وليد بيساني

بعد نحو عام وأربعة أشهر على تولي زين الدين زيدان مهمة تدريب ريال مدريد، لم تحجب الألقاب الثلاثة التي حققها الفرنسي مع الميرينغي الأصوات الداعية الى إقالته واختيار مدرب أكثر كفاءة وخبرة يكون قادراً على تحقيق طموحات النادي وفك "شفرة"المواجهات أمام الغريم التقليدي برشلونة.

وعلى الرغم من فوز زيدان بثلاثة ألقاب قارية متتالية هي دوري أبطال أوروبا، كأس السوبر الأوروبية وكأس العالم للأندية، إلا ان الخسارة في مباراة الكلاسيكو أمام البارشا طرحت الكثير من علامات الاستفهام حول قدرة الريال على تحقيق الدوري الإسباني للمرة الأولى منذ موسم 2011-2012.

وبدا واضحاً للعيان ان كل التركيز في مدريد هذا الموسم ينصب على لقب الليغا، وجرى إبلاغ زيزو بأن الدوري الإسباني هو الهدف الذي ينبغي أن يقاتل من أجله الفريق.

ظهر وكأن زيدان قد استوعب الرسالة، حيث قدم الفريق مستويات جيدة جعلته يبتعد في صدارة الترتيب عن غريمه برشلونة، قبل ان ترغمه دوامة الإصابات على التفريط بعدد لا بأس به من النقاط تركته في المركز الثاني وبفارق الأهداف عن الفريق الكاتالوني مع مباراة مؤجلة امام سلتا فيغو.

أفرزت موقعة الكلاسيكو الكثير من المتغيّرات داخل القلعة البيضاء خاصة لجهة النظرة إلى زيدان وقدراته مع الفريق على الرغم من أن المعنيين كانوا يدركون تماماً ان زيدان لا يواكب طموحات فريق كبير مثل الريال بسبب ضعف تجاربه التدريبية، حيث سبق له أن عمل مساعداً لكارلو انشيلوتي ابان توليه تدريب الفريق، كما درب فريق ريال مدريد كاستيا نحو عام ونصف.

من الواضح ان استمرار زيدان كمدرب لريال مدريد بات على المحك، لكن قيادته الفريق للفوز بالدوري الإسباني "على وجه التحديد" سيمنحه تذكرة البقاء لموسم إضافي في الوقت الذي تبدو فيه مسيرته في دوري أبطال أوروبا محفوفة بالمخاطر لكونه سيواجه أتلتيكو مدريد في الدور نصف النهائي.

ومهما يكن من أمر فإن السؤال الذي ينبغي الإجابة عليه هو: هل ينبغي إصدار قرار بإقالة زيدان؟

لا يمكن حجب الإنجازات التي حققها زيدان مع الفريق الملكي وإن كان "الحظ" وقف الى جانبه نوعاً ما في بطولتين على الأقل، ومع ذلك فإن مسيرته مع الريال يمكن وصفها بالناجحة لكون الميرينغي خسر ست مباريات فقط خلال 79 مباراة، الا ان كل تلك الأرقام لن تشفع له امام فلورنتينو بيريز فيما لو خرج هذا الموسم خالي الوفاض، ويمكن استخلاص العبر مما حصل مع "معلمه" كارلو انشيلوتي الذي أقيل في العام الذي تلا فوزه بدوري أبطال أوروبا.

يرى البعض ان قرار اقالة المدربين هو أسهل قرار يمكن اتخاذه في ريال مدريد، لكن في المقابل لا يمكن ان تأتي بمدرب يبني تجربته التدريبية من خلال فريق كبير، وهو الأمر الذي يدفعنا للتساؤل حول ما يمكن ان يضيفه زيدان للريال في الموسم المقبل خاصة وان الفرنسي يفتقد للكثير من الدهاء التدريبي وهذا ليس عيباً عطفاً على سنواته الثلاث في هذا المجال.

يحسب لزيدان انه استطاع إرساء الهدوء في غرفة الملابس في ظل التواجد الكبير للنجوم، لذا قد لا تكون ادارة الريال تغامر في منح زيدان الفرصة بالبقاء خاصة اذا تمكن من تحقيق لقب الدوري أو دوري أبطال اوروبا، أما ان فشل في هذا الأمر فإن الاستعانة بمدرب كبير وتدعيم الفريق بلاعبين جدد هو السبيل الأوحد من اجل تحقيق الريال للهدف الذي يتطلع إليه.