تتكون من السيف الرفيع والسيف العريض.

​​​​​​​

الاسلحة الطويلة وهي اسلحة تتكون من الرمح والعصا. تبلغ مساحة ملعب الساندا وهي تساوى 8 ×8 م بدون منطقة أمان أما ارتفاع البساط من على الاض فى البطولات الدولية يبلغ 60 سم.

الاعضاء الغير مسموح الضرب بها أثناء المنافسة: الرأس،الكوع والركبة.

يلبس لاعب الووشو قفازا يبلغ سعره حوالي 40 دولارا أميركيا ويستعمل من أجل مهاجمة الخصم والدفاع عن النفس كما يرتدي اللاعب واقي للرأس وآخر للصدر يبلغ سعرهما حوالي 70 دولارا أما السيف فيبلغ سعره حوالي 40 دولارا أميركيا.
وبالطبع، يوجد في لبنان إتحاد للووشو يرأسه جورج نصور، وبدأت اللعبة بتأسيس اللجنة اللبنانية للووشو عام 1993 التي انبثق منها لاحقاً الإتحاد اللبناني للووشو، وأعطى العلم إلى الإتحاد الدولي فور التأسيس الرسمي سنة 1996 قبل أن ينتسب إلى ​اللجنة الأولمبية​ اللبنانية عام 1997.
​​​​​​​