في الوقت الذي تتسارع فيه الخطى لانطلاق الموسم الجديد، وفي الوقت الذي سعى فيه الكثير من النجوم لالتقاط أنفاس الراحة بعد موسم شاق خاضوا خلاله بطولات محلية وقارية وشاركوا مع منتخباتهم في بطولات ومنافسات عديدة منها تصفيات كأس العالم، تقام بطولة الكأس الذهبية لدول اتحاد أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي (كونكاكاف) والتي تستضيفها الولايات المتحدة الاميركية بشكل دائم.

تقام هذه البطولة كل عامين لكنها في الواقع لزوم ما لا يلزم لكونها تقام دائماً في توقيت سيئ غير مناسب لانطلاق بطولات الدوري في اوروبا، كما انها لم تحقق حتى الآن الهدف الذي انشئت من أجله على الرغم من ان البطولة انطلقت في العام 1991.

واذا كانت النسخة الحالية هي الرابعة عشرة، فإن اثنتي عشرة نسخة سابقة كانت من نصيب اميركا والمكسيك، ووحدها كندا تمكنت من خرق تلك الهيمنة عام 2000، مما يعني ان تلك البطولة ربما تكون مفصلة خصيصاً على مقاس هاتين الدولتين اللتين تتحكمان باتحاد دول الكونكاكاف.

لا يمكن الجزم بما يمكن أن تحمله تلك البطولة من فوائد فنية على المنتخبات المشاركة، لكن بالإمكان الجزم أيضاً ان عدم إقامتها لا يختلف كثيرا عن إجرائها مع بداية موسم جديد، لذلك يمكن لجماهير اميركا الشمالية والوسطى ان تتغنى بتلك البطولة فيما بقية المشجعين حول العالم يستمتعون باستعدادات فرقهم وجولاتهم الخارجية.

ولنا ان نتخيل ان اميركا التي تستضيف البطولة الحالية من الكأس الذهبية حتى السابع والعشرين من هذا الشهر ستكون مسرحاً لكأس الابطال الدولية التي تشهد مشاركة ابرز الفرق الاوروبية وسيكون الثلاثين من تموز/يوليو الحالي موعداً لمباراة الكلاسيكو المنتظرة بين ريال مدريد وبرشلونة.

لا تختلف البطولة الحالية عن سابقاتها الا بمشاركة ثلاث منتخبات جديدة هي غيانا الفرنسية، مارتينيك وكوراساو في الوقت الذي تشارك فيه الكثير من المنتخبات بصفوف شبه خالية من النجوم بعدما فضل هؤلاء الالتحاق بأنديتهم لضمان مكان لهم في الموسم الجديد.

ربما تعزز سلبيات تلك البطولة المناقشات بشأن إقامة بطولة تجمع منتخبات الكونكاكاف إضافة لمنتخبات أميركا الجنوبية على غرار النسخة المئوية لكأس كوبا أميركا التي أقيمت العام الماضي بحيث يتم دمج بطولتي الكأس الذهبية التابعة للكونكاكاف وكأس كوبا أميركا التابعة لاتحاد أميركا الجنوبية على أن تقام بشكل منتظم كل عامين أو أربعة أعوام.

قد يكون هذا الحل هو الاجدى لأن كوبا أميركا تقتصر على عشرة فرق بينما تفتقرالكأس الذهبية لوجود منتخبات قوية، لذلك فإن اقامة البطولة الموحدة سيعزز من قوتها كبطولة وحيدة في القارة كما انها ستكون اكثر متابعة من مختلف الجماهير حول العالم.