تعتبر لعبة التزلج أحدى الألعاب الشتوية الفعالة في لبنان حيث يوجد الكثير من اللاعبين المميزين في ظل إتحاد نشط يتابع أمور اللعبة والكثير من المنحدرات التي يتم ممارسة التزلج عليها. ومع مجيئ فصل الشتاء، وانتظار الجميع تساقط الثلوج للمارسة هذه الرياضة، كان لا بد لصحيفة السبورت الإلكترونية من الإضاءة على واقع هذه اللعبة والظروف التي تمر بها وأهم الأحداث والبطولات التي سيستضيفها لبنان في الفترة المقبلة.

فريدي كيروز

يعتبر إتحاد اللعبة هو البيت الذي يحتوي جميع محبي اللعبة من أندية ولاعبين والمنظم للعبة. من هنا كان الحديث مع الأمين العام لإتحاد التزلج ورئيس بلدية بشري فريدي كيروز الذي أخبرنا بأن ​موسم التزلج​ في لبنان كان من المفترض أن يبدأ في منتصف شهر كانون الثاني لكن تأخر فصل الشتاء وتساقط الثلوج جعل الموسم يتأخر كما خسر اللاعبون فرصة التمرن خلال ​عطلة عيد الميلاد​ ما سينعكس سلبا على اللاعبين اللبنانيين الذين هم طلاب مدارس وجامعات وليس لديهم وقت حاليا إلا في التمرن السبت والأحد وهذا لن يفيدهم كثيرا في تطوير مستواهم. هذا أجبر الإتحاد على تأجيل بطولاته حتى بداية شهر شباط. الإتحاد قام بإرسال بعض اللاعبين وصل عددهم ل15 لاعبا إلى النمسا للإنخراط في معسكر هناك لكن هناك بقية اللاعبين الذين لم يكن لديهم الوقت لتطوير مستواهم في فترة ما قبل بداية الموسم.

وكشف كيروز بأن لبنان سيستضيف للمرة الأولى بطولة دولية لتزلج العمق بعد تصنيف منحدرات الأرز دوليا حيث ستقام في 23 شباط بعد انتهاء ​الأولمبياد الشتوي​. كما تتضمن روزنامة الإتحاد سباقات للأولاد الصغار ولكافة الفئات العمرية من باب اهتمام الإتحاد بتلك الفئات والتي هي مستقبل اللعبة.

وعن ميزانية الإتحاد وكيفية تأمينها، قال كيروز ان جزءا منها يتأمن عبر الإتحاد الدولي للعبة وذلك حسب برنامج نشاطات الإتحاد المحلي من إقامة سباقات دولية ومشاركات خارجية كما أن هناك المساعدة من وزارة الشباب والرياضة وهي خجولة نوعا ما وفق الإمكانات المتاحة طبعا لكنها مشكورة طبعا إضافة لبعض الرعاة وأهالي المتزلجين كما أن هناك قسما يتكفل به رئيس الإتحاد ​شربل سلامة​ الذي هو الراعي الأكبر لنشاطات الإتحاد والداعم الأول للمتزلجين اللبنانيين.

وردا على سؤال حول إمكانية وصول لبنان يوما ما لمنصات التتويج العالمية في رياضة التزلج، اعتبر كيروز بأن لبنان اليوم وفي التصنيف الذي يعتمده الإتحاد الدولي للعبة يقع في الفئة ب، وهي تضم 17 من البلدان المختلفة كجنوب ​أفريقيا​، ​المغرب​، ​صربيا​، ​إيران​، ​كوريا الجنوبية​ وغيرها. في هذه الفئة لبنان لديه حظوظ كبيرة لتحقيق الميداليات من ذهب، فضة وبرونز وهو سبق له القيام بذلك خاصة على الصعيد الأسيوي. أما الدخول إلى الفئة أ فهو أمر ضمن الإمكانات الحالية المتاحة مستبعد فكي تعد لاعب واحد من أجل الحصول على لقب عالمي الكلفة تصل لمليونين دولار للاعب الواحد وبالتالي الأمر صعب فمعظم اللاعبين اليوم هم طلاب مدارس وجامعات ومع انتهاء تحصيلهم العلمي يتركوا رياضة التزلج كي يلتحقوا بأعمالهم وهذا طبيعي في ظل غياب الإحتراف.

