انتهت بطولتي كأس النخبة وكأس التحدي بإحراز النجمة للقب النخبة والراسينغ للقب التحدي. وعادة ما تسبق هاتين البطولتين انطلاق الموسم الكروي الجديد والذي يتوقع أن يكون هذه السنة ساخنا بعدما أعدت الفرق العدة بشكل لافت كل وفق أهدافه الخاصة وتحديدا فرق المقدمة التي قامت بتعاقدات هامة وأدخلت على تشكيلاتها الكثير من اللاعبين المميزين سواء محليا أو على صعيد اللاعبين الأجانب.

ويكون الهدف بشكل أساس من وراء هاتين البطولتين والتي يطلق عليها لقب البطولة التنشيطية أن تتحضر فرق الدوري كافة بشكل جيد قبل حوالي شهر من انطلاقه رسميا وتجرب الكثير من اللاعبين الأجانب كي ترى ثغراتها في كافة الخطوط وتعمل على سدها. وبالطبع حققت بطولتي هذا العام الهدف المنشود من قبل النوادي والتي أصبحت على بينة من حقيقة مشاكلها الفنية وستعيد النظر بلا شك ببعض اللاعبين الأجانب الذين ظهروا بمستوى باهت خلال مباريات البطولة.

هذا على صعيد الأندية، لكن في سياق آخر، كانت هاتين البطولتين مفيدتين من أجل المنتخب والذي يتحضر لمباراة كوريا الشمالية خارج الديار ضمن الجولة الثالثة من تصفيات كأس أمم آسيا 2019 التي ستقام في الإمارات حيث يتصدر لبنان المجموعة من فوزين على هونغ كونغ وماليزيا. ويمكن القول بأن بطولتي النخبة والتحدي والفورة التي شهدتها سوق الإنتقالات المحلية في مشهد ملفت سيعود بالنفع على المنتخب الوطني في استحقاقه المقبل عبر ثلاثة أمور اساسية.

اللاعبون في جهوزية بدنية

ساعدت البطولتين في ان يصل اللاعبون لمستوى بدني جيد بعد فترة إعداد تجاوزت الشهر مع فرقهم وهذا ما ظهر خلال المباريات. فكما هو معلوم، يكون معدل اللياقة في الفترة التحضيرية منخفضا وذلك لأن الموسم لم يكن بعد فشكلت البطولتين وما شهدته من مباريات قوية ظهور اللاعبين بمستوى بدني عالي فعلى الرغم من الطابع الودي لكأسي النخبة والتحدي لكن التنافس بين الفرق كان على أشده حيث قدم اللاعبون كل ما لديهم من أجل الفوز وهذا عكس مستوى اللياقة العالي لهم بعد عطلة نهاية الموسم الماضي ما يعد أفضل بكثير من لو خاض المنتخب تمارين أسبوعية أو قام حتى بمعسكر داخلي، أمر يريح المدير الفني للمنتخب ويجعله مطمئنا على الجهوزية البدنية للاعبيه.

فرصة لمشاهدة الجميع

كانت هذه البطولة مناسبة من أجل أن يطلع الجهاز الفني للمنتخب الوطني على كافة لاعبي الدرجة الأولى ويكوّن فكرة عن التشكيلة التي ستسافر إلى بيونغ يانغ عاصمة كوريا الشمالية لمواجهة منتخبها إضافة للإطمئنان على عناصر المنتخب والتأكد من أن مستواهم لم يهبط بعد فترة الراحة بين الموسمين وهو ما حصل بالفعل إذ قدم لاعبون المنتخب الوطني أداءا جيدا مع فرقهم كافة دون نسيان بعض اللاعبين الذين قدموا أداءا يستحق أن يتم التوقف عنده وإن ليس في المباراة المقبلة بل في قادم المواعيد والتحضيرات والجولات الودية.

الكثير من المحترفين عادوا ليلعبوا في لبنان

سيشهد هذا الموسم وجود أكثر من لاعب سبق له الإحتراف في الخارج ومثّل المنتخب الوطني كحسن معتوق قائد المنتخب والحارس عباس حسن المنضمان إلى النجمة أو سمير إياس المنضم إلى العهد وعدنان حيدر المنضم إلى الأنصار. وجود هؤلاء اللاعبين عدا أنه سيكون إضافة فنية لفرقهم وللدوري بشكل عام لكنه مفيد للغاية للمنتخب الوطني كون هؤلاء اللاعبين سيعرفون جميع اللاعبين عن قرب وسيلعبون مع وضد زملاءهم في المنتخب الوطني لوقت أطول ما سيزيد التجانس بينهم ويجعلهم يفهمون عقلية بعضهم البعضويندمجون أكثر في جو الكرة اللبنانية وهذا طبعا أفضل بكثير من أن يأتوا مرة كل ثلاثة أشهر للعب مع المنتخب أو أن يلازم بعضهم دكة الإحتياط مع فريقه في الخارج وهذا سينعكس بالطبع على مستوى اللاعب الذي يحتاج أن يلعب بشكل دائم كي يبقى بأقصى جهوزية بغض النظر عن إسم ومكان الفريق الذي يلعب له.

إذا، الجميع موعود بموسم كروي استثنائي وبتنافس سيكون على أشده في ظل تحضير الفرق نفسها كما يجب لخوض غمار الدوري على أمل حصد اللقب في نهاية الموسم وهذا سيعود بالنفع أولا على المنتخب الوطني لأنه كلما كان الدوري قويا كلما كان المنتخب أقوى وأقوى وكلما كان اللاعبون في أعلى درجات الجهوزية لتمثيل المنتخب الوطني في جميع الإستحقاقات القادمة المنتظرة.

أحمد علاء الدين