على الرغم من الثورة الفرنسية في عالم البطولات الكبرى والتي اثمرت لقبين عالميين هما مونديال 98 وأمم أوروبا 2000، ألا أن الدوري الفرنسي لكرة القدم بقي على مدى السنوات المتتالية يبحث عن هوية مفقودة وعن مكان له بين الكبار في القارة العجوز.

لم يكن الدوري الفرنسي حتى أمد قريب سوى واحداً من الدوريات الأوروبية المكملة لبطولات أعرق وأكثر اثارة مثل البريمييرليغ، الليغا، البوندسليغا وسيري أ، وهو أمر بقي واضحاً للعيان على الرغم من محاولات محدودة لاستقطاب نجوم عالميين منذ انتقال ملكية باريس سان جيرمان الى الحاضنة القطرية، فجاء ديفيد بيكهام وزلاتان ابراهيموفيتش، إلا ان الاضواء بقيت في مكانها.

وحاول الفريق الباريسي في السنوات القليلة الماضية إحداث خرق على الصعيد الأوروبي، إلا ان محاولاته في دوري أبطال أوروبا لم تصل للهدف المنشود رغم إنفاق مئات الملايين وهو الأمر نفسه الذي تكررمع موناكو عبر دخول مستثمرين روس على خط ملكية النادي، ومع ذلك لم يتعد النجاح الصعود الى منصة التتويج المحلية.

ربما يكون المشجع الفرنسي قد شعر في مكان ما بالاحراج وهو يتابع فرقاً من مكان آخر في هذه القارة وهي تتبوأ مراكز الريادة وتحرز الانتصار تلو الآخر على الفرق الفرنسية لدرجة جعلته محروماً من تحقيق أحلام حققها مشجع آخر في أوروبا.
اليوم، تشعر فرنسا ان الدوري بات في مكان أفضل خاصة بعدما استقطبت باريس الأضواء على مدى الايام الماضية اثر انتقال البرازيلي نيمار من برشلونة الى باريس سان جيرمان مقابل صفقة قياسية بلغت 222 مليون يورو، كما تشعر ان "الليغ 1" بات قادراً على إثبات وجوده وجذب المزيد من الجماهير من حول العالم وهو أمر لم يكن متاحاً في السنوات الماضية.

ومما لا شك فيه ان قدوم نيمار إلى باريس سان جيرمان سيخلط الكثير من الأوراق التي ربما تضع الدوري الفرنسي في المرتبة الثالثة وهو أمر سيكون بمثابة الإنجاز إن تحقق، وسيعني بالتأكيد ان باريس سان جيرمان نجح بتحقيق الهدف الأول الذي من أجله تم استقطاب البرازيلي، لكن يبقى الهدف الأهم وهو التتويج بدوري أبطال أوروبا.

لا يمكن التكهن من الآن بما يمكن أن يسببه وجود نيمار على الأراضي الفرنسية، لكن من دون أدنى شك فإن مرحلة ما بعد انتقاله ليست كما قبلها وهذا أمر يدركه الفرنسيون أكثر من غيرهم، ومن أجل ذلك هم بالغوا في الاحتفالات التي نظمت لدى قدومه لدرجة وضع اسمه على برج إيفل.من هنا يتعين علينا الإنتظار لمعرفة ما يمكن ان تحمله المشاركة الأولى لنيمار مع فريقه الجديد لان نجاحه سيجعله ملكاً برازيلياً على الاراضي الفرنسية.