يعود الدوري اللبناني لكرة القدم للانطلاق مجددا بعد حوالي شهر من الراحة إفساحا للمجال أمام المنتخب اللبناني للتحضير لتصفيات ​كأس آسيا 2019​ وتنفيسا للأجواء المحتقنة التي رافقت الجولات الأخيرة من الدوري. ويدور صراع شرس بين أكثر من فريق على تجنب الهبوط لدوري المظاليم بعدما حجز الإجتماعي البطاقة الأولى فيما يريد العهد أخذ الخطوة ما قبل النهائية لحسم الصراع على لقب الدوري وهو يمكن أن يحسمه إذا ما فاز وتعثر منافسه المباشر النجمة. دعونا نتعرف على أبرز ما ستحمله هذه الجولة المنتظرة من دوري ألفا.

الأنصار – السلام زغرتا ( الجمعة الساعة 3.30 / ملعب بيروت البلدي ):

يستضيف الأنصار صاحب المركز الرابع برصيد اثنتين وثلاثين نقطة السلام زغرتا صاحب المركز الثالث برصيد ثلاثة وثلاثين نقطة. وتبدو حظوظ الفريقين في الفوز بالدوري شبه مستحيلة رغم أنها ما زالت قائمة حسابيا ما يجعل من المباراة صراعا على تحسين المراكز أكثر من كونها صراعا على اللحاق بالعهد المتصدر والذي يملك في رصيده أربعين نقطة. وتبدو معنويات الأنصار عالية بعد وصوله لنهائي كأس لبنان فيما يريد السلام متابعة المسيرة المميزة التي قدمها هذا الموسم والتي بدأها بإسقاط الأنصار 5-1 في أول جولة من الدوري ما دفع آنذاك جمال طه المدير الفني للأنصار بتقديم استقالته ما يعني أن رائحة الثأر تفوح من الانصاريين الساعين لرد اعتبارهم أمام الفريق الزغرتاوي. ويتشابه الفريقان في تقديمها لكرة قدم منضبطة مع لمسات هجومية واضحة لمدرب الأنصار سامي الشوم إضافة للمسات تكتيكية واضحة أيضا لمدرب السلام طارق جرايا ما يضعنا أمام مواجهة تكتيكية ستحسم جزئيات صغيرة منها نتيجة المباراة فلمن ستبتسم الكرة المدورة في نهاية المواجهة ؟

العهد – الصفاء ( السبت الساعة 3.30 / ملعب برج حمود ):

يواجه العهد المتصدر بأربعين نقطة الصفاء صاحب المركز السادس برصيد سبعة وعشرين نقطة في مباراة منتظرة. ويريد العهد الخروج بالنقاط الثلاث من أجل الإقتراب بشكل كبير من اللقب أو الفوز به رسميا إذا ما تعثر النجمة أمام النبي شيت بينما يعرف الصفاء أن أي خسارة جديدة ستجعلها ربما خارج فرق النخبة نظرا لان الراسينغ يتخلف عنه بفارق الأهداف فقط. وسيسعى العهد لمسح آثار خروجه من نصف نهائي الكأس أمام الأنصار وعدم التفريط بلقب جديد قد يترك آثارا سلبية داخل جدران الفريق الأصفر. ويعول باسم مرمر على قوة أجنحة الفريق ومساندة الأظهرة من اجل شن هجمات على مرمى الصفاء كما في قوة الفريق في وسط الملعب بوجود المتألقين مهدي فحص وهيثم فاعور لكن الفريق يجب أن ينتبه في الشق الدفاعي وذلك أن الصفاء في حال ظهر بمستواه المعهود وبعيدا عن غياب التركيز و" الإستلشاق " إن صح التعبير سيكون قادرا على إزعاج دفاعات الصفاء بسبب سرعة لاعبيه في استغلال المساحات وقدرتهم على الإستفادة من أي ثغرة في عمق الدفاع. فهل يؤخر الصفاء تتويج العهد أم أن الأخير سيكمل طريقه نحو اللقب بنجاح ؟

الأخاء أهلي عاليه – الإجتماعي ( السبت الساعة 3.30 / ملعب بحمدون البلدي ):

لن يكون أمام الفريق الجبلي صاحب المركز التاسع برصيد ثلاثة وعشرين نقطة خيار إلا الفوز على الإجتماعي صاحب المركز الأخير برصيد ثماني نقاط والذي هبط رسميا إلى دوري الدرجة الثانية. الفوز وحده إن تحقق سيريح الفريق بشكل كبير وسيجعله قريبا من البقاء في دوري الأضواء لكن الخصم لن يكون سهلا رغم أنه يلعب فقط من أجل إثبات الذات. فالإجتماعي وإن لم يكن يحقق الانتصارات لكنه يقدم كرة قدم لا بأس بها خاصة هجوميا مع مهاجمه المتألق كوفي الذي لديه القدرة في تشكيل خطورة كبيرة في أي كرة يستلمها بين قلبي دفاع الخصم لكن مشكلة الفريق الأساسية هي دفاعيا وهو خط الدفاع الأسوأ في البطولة وهذا ما سيحاول الأخاء استغلاله عبر اللعب بسرعة في طرفي الملعب وعكس الكثير من الكرات العرضية لداخل منطقة الإجتماعي المحرمة وذلك لهز الشباك. فهل ينجح الأخاء في حصد نقاط المباراة الثمينة أم أن الإجتماعي سيعقد من وضع الفريق الجبلي ؟

