تذخر الرياضات الفردية في لبنان بمواهب ناشئة عديدة وإحداها هي السباحة سارة عبد الباقي التي تعد من أفضل المواهب في رياضة السباحة لبنانيا. صحيفة السبورت الإلكترونية التقت عبد الباقي وتحدث معها أكثر عن مشوارها في هذه الرياضة وطموحها المستقبلي.

عبد الباقي البالغة من العمر 13 سنة وطالبة مدرسة مار يوسف الظهور– بيروت بدأت السباحة في الرابعة من عمرها في الحمام العسكري حيث تعلمتها مع المدرب روجيه ضو الذي لاحظ فيما بعد موهبتها فنصحها بالتمرن مع نادي محترف لتكون بدايتها مع نادي النجاح سنة 2011. وعلى الرغم من تعلمها عدة رياضات ونشاطات فنية كالجمباز، الباليه وعزف البيانو لكن بسبب ضيق الوقت ركّزت على ممارسة السباحة فقط مع الاستمرار في النشاطات الأخرى كهواية.

شاركت عبد الباقي في عدّة بطولات محليّة ودولية وأولها كانت بطولة الميلاد 2011 حيث أحرزت المركز الأول في فئتين عمريتين ثم شاركت محليا ودون انقطاع في بطولات لبنان الصيفية والشتوية إضافة الى كأسي الميلاد والإستقلال ومسابقات محلية متفرقة. خارجيا شاركت للمرة الأولى في بطولة مسقط الدولية في سلطنة عمان سنة 2014 وأحرزت ميدالية برونزية وفي نفس السنة شاركت في لقاء لوهافر في فرنسا حيث أحرزت 6 ميداليات بينها 3 ذهبيات لتتوالى مشاركاتها الخارجية في الإمارات، فرنسا، سلطنة عمان ومؤخراً في سويسرا لتحصد أكثر من 35 ميدالية بينها 15 ميدالية ذهبيّة خلال أقل من ثلاث سنواتمع رصيد إجمالي 107 ميداليات (59 ذهبية، 40 فضية و 8 برونزية) بالإضافة الى 7 كؤوس فردية.

أما بالنسبة للأرقام القياسية، فأحرزت أربعة أرقام قياسية لبنانية جديدة هي 50 فراشة (حوض 50 متر) خلال مشاركتها في بطولة جنيف الدولية في نيسان 2017، بالإضافة الى ثلاثة أرقام قياسية جديدة أحرزتها خلال بطولة لبنان الشتوية 2016-2017 هي 50 متر فراشة (حوض 25 متر)، سباق البدل 200 حرة وسباق البدل 200 متر متنوع.

عبد الباقي هي دائماً بين الأوائل في صفها واستطاعت التوفيق بين التمارين المكثفة ودراستها أما بالنسبة لأوقات البطولات خاصة الخارجيّة، فهي شكرت كثيرا إدارة مدرستها والهيئة التعليمية "مار يوسف الظهور – بيروت" لتشجيعها المستمر ودعمها المعنوي الكبير لها لما قدمته حتى اليوم من تسهيل مشاركاتها في البطولات ووضع برنامج إضافي خاص لها عند عودتها من السفر لتعويضما فاتها من دروس.

تؤكد عبد الباقي بأن مستواها تغير منذ انضمامها لنادي النجاح عام تحت إشراف المدرب محمد صقر الذي عمل على صقل موهبتها عبر التمارين المكثفة التي تتراوح بين 5 و12 تمرين أسبوعيا ومدة التمرين الواحد بين 2 و3 ساعات إضافة الى جلسات اليوغا وتدريب اللياقة البدنية الخاصة بالسباحة والمعسكرات الفصلية والسنوية كما يحضر صقر برنامج سنوي يضم كافة الأمور المذكورة سابقا من أجل التحضير بشكل ممتاز لكل بطولة وفق أهم المعايير الدولية المعتمدة في رياضة السباحة بجانب قيام صقر على مدى السنوات الماضية بدعوة خبراء سباحة دوليين لتطوير مستوى سباحي النادي وبين هؤلاء كان مدرب منتخب السباحة الفرنسي سابقا والمنتخب القطري حاليا الذي اختارها ضمن مجموعة صغيرة من السباحين ليكونوا مشروع مشاركة لبنانية في دورة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020.

أما الإستحقاق القادم فهو بطولة لبنان الصيفية في زحلة حيث تحضر لها مع المدرب صقر وهدفها هو تحقيق أرقام قياسية لبنانية جديدة في 100 متر فراشة و100 متر حرّة و 200 متر متنوع و200 متر ضهر إضافة الى استحقاقات محلية وخارجية أخرى في دبي وجنيف وفيينا لاحقا إضافة لمشاركتها سابقا بعدة مخيمات تدريبية بالخارج في إيطاليا، وهي حاليا موجودة في سويسرا للمشاركة بمخيم تدريبي خاص تحضيرا لبطولة لبنان القادمة هذا يعطيها الفرصة للإحتكاك وتبادل الخبرة مع سباحات وسباحين من مستوى أعلىما يعزز ثقتها بنفسها أكثر.

بحسب عبد الباقي، يقوم الإتحاد الجديد للعبة بمحاولات جيدة لتطوير مستوى اللعبة حيث زاد عدد البطولات ما انعكس إيجابا ورفع المنافسة بين الفرق وهذا يطور المستوى الفردي والجماعي للسباحين والأندية. كما أن نية الإتحاد بتشكيل منتخب وطني للسباحة هو الأول من نوعه أو أقله الأول منذ مدّة طويلة يعتبر عملا إيجابيا للإتحاد ضمن الإمكانات المتاحة ما سيطور اللعبة في لبنان ويزيد عدد جمهورها ومزاوليها.

ومثلها مثل معظم السباحين اللبنانيين تشتكي عبد الباقي من عدم وجود بنية تحتية متطوّرة تراعي كافة المعايير المطلوبة للعبة حيث ترى الفارق الكبير لدى مشاركاتها الخارجية في أحواض سباحة متطورة تضمن كافة متطلبات التدريب والسلامة وهي تتمنى أن يأتي اليوم الذى يصبح في لبنان مجمعاً رياضيا متطورا يحتوي بداخله على أحواض سباحة متكاملة.

هدف عبد الباقي الأساسي هو الوصول للعالمية والمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020 والدورات الأولمبية اللاحقة وهذا يتطلب المزيد من الجهد والتمرين لضمان إستمرارية تطوير قدراتها على المستويات التقنية، الجسدية والفكرية فأقل تلكؤ ممكن أن يؤدي الى خسارة الكثير بهذا المجال مؤكدة إيمانها بقدرتها على ذلك والنظر للمستقبل بإيجابية.