دخلت الدوريات الأوروبية مرحلة حاسمة حيث لم يبق منها إلا جولات معدودة ستكون بلا شك حاسمة على صعيد حسم اللقب واحتلال المراكز الأوروبية إضافة إلى النجاة من الهبوط إلى الدوريات الأدنى.

دعونا نتعرف على المباريات الخمس الأهم في الدوريات الأوروبية والتي ننصح قراءنا الأعزاء بعدم تفويتها.

ريال مدريد – برشلونة ( الأحد الساعة 21.45 بتوقيت بيروت ):

كلاسيكو الأرض سيجمع بين المتصدر ريال مدريد برصيد خمسة وسبعين نقطة مع مباراة مؤجلة والذي سيستضيف برشلونة الوصيف برصيد اثنتان وسبعين نقطة.

لقاء بين الغريمين التقليديين سيرسم دون شك وبوضوح معالم الصراع على لقب الليغا. فريال مدريد يدرك بأن الفوز سيقربه أكثر من أي وقت من لقب الليغا والتعادل أيضا لن يكون سيئا أما برشلونة فهو يعلم بأن الفوز ولا شيئ غيره سيبقيه منافسا شرسا على اللقب بانتظار أي تعثر آخر من الريال للانقضاض على الصدارة ما يضعنا امام مباراة منتظرة وغاية في التشويق.

فنيا، سيحاول اللعب بأسلوب هادئ مع توزان بين الدفاع والهجوم وحسن انتشار بين الخطوط الثلاثة وانتظار تقدم برشلونة لضربه بكرات مرتدة مع سرعة رونالدو وبنزيما في العمق والمساندة الدائمة من الظهيرين مارسيلو وكارفاخال مع دور هام لخط الوسط في حماية خط الدفاع والتحول بسرعة من الدفاع إلى الهجوم.

أما برشلونة، فاعتماده سيكون على ميسي وسواريز وألكاسير هجوميا في ظل غياب نيمار الموقوف. برشلونة سيسعى لخلق مساحات ضمن دفاعات الريال كما في الإرتداد السريع عند فقدان الكرة من أجل تجنب أي هجمات عكسية للريال قد تجعل مهمة العودة إلى كاتالونيا بنقاط المباراة الثلاث معقدة. إذا نحن على موعد مع كلاسيكو لن يكون كغيره هذه المرة لأنه وبكل بساطة الخطأ فيه ممنوع وسيكون مكلفا للغاية فلمن ستكون الغلبة فيه ؟

أولمبيك ليون – ​موناكو​ ( الأحد الساعة 22.15 بتوقيت بيروت ):

يستقبل ليون صاحب المركز الرابع برصيد أربعة وخمسين نقطة المتصدر موناكو والذي يملك في رصيده سبعة وسبعين نقطة. ويدرك موناكو أن باريس سان جيرمان يلاحقه خطوة خطوة والتعثر ممنوع مهما كانت درجة صعوبة المباراة خاصة أن ليون يخوض صراعا شرسا على حجز مقعد في اليوروبا ليغ وأي تعثر سيسمح لمنافسيه بالإقتراب منه وربما تخطيه.

في الشق الفني، يركز ليون دائما على وسط الملعب وعلى لعب أسلوب السهل الممتنع مع تبادل للكرات ومن ثم بناء هجمات منظمة عبر الأطراف نحو مرمى المنافس وهو صاحب خط هجومي قوي بمعدل هدفين تقريبا مع خط دفاع جيد ودائما ما يلتزم تكتيكيا بالأدوار المطلوبة منه مع مساندة أيضا من الاظهرة. لكن أمام موناكو الفريق الهجومي الأقوى في أوروبا، ستكون الأمور مختلفة بالطبع، فموناكو يتمتع بسرعة كبيرة في بناء اللعب الهجومي وقدرة على إجبار اي فريق على التراجع للخلف كما أنه في حال أراد الإلتزام الدفاعي ولعب الهجمة المرتدة فهو يجيدها تماما ما يعني أن ليون سيحاول خوض مواجهة تكتيكية أمام موناكو أولا وذلك احتراما منه لقدرات خصمه.

