أسفرت قرعة الدور النصف نهائي من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم عن مواجهات منتظرة حيث سيواجه ريال مدريد أتليتيكو مدريد في ديربي العاصمة الإسبانية بينما يلعب ​موناكو​ مع جوفنتوس في النصف النهائي الآخر.

وستقام مباريات الذهاب في 2 و3 أيار بينما تقام مباريات الإياب في 9 و10 أيار.

دعونا نتعرف على أبرز ما ستحمله هاتان المواجهتان ومن هي الفرق صاحبة الحظوظ الأبرز بالوصول للمباراة النهائية.

ريال مدريد – أتليتيكو مدريد :

ديربي مدريد بنكهة أوروبية في إعادة لنهائي الموسم الماضي. هذا هو عنوان المواجهة والتي ستكون مثيرة للغاية بين الفريقين.

الريال سيلعب كما العادة بأسلوبه المعتاد وهو التوازن بين الدفاع والهجوم، أي أن الفريق لا يجد حرجا في اللعب بشخصيتين في المباراة الواحدة، إندفاع هجومي من جهة وتكتل في الصفوف الخلفية من جهة أخرى وهذا يعكس سرعة الفريق في التحول من الدفاع للهجوم والعكس وقوة الاظهرة مع مارسيلو وكارفاخال بجانب سرعة رونالدو في التوغل بين دفاعات الخصم مع دور هام للثلاثي في خط الوسط مودريتش، كروس وكاسيميرو في ربط خطي الدفاع مع خط الوسط لكن خصم الريال هذه المرة سيكون مختلفا حتى وإن تواجها في عديد المرات.

فأتليتيكو مع الروح العالية التي يزرعها مدرب الفريق سيميوني، سيحاول قدم الإمكان إحياء نفسه الدفاعي واللعب أمام الريال بصلابته المعهودة والصمود الدفاعي عبر إغلاق المساحات وتضييقها قدر الإمكان على لاعبي الريال ومن ثم ضرب دفاعاته بهجمات مباغتة مع وجود أكثر من اسم قادر على إزعاج الريال في هذه الشق وعلى رأسهم غريزمان وما آخر مباراة في الدوري المحلي بين الفريقين التي انتهت بالتعادل 1-1 إلا دليل على صبر أتليتيكو واستغلاله اللحظة المناسبة لضرب دفاعات الريال. وبما أن مباريات هذا الدور ستلعب وفقا لمبدأ الذهاب والإياب، فإن أول مباراة في ملعب الريال ستكون هامة وسيسعى فيها أتليتيكو إلى عدم تلقي أية أهداف ومن ثم تكون مواجهة الحسم في ملعب أتليتيكو الصعب لكن الريال يعرف أن اللعب على ملعبه في المباراة الأولى هام كي يقطع نصف الطريق نحو التأهل ويخرج بنتيجة إيجابية يلقي فيها بضغوط مباراة العودة على أتليتيكو. إذا نصف نهائي منتظر في ديربي مدريد الأوروبي، فهل يأخذ أتليتيكو بالثأر من هزيمتين من الريال في نهائي المسابقة عامي 2014 و2016 أم أن الريال سينجح بالوصول للنهائي والإستمرار بالحلم في حصد اللقب لسنتين متتاليتين ؟

موناكو – جوفنتوس :

سيصطدم موناكو متصدر الدوري الفرنسي بجوفنتوس متصدر الدوري الإيطالي وحامل لقبه في مباراة لن تقل أهمية عن ديربي مدريد حيث سيكون عنوان المواجهة وباختصار: الهجوم الأقوى في مواجهة الدفاع الصلب. فموناكو يسعى لإكمال مغامرته الأوروبية وهو سيتسلح بقوته الهجومية حيث يصنف على أنه حاليا الفريق الهجومي رقم واحد في أوروبا أما السيدة العجوز فسلاحها دفاع متين وخطوط متقاربة وشوق كبير لتتويج أوروبي طال انتظاره.

على الورق، تبدو الكفة مائلة وبشكل طفيف لجوفنتوس من باب الخبرة الأكبر له في هذه الأدوار المتقدمة. لكن على المستطيل الأخضر، تبدو الأمور متوازنة أكثر. اليوفي سيحاول كما العادة تأمين دفاعاته وعدم إعطاء أي مساحات لموناكو الذي يمتلك لاعبين سريعين على رأسهم فالكاو ومبابي قادرين على هز شباك بوفون ومن وراءهم أكثر من اسم قادر على إجهاد دفاعات الخصم وتحديدا بيرناردو سيلفا وليمار. عنصران سيكونان حاسمان في هذه المواجهة، العنصر الأول هو قدرة موناكو على الصمود دفاعيا أمام فريق سريع في الهجمات العكسية كاليوفي في ظل وجود كوادرادو وديبالا وماندزوكيتش ومن أمامهم الهداف هيغواين خاصة أن الفريق الفرنسي يعاني من بطء في الإرتداد الدفاعي عقب خسارة الكرة في منتصف الملعب. أما العنصر الثاني، مدى قدرة دفاعات اليوفي على الصمود أما سرعة مهاجمي موناكو ومهاراتهم وهل أن اليوفي قادر على اللعب طوال دقائق المواجهتين بالتزام دفاعي تام من أجل عدم إعطاء مساحات لموناكو ؟ كثيرون يشككون بهذا الأمر لكن علينا أن ننتظر ونرى. المواجهة الأولى في موناكو هامة للغاية وسيكون الهدف منها فرنسيا هو الفوز من دون السماح لليوفي بالتسجيل خارج الديار ومن ثم يبنى على مواجهة الإياب في تورينو أما اليوفي فهدفه في ملعب الإمارة ذهابا أن يسجل كي يأخذ أفضلية الهدف خارج الأرض. مواجهة نارية إذا فمن سيقدر على حسمها والذهاب إلى النهائي الحلم في كارديف ؟

أحمد علاء الدين