شباب الساحل – التضامن صور ( السبت الساعة 3.30 / ملعب العهد ):

يستضيف شباب الساحل صاحب المركز العاشر برصيد اثنتين وعشرين نقطة التضامن صور صاحب المركز الثامن برصيد أربعة وعشرين نقطة في مباراة هامة للغاية ضمن صراع الهبوط لكلا الفريقين. فشباب الساحل يريد الفوز أو أقله التعادل من أجل البقاء أمام طرابلس صاحب المركز الحادي عشر بينما يعلم التضامن أن خسارته مع فوز الأخاء وطرابلس ستقلب الأمور رأسا على عقب ضمن معركة الهبوط وتدخله بشكل قوي مع الفرق المتصارعة. من هنا تكسب المباراة أهمية حيث سيخوضها كلا الطرفين برغبة في الفوز لكن بشكل حذر منذ البداية ودون فتح الملعب لأن الهدف الذي سيدخل الشباك قد يصعب تعويضه. شباب الساحل مع مدربه مالك حسون سيلعب بانضباط تكتيكي مع تنظيم بين الخطوط الثلاثة واعتماد على النقل السريع للكرة من الدفاع إلى الهجوم بينما سيسعى جمال طه مدرب التضامن إلى السيطرة على وسط الملعب مع قائده رضا عنتر ثم محاولة شن هجمات منظمة عبر الأطراف لإيجاد قلب هجوم الفريق لامين فاني. فهل ينجح التضامن في تأمين بقاءه ضمن فرق الدرجة الأولى أم أن شباب الساحل سيكون له رأي آخر ؟

طرابلس – الراسينغ ( السبت الساعة 3.30 / ملعب طرابلس البلدي ):

يستقبل طرابلس صاحب المركز الحادي عشر برصيد تسعة عشر نقطة الراسينغ صاحب المركز السابع برصيد سبعة وعشرين نقطة. ويدرك طرابلس أن لا بديل عن الفوز، ليس فقط أمام الراسينغ بل في مبارياته الثلاث المتبقية إذا ما أراد الإستمرار في محاولة البقاء ضمن أندية الدرجة الاولى بينما يبحث الراسينغ عن الفوز هو الآخر للدخول ضمن أندية النخبة. طرابلس يلعب بشكل جماعي جيد لكنه يعاني من أمرين: الأول هو كثرة الأخطاء الدفاعية على الرغم من الاداء الدفاعي الجيد بشكل عام لكن أخطاء فردية في التغطية والرقابة تذهب المجهود الجماعي سدى والثاني هو غياب التركيز أمام المرمى حيث يهدر مهاجمو الفريق فرصا سهلة وهذا ما يجب أن يحل أمام الراسينغ الذي سيلعب بشخصيته المعهودة القائمة على التوازن بين الدفاع والهجوم مع حسن الإنتشار في أرضية الملعب وقرب الخطوط الثلاثة من بعضها البعض ما يصعب من مهمة هز شباكه أو الحصول على مساحات في ثلثه الأخير. فهل ينعش طرابلس حظوظه بالبقاء أم أن الراسينغ سيوجه ضربة قاضية له ؟

النجمة – النبي شيت (الأحد الساعة 3.30 / ملعب المدينة الرياضية ):

لن يكون أمام النجمة صاحب المركز الثاني برصيد خمسة وثلاثين نقطة خيار سوى الفوز عندما يستقبل النبي شيت صاحب المركز الخامس برصيد ثمانية وعشرين نقطة. النبي شيت والذي يلعب من أجل هدف واحد وهو الحفاظ على مركزه ضمن أندية النخبة لن يكون صيدا سهلا للفريق النبيذي الذي يريد ايضا مصالحة جمهوره بعد الخروج من الكأس ومن المسابقة الأسيوية أيضا. النجمة سيعتمد على تحركات خط وسطه بوجود نادر مطر، كوفي وعبد الرزاق الحسين إضافة للأجنحة حسن المحمد وخالد تكجي لإيجاد أكرم مغربي في الأمام والوصول لشباك النبي شيت الذي لن يفتح المساحات وسيلعب بأسلوب دفاعي منضبط قائم على إغلاق الثلث الأخير مع رقابة لصيقة على مهاجمي الفريق ومن ثم محاولة شن هجمات مرتدة لاستغلال تقدم لاعبين النجمة للأمام والمساحات التي تترك في الخلف. فهل يفوز النجمة ويتمسك بامله في منافسة العهد على اللقب أم أن النبي شيت سيفوز ويقضي على آمال الفريق النبيذي كليا ؟

أحمد علاء الدين