وأكد كيروز اهتمام الإتحاد بفئة الناشئين حيث ينظم دائما البطولات لفئتي الصيصان والناشئين وهذا ما وهناك حوالي 700 ​لاعب ناشئ​ بالطبع سيتم البناء عليهم للمستقبل ومن هنا لا خوف على اللعبة التي لديها الخزان البشري المطلوب من أجل أن تسير في مسار تصاعدي وتتطور أكثر فأكثر.

ريمون سكر

انتقلنا للحديث مع مدير المنتخبات الوطنية للتزلج وعضو اللجنة الأولمبية اللبنانية ريمون سكر الذي أكد بأن رياضة التزلج تسير نحو الافضل وفق الخطة الموضوعة من قبل ​الإتحاد اللبناني للتزلج​ منذ ولايته الأولى قبل 7 سنوات وهذا يتجلى في فئات التزلج الثلاث: التزلج الألبي، تزلج العمق والتزلج على السنو بورد حيث استطاع لبنان ولأول مرة في تاريخه من الوصول لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية حيث سيشارك في فئة سباق الألب للتعرج الطويل والقصير كما في سباق العمق وهناك أمل كبير بأن تكون المشاركة مشرفة وتعكس الصورة الحقيقية للعبة التزلج في لبنان.

المشكلة الأساسية التي تواجهها رياضة التزلج حسب سكر هي في أن الموسم في لبنان قصير وليس بطول الموسم في أوروبا حيث الموسم في أوروبا يبدأ بشهر 12 وينتهي بآخر شهر 5 كما أن هناك في فصل الصيف التزلج على قمم الجبال التي ترتفع أكثر من 4500 م حيث تكون فرصة للناشئين واللاعبين المحترفين وهذا ما ينقص اللعبة في لبنان على الرغم من أن لبنان يكاد يكون البلد العربي الوحيد في الشرق الأوسط الذي يمارس رياضة التزلج وهذا أمر إيجابي للغاية. كما أن هناك مشكلة أخرى هامة وهي عدم وجود برنامج مدرسي خاص للطلاب الذين يمارسون هذه الرياضة. كان هناك زيارات للوزارات المعنية من أجل إيجاد عطلة موحدة للمدارس والجامعات تكون في شهر شباط أسوة بكل الدول المتطورة لكن للأسف لم يكن هناك اي آذان صاغية في هذا المجال فكل ما يبدأ اللاعب في عمر صغير أي حوالي 4 سنوات كل ما كان هناك أمل أكثر في أن يصل لمكان بعيد في اللعب.

وأضاف سكر بأنه هناك في اللعبة مواهب كثيرة وهذا ما يبرز أثناء تنظيم بطولات الصيصان والناشئين يمكنها في حال توفر لها الإمكانات اللازمة أن تضاهي اللاعبين العالميين وأكبر برهان على ذلك هو اللاعبة شيرين نجيم والتي نجح أهلها في تسجيلها بأكاديمية أميركية في ​الولايات المتحدة​ للتزلج وهي نجحت بعدها في أن تكون ضمن أفضل 30 لاعبة أميركية وهذا كله حصل عندما توفر لها الجو المناسب ماديا ومعنويا وفنيا لتطوير موهبتها.

وكشف سكر بأن روزنامة الإتحاد لهذا الموسم كما في كل موسم حافلة بالمشاركات الخارجية وذلك من أجل الإحتكاك وتطوير الخبرات حيث تسافر المنتخبات الوطنية بمختلف فئاتها العمرية حوالي 10 مرات في السنة بجانب المشاركة المحلية في السباقات الإحترافية التي تنظم في لبنان تحت إشراف الإتحاد الدولي للعبة. كما سيشهد لبنان لأول مرة تنظيم سباق دولي بالتعاون مع بلدية بشري في منحدرات الأرز حيث تم بذل جهد كبير من أجل استقدام السباقات الدولية إلى لبنان لما لذلك من انعكاس إيجابي على المستوى العام للعبة.