ويبقى السؤال، هل يتخطى موناكو عقبة أساسية في طريقه للفوز باللقب أم أن ليون سيعرقل سيره ؟

فيورنتينا​ – إنتر ميلان ( السبت الساعة 21.45 بتوقيت بيروت ):

يستضيف فيورنتينا صاحب المركز الثامن برصيد اثنتان وخمسين نقطة إنتر ميلان صاحب المركز السابع برصيد ستة وخمسين نقطة في لقاء الأمل الأخير من أجل مركز في اليوروبا ليغ. ويدور صراع قوي بين خمسة فرق من أجل الحصول على ثلاثة مقاعد في اليوروبا ليغ. إنتر ميلان سيحاول الفوز والخروج من دوامة النتائج الغير جيدة مؤخرا وذلك لتضييق الخناق على ميلان وأتالانتا ولازيو بينما سيكون أي تعثر جديد لفيورنتينا بمثابة ضربة أوروبية قاضية إذ سيبتعد بأكثر من سبع نقاط عن منافسيه مع بقاء خمس جولات فقط من الدوري. ويتشارك الفريقان في نقطة هامة وهي ضعف الخط الدفاعي حيث يرتكب المدافعون أخطاء ساذجة سواء في الرقابة الفردية أو في عملية الصعود الخاطئ بالكرة من الخلف وزد عليه عند فيورنتينا ضعف الشق الهجومي أيضا حيث عانى الفريق في صناعة الفرص وخلق تهديد جدي على مرمى الخصم. في هذا الشق يبدو إنتر أفضل في ظل تحركات قائد الفريق إيكاردي وقدرته على إزعاج دفاعات الخصم ما يضعنا أمام مواجهة قوية فمن سيحسمها، الفيولا أم إنتر ؟

بوروسيا مونشنغلادباخ – بوروسيا دورتموند ( السبت الساعة 19.30 بتوقيت بيروت ):

يحل بوروسيا دورتموند صاحب المركز الرابع برصيد ثلاثة وخمسين نقطة ضيفا ثقيلا على بوروسيا مونشنغلادباخ صاحب المركز التاسع برصيد تسعة وثلاثين نقطة. ويدخل الفريقين المباراة بأهداف مختلفة، فغلادباخ يريد الفوز من أجل البقاء منافسا شرسا على مركز في اليوروبا ليغ بينما يريد دورتموند التقدم للمركز الثالث الذي يحتله هوفنهايم متقدما على دورتموند بنقطة من أجل عدم خوض دور تمهيدي لبطولة دوري الأبطال. غلادباخ يعاني كثيرا من الناحية الهجومية في صناعة الفرص والتحرك السريع في الثلث الأخير من ملعب الخصم كما أن الفريق دفاعيا ما زال يواجه بعض المشاكل خاصة في الرقابة الفردية وخسارة المواجهات المشتركة، وهو ما سيحاول دووتموند استغلاله عبر سرعة أوباميانغ في عمق الملعب وسرعة عثمان ديمبلي في الإختراق عبر الأطراف لكن دورتموند عليه أن يكون واعيا في مسألة بناء اللعب من الخلف حيث يرتكب مدافعوه الكثير من الأخطاء في التمرير والتي غالبا ما تكلفهم تقبل الأهداف وهو ما حصل مؤخرا في أكثر من مرة. مباراة هامة إذا للفريقين فلمن ستكون الكلمة الفصل ومن سيخطف منها النقاط الثلاث ؟

ليفربول – كريستال بالاس ( الأحد الساعة 18.30 بتوقيت بيروت ):

يحتضن ملعب الانفيلد رود في مدينة ليفربول مباراة فريق المدينة صاحب المركز الثالث برصيد ستة وستين نقطة مع كريستال بالاس صاحب المركز الخامس عشر برصيد خمسة وثلاثين نقطة. ليفربول يريد تحقيق فوز جديد في ظل الصراع الشرس الدائر على المركزين الثالث والرابع، مراكز دوري الابطال بين أكثر من خمسة فرق أما كريستال بالاس فهو ما زال لم يحسم بقاءه ضمن أندية البريميير ليغ ويدرك بأن خسارته أمام ليفربول وفوز ملاحقيه المباشرين سيدخله ضمن معمعة الهبوط قبل بضع جولات من النهاية. الريدز سيسعون إلى بسط سيطرتهم على وسط الملعب من اجل إجبار كريستال بالاس على الرجوع للخلف مع تفعيل للأطراف واللعب عبر العمق في ظل المهارة التي يمتلكها كوتينيو. كريستال بالاس بدوره سيحاول اعتماد الدفاع من منتصف الملعب مع التحول السريع من الدفاع إلى الهجوم لاستغلال البطء الدفاعي لدى ليفربول، سواء بالمساندة الدفاعية من خط الوسط أو في الرقابة الفردية وهي أمور أضرت ليفربول كثيرا وجعلته يخسر نقاطا هامة. فهل يستمر ليفربول في المركز الثالث لجولة جديدة ويعقد موقف كريستال بالاس أم أن الأخير سيعود من الأنفيلد رود بنتيجة إيجابية ؟

أحمد علاء الدين