بعد كل مشاركة خارجية سلوية سواء للمنتخب الوطني او للفرق اللبنانية، يتم طرح موضوع وجود ثلاثة لاعبين أجانب على أرض الملعب خاصة أن النتائج الخارجية لم تكن أبدا على مستوى الطموحات في ظل إخفاق وراء إخفاق لم يعوضه إلا فوز الرياضي ببطولة آسيا في خريف السنة الماضية.

لكن المشاركات قبلها أو بعدها كانت متواضعة لا بل صادمة من مشاركة منتخب لبنان المخيبة في كأس آسيا والتي استضافها ملعب نهاد نوفل أو في الخسارة أمام الأردن في ​تصفيات كأس العالم​ وصولا إلى الإخفاق الكبير للأندية اللبنانية في بطولة دبي مؤخرا.

قانون اللاعبين الأجانب الثلاث لم يعد أحد يريد الدفاع عنه كما أصبح شماعة لتعليق أي فشل في أي ظهور خارجي لكن الأمر كان فاضحا في بطولة دبي الأخيرة حيث باستثناء الرياضي، لجأت الفرق اللبنانية المشاركة أي ​الحكمة​ و​الهومنتمن​ إلى تعزيز صفوفهما بلاعبين أجانب غير اولئك الثلاثة المشاركين معهم في البطولة المحلية فضم الحكمة الثلاثي ​ستوغلين​، بولدز وبوهانون ليصبح العدد ستة فيما ضم الهومنتمن أوبراين ليصبح العدد أربعة، غير أن حساب الحقل كان مختلفا تماما عن حساب البيدر، إذ جاءت النتائج عكسية فخسر الحكمة في الدور النصف النهائي أمام فريق الرادسي التونسي ليحتل المركز الرابع فيما بعد ثم سقط الهومنتمن أمام نفس الفريق التونسي. سقوط الحكمة والهومنتمن أمام الفريق التونسي كان نتيجة واقعية خاصة لنادي الحكمة والذي أعد العدة للفوز بلقب البطولة لكن الفريق بدا من دون أي هوية، فقط لاعبون أجانب على أرض الملعب مع غياب أي دور للاعبين اللبنانيين.

وأمام فريق تونسي منظم يعتمد بالأساس على اللاعبين التونسيين، كانت الأمور واضحة والفوارق كبيرة بين كرة السلة اللبنانية وكرة السلة التونسية أو المغربية حيث لم ينجح اللاعبون الأجانب في إخفاء العيوب وترقيع الصورة السلوية، كيف لا وهم أحد أسباب التراجع المخيف للعبة كرة السلة في لبنان.

تركيبة الأجانب الثلاث أضرت كثيرا باللاعب اللبناني، والذي لم يعد دوره في الفريق أساسيا بل تكملة لدور اللاعب الأجنبي فالقرارات الحاسمة في اللقاء يأخذها اللاعب الأجنبي وهذا جعل في كثير من المناسبات اللعب فردي ومائل إلى أخذ الأجانب الأمور على عاتقهم من دون رسم الخطط الجماعية وهذا أيضا جعل اللاعب اللبناني في كثير من المباريات يكون متفرجا على زميله الأجنبي في لحظات المباراة الحاسمة وهذا أثر بشكل كبير على اللاعب اللبناني وثقته بنفسه وقدرته على لعب دور القائد في فريقه خلال الأوقات الحرجة التي يحتاجه بها الفريق.

كل هذا بلا شك يترك آثارا سلبية على المنتخب الوطني الذي يحتاج إلى لاعبين جاهزين ويلعبون بشكل أساسي في فرقهم. وإذا ما استعرضنا أسماء لاعبي المنتخب، نجد أن هناك العديد من الأسماء التي تلعب أساسية في فرقها وأخرى تكون على دكة الإحتياط لكن الأهم من هذا هو أن اللاعب اللبناني في المنتخب يكون مطالبا بأداء مميز وهو سيكون قادرا على ذلك لأن لاعبي المنتخب يلعبون مع بعضهم منذ فترة والتجانس الكبير الموجود بينهم يخفي حقيقة غياب اللاعب القائد أو القادر على أخذ المبادرة الهجومية في اللحظات الحاسمة وهنا يأتي دور اللاعب المجنس والذي من المرجح أن يكون ​سام يونغ​، القادر بلا شك أن يكون المحرك للمنتخب في الإستحقاق الأسيوي القريب.

في ظل وجود 10 فرق ضمن أندية الدرجة الأولى، سيكون بلا شك من الأفضل أن يلعب 30 لاعبا بشكل أساسي في تلك الفرق على أن يلعب 20 لاعبا فقط إذا ما استمر وجود 3 لاعبين أجانب.

هذا سيعطي خيارات أكبر للجهاز الفني للمنتخب كما سيعطي اللاعبين اللبنانيين وقت أكبر على أرض الملعب ما سيسمح لهم بإبراز قدراتهم كما أن مسؤولياتهم ستزيد خاصة من الناحية الهجومية وتسجيل النقاط حيث أنه باستثناء ​فادي الخطيب​، لا يوجد حاليا في الدوري لاعب لبناني قادر على تسجيل أكثر من 20 نقطة إلا ما ندر وهذا أمر في حال أخذ اللاعب اللبناني فرصة أكبر لإثبات نفسه، ستسطع أسماء جديدة قادرة على إثبات نفسها وإظهار موهبتها الكبيرة والأهم أن يعود اللاعب اللبناني هو المؤثر وصاحب الكلمة الفصل في البطولة المحلية وليس اللاعب الأجنبي.

أحمد علاء الدين