عادة ما تكون البطولات المحلية في دول المغرب، الجزائر وتونس حافلة بالإثارة لما لهذه المسابقات من خصوصية إن من ناحية الحضور الجماهير والحماس الموجود في الملعب بجانب المستوى الفني العالي للكرة الشمال أفريقية.

في هذا التقرير سنستعرض أبرز ما حملته هذه الدوريات الثلاثة من أحداث فنية في الموسم الكروي 2016-2017.

تونس

ستة عشر فريقا قسموا على مجموعتين وفي كل مجموعة ثمانية فرق يتبارون مع بعضهم وفق نظام الذهاب والإياب، ليتأهل منهم أول ثلاثة للدور الثاني حيث يلعبوا أيضا بطريقة الذهاب والإياب ليحدد البطل والمتأهلون للبطولات الافريقية فيما يهبط صاحب المركز الثامن من كل مجموعة لدوري الدرجة الثانية ويلعب أصحاب المراكز من الرابع إلى السابع في كل مجموعة دورا من ذهاب وإياب ايضا يهبط منه آخر ثلاثة فرق لدوري الدرجة الثانية .

المنافسة في المجموعة الاولى دارت بين أربع فرق حسمها الصفاقسي بسهولة بثلاثين نقطة حيث لم يخسر أي مباراة بخط دفاع صلب للغاية فيما حسم النجم الساحلي المركز الثاني مستفيدا من قوته الهجومية بينما دار صراع شرس بين إتحاد بن قردان والنادي البنزرتي حسمه إتحاد بن قردان وذلك بعدما أظهر شخصية دفاعية قوية عوض فيها ضعف خطه الهجومي. أما الفريق الذي هبط فكان أولمبيك سيدي أبو زيد بعدما حصد 11 نقطة وخاض معركة قوية مع إتحاد تطاوين وشبيبة القروين وخسرها الأولمبيك نتيجة أخطاء دفاعية كارثية ارتكبها لاعبوه في أوقات حرجة.

أما المجموعة الثانية، فحسم الصدارة فيها الترجي بعد منافسة قوية مع النادي الأفريقي وكان لخط دفاع الترجي القوي الكلمة الفصل فيها بينما احتل نجم المتلوي المركز الثالث فيما هبط الأولمبي الباجي إلى دوري الدرجة الثانية بعدما ظهر بمستوى متواضع للغاية حاصدا ثماني نقاط حيث لم يفز إلا مرة واحدة.

في مجموعة الهبوط، فشلت فرق مستقبل المرسى، حمام الانف وإتحاد تطاوين في البقاء بعدما احتلت المراكز الثلاثة الأخيرة. إتحاد تطاوين كان الحلقة الأضعف في المركز الأخير بينما دارت منافسة شرسة بين خمسة فرق للنجاة من الهبوط ليدفع الثمن فريقي المرسى وحمام الأنف بجزئيات بسيطة وبهفوات دفاعية أثرت على نتائج آخر المباريات.

أما مجموعة التتويج، فحسم فيها اللقب الترجي بعد منافسة مع النجم الساحلي حسمها بأداء قوي ومتماسك خاصة من الناحية الدفاعية حيث لم يتلق إلا هدفين في 10 مباريات من دون تلقي أي خسارة وهو أمر كان كفيلا بحسم اللقب فيما تأهل النجم الساحلي برفقة الترجي لدوري أبطال افريقيا ونجح النادي الأفريقي في حصد المركز الثالث والتأهل لكأس الإتحاد الأفريقي.

الجزائر

من دون صعوبات تذكر، حسم وفاق سطيف لقب البطولة التي ضمت 16 فرقا لعبت مرحلتي ذهاب وإياب كانت حافلة بالكثير من الإثارة والتشويق.

بأسلوب هجومي قائم على السرعة في التمرير واللعب الدائم في منطقة الخصم، تمكن وفاق سطيف من حصد اللقب بسهولة نوعا ما حيث حقق 57 نقطة رغم تعرضه لسبعة خسائر لكن الفريق افتقد للمنافس القوي الذي يشكل خطورة عليه بجانب خط دفاعه القوي.

الصراع على مركز الوصافة والبطاقة الثانية لدوري أبطال أفريقيا كان على أشده بين ثلاثة فرق هي مولودية الجزائر، اتحاد العاصمة واتحاد بلعباس لينجح مولودية الجزائر بحسم الأمور بفارق المواجهات المباشرة عن اتحاد العاصمة بعدما تساويا ب50 نقطة، ولم تنفع قوة اتحاد العاصمة الهجومية وهو أقوى خط هجوم في البطولة من تغيير المعادلة فيما حاول اتحاد العاصمة تشكيل مفاجأة واحتلال مركز الوصافة لكن تعادله في الجولة الأخيرة منعه من ذلك.

