بعد ان قدموا كل ما عندهم من طاقات وامكانات وقدرات في مجال الالعاب التي اجبوها وبرعوا فيها، غاب نجوم لبنان المخضرمين عن الاضواء. واذا كان قسم قليل منهم لا يزال اسمه متداولاً في الحياة الرياضية اللبنانية، كمسؤولين رياضيين او مدربين او اداريين، فإن الغالبية بقيت غائبة عن انظار محبيها في لبنان.

صحيفة "السبورت" الالكترونية، قررت الاضاءة على عدد من اسماء ذهبية في عالم الرياضة اللبنانية، وتتبعت اخبارهم وتحدثت معهم، وستنشر تباعاً ما عادت به من معلومات عنهم.

اسم برز في ملاعب كرة القدم اللبنانية حيث تميزت مسيرته بأداء رفيع المستوى في وسط الملعب وكان أحد أعمدة المنتخب الوطني طوال فترة مسيرته، إضافة إلى أخلاق رفيعة رافقت أداءه داخل وخارج الملعب.

الحديث هنا عن ​فيصل عنتر​ الذي التقته صحيفة السبورت الإلكترونية وتحدثت معه عن آخر اخباره الحالية ومسيرته في كرة القدم اللبنانية.

يتواجد فيصل عنتر، وهو شقيق النجم المعتزل ومدرب الراسينغ الحالي رضا عنتر، حاليا في سيراليون البلد الذي ولد فيه حيث يدير شغلا خاصا به وبأخيه رضا والأمور بحسب عنتر تسير كما يجب.

ولا يخفي عنتر بأنه كان يخطط منذ أن كان لاعب كرة قدم بأن ينهي مسيرته في الملاعب بشكل مبكر لأن اللاعب يصل لمرحلة لا يجد حتى من يقول له شكرا على كل ما قدمه في الملاعب ويمكن للجميع رؤية ما حل بكثير من نجوم كرة القدم السابقين، من هنا أراد إنهاء مسيرته بشكل أبكر من باقي اللاعبين والإنصراف للعمل الخاص بعيدا عن كرة القدم لتأمين مستقبل لائق وهذا ما حصل فعلا ما يجعله راضي كل الرضا عن مسيرته داخل المستطيل الأخضر.

وردا على سؤال حول عدم توجهه للتدريب بعد الإعتزال حتى في سيراليون مثلا، قال عنتر بأنه في سيراليون من الأفضل العمل الخاص وليس التدريب خاصة من الناحية المادية لكنه في المقابل لديه نادي رياضي يضم الكثير من اللاعبين السابقين الذين لعبوا في لبنان مثل محمد كالون، علي عبدالله، رودني ستراسير لاعب منتخب سيراليون حيث يصل عدد اللاعبين لحوالي 25 لاعب ويخوضوا مباريات بشكل ودي فيما بينهم وذلك من باب التسلية فقط لكن فكرة استلام فريق محترف وإدارته أو تدريبه فهي غير واردة أبدا لكن إعطاء أفكار للنادي هذا ومده بخبرته في الملاعب أمر يحصل بالطبع لكن ليس كعمل متفرغ.

بالعودة إلى لبنان، أشار عنتر إلى أنه دائما وعندما يزور صور، ينزل إلى تمارين نادي التضامن الذي ما زال فريقه المفضل على الرغم من بعض العتب على النادي، لكن آل عنتر لا يأكلون في صحن ثم يبصقون بداخله، والنادي له فضل كبير على فيصل وليس العكس ما يعني أن واجبنا البقاء بقربه دائما.

عنتر قال بأن أسباب نجاح لاعب كرة القدم في بلد مثل لبنان ترتبط بعوامل عديدة أهمها التصميم والإرادة إضافة إلى الرغبة الحقيقية في تحقيق الأهداف لأنه هناك الكثير من الناس التي تضع العصا في الدواليب كما يقال لكن على اللاعب التعامل معها وتخطيها.

شخصيا، يقول عنتر، هناك كثير من الأشخاص اهتموا به هو وأخوه رضا عندما وصلوا إلى لبنان وتحديدا فيليب بسمة الذي تعامل معهما كأبناءه والدعم لم يكن فقط معنويا بل ماديا.

كما أن الإبتعاد عن الأركيلة والسهر مهم جدا وبعد اعتزال كرة القدم يمكن للاعب فعل ما يحول له ولكل شيئ وقته المناسب لكن لتحقيق الهدف يجب التضحية.

فيما خص المباريات التي تستقطب نجوما عالميين والتي حصلت مؤخرا في لبنان وشارك فيصل عنتر بها شخصيا، قال عنتر بأنها هامة للغاية ليس فقط لكرة القدم اللبنانية بل للبلد بشكل عام وللسياحة فالناس بالخارج دائما ما تسمع في الأخبار عن لبنان بأنه بلد لا يوجد في استقرار لكن عندما يأتون إليه يكتشفون العكس وهذا أمر هام جدا خاصة مع نجوم عالميين كبار لهم قاعدة جماهيريه كبيرة في كافة أنحاء العالم.

وتمنى عنتر لو أن هناك القدرة على دمج إيجابيات كرة القدم حاليا بإيجابياتها في الفترة السابقة لكنا رأينا كرة قدم على مستوى عالي جدا فلكل جيل ميزته الخاصة لكن في الماضي كان هناك رؤساء أندية من طراز نادر على الرغم من وجود رؤساء مميزين ايضا حاليا غير أن أسماء كعلي أحمد، شريف وهبي، سليم دياب، عمر غندور، أنطوان شويري وغيرهم تركت إرثا كبيرا وبصمة لا تنسى في عالم كرة القدم اللبنانية.

فيصل والذي لديه بنتان قال بأنه يوجه بناته نحو رياضات أخرى غير كرة القدم حيث يعتبرها تليق بهن أكثر أما أولاد أخيه رضا وباقي الأولاد فهو بالطبع يشجعهم على لعب كرة القدم لكن شرط إكمال دراستهم وعدم إهمالها وعلى كل لاعب أن يعلم بأنه إذا كان مميزا فلا شرط أن يصل لما يتمناه فالحظ والظروف تلعب دورها أيضا وهناك الكثير من اللاعبين المميزين الذين كانوا يستحقون الإحتراف ولم يحصل هذا الأمر ليس لقلة موهبتهم بل لعدم توفر الظروف الملائمة. كما دعا عنتر اللاعبين الصغار إلى الإستماع لنصائح مدربيهم بشكل دائم لأن اللاعب مهما علا شأنه يبقى يتعلم من مدربه كما شدد مجددا على أهمية الدراسة لأن كرة القدم لا تكفي.

في الختام، شكر عنتر كل الناس الذين وقفوا بجانبه طوال فترة مسيرته خاصة الجماهير سواء من أحبه ودعمه ومن لم يحبه وأعطاه طاقة لتقديم المزيد كما شكر كل الجنود المجهولين الذين ساندوه في الأوقات الصعبة كفيليب ونصير بسمة، على أحمد، علي عبد الله وكثير ممن لولاهم لما كان حقق ما حققه في الملاعب.