ليس هناك من حديث في مختلف أنحاء العالم بشكل عام واسبانيا بشكل خاص، سوى عن ذاك المدرب الذي حقق ستة ألقاب خلال عام وسبعة وأشهر تفوق خلالها على أهم وأشهر مدربي العالم ممن يفوقونه خبرة ودراية في عالم المستديرة.

زين الدين زيدان هو النجم الذي شغل الدنيا حين كان لاعباً وها هو الآن يخطف كل الأضواء وكل الأنظار نظيره ما يفعله منذ توليه تدريب ريال مدريد في الرابع من كانون الثاني من العام 2016، وآخر تلك الإبداعات قيادة الميرينغي للفوز بكأس السوبر الأوروبية على حساب مانشستر يونايتد بقيادة الداهية جوزيه مورينيو.

ربما تتطلب مسيرة زين الدين زيدان مع ريال مدريد الكثير من الدراسة خاصة لمدرب لم تتعد خبرته التدريبية ثلاث سنوات ونصف، قضى نصفها مع فريق كاستيا قبل ان ينتقل مباشرة إلى أجواء مغايرة ومنافسات مختلفة ولاعبين نجوم وضغوط من كل حدب وصوب، فإذا به يحصد النجاح تلو الآخر ويحطم الكثير من الأرقام القياسية حتى أصبح ريال مدريد خلال نحو عام ونصف الفريق الأقوى والأفضل في العالم.

وفي خضم كل النجاحات التي حققها ريال مدريد بقيادة "زيزو" بقي الرهان على إمكانية تعثر الفريق الابيض في المباراة أمام مانشستر يونايتد خاصة وأن الفريق الاسباني قدم سلسلة من النتائج السيئة في المباريات الاستعداداية للموسم الجديد على عكس اليونايتد الذي بدا وكأنه المرشح للفوز باللقب مع غياب نجم ريال مدريد كريستيانو رونالدو على التشكيلة الاساسية لالتحاقه متأخراً بتدريبات الفريق.

إلا ان كل التوقعات خابت خلال اللقاء بعدما أظهر الريال انه لم يفقد سحره على الرغم من كونها المباراة الرسمية الأولى هذا الموسم، واثبت زيدان تفوقه هذه المرة على حساب مورينيو مقدماً تشكيلة مثقلة بالطموحات وبغياب الورقة الأبرز في الفريق.

خرج زين الدين زيدان مرة أخرى منتصراً وصعد من جديد الى منصة التتويج في دفعة معنوية قبل المهمة التالية أمام الغريم التقليدي برشلونة وتحديداً في مباراتي كأس السوبر الاسبانية يومي الأحد والاربعاء المقبلين، ومما لا شك فيه ان نجاح زيدان في قيادة ريال مدريد الى لقب جديد وعلى حساب الفريق الكاتالوني المنهك نفسياً جراء رحيل البرازيلي نيمار إلى باريس سان جيرمان، سيشكل خير بداية للميرينغي في موسم يتوقع ان يحافظ خلاله على سيطرته على الألقاب أو ان يكون المنافس الأبرز عليها.

يبقى القول ان زين الدين زيدان نجح في وضع ريال مدريد على السكة التي عرفها برشلونة بقيادة بيب غوارديولا وهي سكة الهيمنة على الألقاب، ويبقى عليه ان يقود القطار بنفس مستوى النجاح خلال السنوات المقبلة وهو الأمر الذي سيجعله واحداً من أفضل المدربين في العالم وفي تاريخ ريال مدريد.