الصراع على الهبوط كنا أكثر من مثير في الدوري الجزائري، فمع هبوط ثلاثة فرق وفق نظام البطولة، كانت أول بطاقتين محسومتين بشكل باكر ومن نصيب مولودية بجاية وشباب باتنة اللذين دفعا غاليا ثمن مشاكلهما الدفاعية وعدم القدرة على تعويض ذلك بالقوة الهجومية الضاربة.

لكن الأمر الملفت كان البطاقة الثالثة والتي تصارع عليها 8 فرق حتى الجولات الأخيرة من عمر الدوري بفارق نقاط لم يتعد الاربع في نهاية الدوري بين صاحب المركز السابع نصر داي وصاحب المركز الرابع عشر والذ هبط أي فريق اتحاد الحرش الذي حصد 36 نقطة وهو نفس عدد نقاط سريع غليزان الذي تفوق عليه في المواجهات المباشرة.

اللافت في سقوط اتحاد الحرش أن الفريق كان صاحب أفضل خط دفاع في البطولة ! إذ تلقت شباكه فقط 21 هدفا لكن ما تسبب في هبوطه كان خط هجومه الأقل ما يمكن وصفه أنه كارثي والأضعف ربما في تاريخ البطولة حيث لم يسجل إلا 15 هدفا ما جعل كل العمل الدفاعي الذي قام به الفريق يذهب هباءا منثورا ويسقط إلى الدرجة الثانية في مفارقة قد لا تتكرر كثيرا في دوري المحترفين الجزائري.

المغرب

في الدوري الذي يضم 16 فريقا تبارت وفق نظام الذهاب والإياب، نجح فريق الوداد البيضاوي في حصد اللقب بعدما حقق 19 انتصارا ولم يخسر إلا مبارتين فقط وهو اعتمد على قوته الهجومية من اجل تحقيق الإنتصار تلو الأخر إذ سجل 50 هدفا في 30 مباراة فيما أتى الدفاع الحسني الجديدي في مركز الوصافة خلف الوداد بسبع نقاط محاولا بكل ما اوتي من قوة مزاحمة الوداد على اللقب لكن الفريق تعادل في بعض المباريات التي كان يجب عليه الفوز بها ما تسبب بخسارة نقاط هامة في صراع اللقب وكاد أن يخسر حتى المركز الثاني وبطاقة دوري أبطال أفريقيا لمصلحة الرجاء قبل أن يتدارك الأمور.

الرجاء إذا حل ثالثا وهو كان صاحب ثاني أقوى خط دفاع حيث لم تتلق شباكه إلا 17 هدفا ولو أنه كان يمتلك خط هجوم أفضل لوجدناه بلا شك منافسا قويا على اللقب وهو أمر ينطبق على نهضة البركان والذي حصد 51 نقطة وتميز بأسلوب لعبه المتوازن مع خط دفاع كان الاقوى من البطولة لكن الفريق عانى من بطء في اللعب الهجومي وعدم قدرة على خلق فرص كثيرة للتسجيل منعته من أن ينافس على اللقب. من المركز الخامس إلى المركز الثامن، نجد أربعة فرق هي إتحاد طنجة، الجيش الملكي، الفتح الرباطي وحسنية أكادير حيث كانت بعيدة عن عن فرق الصدارة وبعيدة أيضا عن صراع الهبوط ما جعلها في منطقة دافئة وتلعب من دون ضغوط تذكر. صراع الهبوط كان محتدما، وعلى الرغم من أن أول الهابطين للقسم الثاني كان النادي القنيطري والذي دفع ثمن مشاكله الدفاعية فتلقت شباكه 50 هدفا وهو أسوأ رقم دفاعي في الدوري ولم يفز إلا خمس مرات ليودع الدوري مبكرا.

البطاقة الثانية دار عليها صراع مشتعل بين ستة فرق لكن أضعفها كان شباب قصبة تادلة والذي كان نفسه قصيرا فلم يستطع تحمل الضغط فتعثر في الأمتار الأخيرة من الدوري مقابل نتائج إيجابية حققها منافسوه المباشرون ليبتعدوا عنه بفارق بسيط ويكون هو ثاني الهابطين للقسم الثاني.

أحمد علاء الدين