انتهت قمة الجولة الثالثة والعشرين من الدوري الفرنسي لكرة القدم بين أولمبيك ​مارسيليا​ و​موناكو​ بالتعادل 2-2 في المباراة التي استضافها ملعب الفيلودروم في مدينة مارسيليا.

المدير الفني لمارسيليا ​رودي غارسيا​ لعب اللقاء بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع جيرمان كرأس حربة صريح كما لعب المدير الفني لموناكو بنفس الرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع فالكاو وحيدا في خط الهجوم.

المباراة بدأت بشكل سريع، حيث بانت نوايا كلا الفريقين الهجومية منذ البداية، لكن هفوة في عمق دفاعات مارسيليا سمحت لبالدي بإعطاء التقدم لموناكو عند الدقيقة 4 ما جعل مارسيليا يبحث عن ردة فعل سريعة لاستدراك الموقف وهو ما حصل فعلا عند الدقيقة 7 إذ نجح الفريق في تعديل النتيجة برأسية ​عادل رامي​ لتصبح النتيجة تشير إلى التعادل الإيجابي 1-1.

بعد هدف التعادل، تابع مارسيليا لعبه الهجومي مع ارتداد موناكو للخلف واعتماده على الدفاع من وسط الملعب لكن الأمر لم يستمر طويلا حيث عاد موناكو للضغط في وسط الملعب ما سمح له بتبادل السيطرة على الكرة مع مارسيليا لكن الفريق المضيف كان أفضل مع التحركات عبر طرفي الملعب خاصة من الجهة اليمنى مع ثوافين وتقدم الظهير سار للمساندة الهجومية لتكون العرضيات من تلك الجهة خطرة على دفاعات موناكو الذي حاول القيام بتحركات هجومية عبر موناكو ومن خلفه الثلاثي الهجومي غزال، ​موتينيو​ وبالدي لكن مارسيليا كان الفريق صاحب الشخصية الاقوى في هذا الشوط، مع سرعة في نقل الكرة وحسن انتشار في أرضية الملعب سهلت من مهمته في الإمساك بوسط الملعب ليكون الفريق المبادر هجوميا غير أن موناكو عرف كيف يدافع في ظل تقارب بين لاعبي خط الدفاع وخط الوسط وضغط على حامل الكرة أحيانا في منتصف الملعب ما جعل كرات مارسيليا الهجومية من غير خطورة كبيرة على المرمى لينتهي الشوط الأول بين الفريقين بالتعادل الإيجابي 1-1.

الشوط الثاني بدأه مارسيليا بنفس هجومي واضح ما أجبر موناكو على التراجع قليلا لامتصاص فورة مارسيليا الذي نجح ومن كرة رأسية أيضا عبر جيرمان في تسجيل الهدف الثاني عند 47 لكن موناكو وبنفس أسلوب مارسيليا في الشوط الأول نجح في معادلة النتيجة وبشكل سريع عبر فابينيو في الدقيقة 51.

هذا عكس غياب التركيز الدفاعي عند مارسيليا كما كان عند ليون في الشوط الأول وإلى غياب القدرة على التماسك بعد التقدم بالنتيجة فكانت قلة التركيز والنشوة بتسجيل الهدف تؤدي إلى قلة تركيز دفاعية واضحة. غارسيا مدرب مارسيليا دفع بأنغويسا مكان اوكومبوس في الجهة اليسرى لكن بعد هدف التعادل، كان موناكو الطرف الأفضل في ظل تحركات موتينيو، فابينيو وتيليمانس في خط الوسط ما سمح للفريق بافتكاك الكرة سريعا من مارسيليا والمبادرة هجوميا عبر نشاط غزال يمينا وبالدي يسارا.

إيقاع المباراة الهجومي كان سريعا في ظل رغبة واضحة من الفريقين بالتسجيل إنما من دون أي اندفاع هجومي غير مبرر وترك مساحات في الخلف رغم اعتماد مارسيليا على التراجع إلى الخلف وإغلاق مناطقه الدفاعية ثم لعب هجمات مرتدة سريعة يقودها باييه بمساندة من ثوافين من الجهة اليسرى ليدفع ​جارديم​ بلوبيز مكان غزال لتنشيط الجهة اليمنى هجوميا لكن المشاكل التي عانى منها الفريقين في عمق الدفاع بدا وكأنها قد حلت في ظل التزام واضح من لاعبي خط الوسط بأدوارهم الدفاعية لحماية قلبي الدفاع من أي اختراقات.

هذا الإلتزام الدفاعي جعل من المباراة أن تكون سجالا بين الفريقين إنما مع هدوء نسبي في إيقاع الهجمات حيث بدا أن كلا المدربين يخافان من الخسارة وهو ما قيد الأظهرة في عملية المساندة الهجومية حيث كانت الهجمات تقطع غالبا في وسط الملعب أو أن يصل المهاجمون إلى المناطق الأمامية من دون أي كثافة عددية في ظل عدم القدرة على الإستلام داخل منطقة جزاء أي من الفريقين. هذا التشابه في أسلوب اللعب بين الفريقين كان واضحا لتمر الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء دون أي تغير في النتيجة حيث بقيت 2-2 في تعادل لم يكن مفيدا لكلا الفريقين في الصراع على وصافة ​الليغ 1​ لكنه كان أفضل دون أي شك من الخسارة وتحقيق أي فريق للنقاط الثلاث على حساب الفريق الآخر.

أحمد علاء الدين