ودعا سكر الدولة اللبنانية إلى الإهتمام أكثر بلعبة التزلج فهي لعبة يمكن في حال أن ازدهرت ونظم لبنان الكثير من الأحداث العالمية أن يتم تنشيط السياحة من مطاعم وفنادق وهذا ينعكس على العجلة الإقتصادية ككل لأنه ليس في كل بلد يوجد ثلج ويجب استغلال هذه الثروة بأفضل طريقة ممكنة. وشكر سكر إتحاد اللعبةواللجنة الأولمبية اللبنانية بشخص رئيسها جان همام والأعضاء كما الإتحاد اللبناني للعبة وأهالي اللاعبين الذين يساعدون الإتحاد في عمله ويدعمون مسيرة أولادهم الرياضية كما وجه الشكر لمدرسة الجيش اللبناني في الأرز التي تقوم بواجبها بأفضل صورة ممكنة.

ناتاشا مخبوط

هي إحدى أبرز الأسماء الحالية على صعيد رياضة التزلج في لبنان، الحديث هنا عن ناتاشا مخبوط والتي تبلغ من العمر 21 سنة. ناتاشا أخبرت صحيفة السبورت الإلكترونية بأنها بدأت ممارسة هذه الرياضة من عمر ال4 سنوات. مخبوط والتي تعتبر بطلة لبنان وآسيا كما أحرزت عدة ميداليات في بطولات عالمية في قبرص و​بلغاريا​ كما شاركت من قبل في ​بطولة العالم​ للتزلج وهي تتحضر حاليا للمشاركة في دورة الألعاب الاولمبية الشتوية وبعدها للمشاركة في البطولات المحلية والحفاظ على ألقابها المحققة. وتبدي مخبوط فخرا وحماسا غير مسبوق نتيجة تمثيلها للبنان في هكذا حدث عالمي مهم وهي تعتبر هذه المشاركة محطة هامة في مسيرتها الرياضية حيث تتحضر لها كما يجب سواء في الجيم أو مع مدربها الخاص للتزلج بجانب خوضها لمعسكر تدريبي في النمسا.

وردا على سؤال حول سبب اختيارها للعبة للعبة التزلج، قالت مخبوط بأن الفضل يعود لوالدها الذي شجعها على ممارسة اللعبة ومن ثم أصبحت مثل الشغف بالنسبة لها خاصة السفر والمشاركة في دورات خارجية والتعرف إلى أشخاص جدد ما يعد أمرا رائعا. وأسفت مخبوط لغياب البرنامج المدرسي الخاص لطلاب المدارس الذين يمارسون الرياضة فهذا يعطي لاعبي الدول المتقدمة فرصا أكبر عندما يتم المنافسة معهم إذ أنهم يتدربون أكثر وبشكل يومي أما في لبنان فالتمرين يكون فقط السبت والأحد خلال السنة الدراسية.

وأضافت مخبوط بأن هدفها في رياضة التزلج هو رفع إسم لبنان عاليا والقيام بكل ما يمكن من أجل الوصول لأبعد مكان ممكن في هذه الرياضة. وشكرت مخبوط الإتحاد اللبناني للعبة ورئيسه شربل سلامة الذي هو الراعي لها ومن دون الإتحاد ما كان هناك من سفر ومشاركات خارجية كما شكرت نادي ​فاريا​ المزار وكل من ساهم في دعمها ووصولها لما وصلت إليه حاليا في لعبة التزلج.

إذا لعبة التزلج مثلها مثل الألعاب الأخرى في لبنان، تحتاج إلى دعم مادي ولوجيستي وفني حيث أن المواهب موجودة وكل ما تحتاجه هي المزيد من الدعم خاصة في ظل تطور اللعبة ولو ببطء في الفترة الأخيرة.