انتهى الدوري المنتظم لكرة السلة اللبنانية ونجح الهومنتمن في تصدره بعدما قدم على مدار البطولة موسما مميزا للغاية فحقق 17 انتصارا مقابل هزيمة واحدة بينما ودع هوبس و​ميروبا​ البطولة باحتلالهما المركزين التاسع والعاشر تواليا.

أداء الهومنتمن كان جيدا من الناحيتين الدفاعية والهجومية، فالفريق يملك أسلحة هجومية هامة كفادي الخطيب دواين جاكسون إضافة لقوة تحت السلة ممثلة بلاعب الإرتكاز ماجوك وصانع ألعاب عصري يجيد التسجيل والتمرير هو كيفن غالاوي، من هنا نجح الهومنتمن في دك سلة الفرق المنافسة لكن اللافت كان الاداء الدفاعي الجيد للفريق خاصة من الناحية الجماعية وهو ما احب للمدرب جو مجاعص الذي بنى الفريق بشكل جيد للغاية.

فيما دفع الرياضي ثمن البداية البطيئة للفريق مع مدربه السابق سلوبودان سوبوتيتش قبل أن يستقيل ويحل مكانه أحمد فران ليحتل المركز الثاني مع 14 انتصارا و4 هزائم. ولا شك بأن الفريق تحسن كثيرا مع فران أولا من ناحية التحرر المعنوي ثم من ناحية سرعة الأداء الهجومي لكن الفريق تلقى ضربة قاسية بإصابة صانع ألعابه وائل عرقجي فتعاقد الفريق مع أجنبي مميز هو سوسا سيستطيع إن ظهر في مستواه تعويض غياب عرقجي ما سيساعد الفريق على الظهور بشكل مميز مجددا.

المركز الثالث كان لبيبلوس وهو أمر لم يفاجأ أحد فبيبلوس مع مدربه نيناد فوسينيتش يقدم كرة سلة حديثة وملفتة للنظر لكن الفريق أحيانا يفتقد للأداء الهجومي الجيد كما لا يقدر الفريق على لعب 40 دقيقة بنفس المستوى حيث نجده خاصة في الربعين الأخيرين يتراجع وهو أمر يجب على المدرب حله بشكل سريع.

المركز الرابع كان لنادي المتحد الذي قدم دورا أولا لا بأس به مع مدربه البوسني آلان أباز، لكن الفريق يستطيع تقديم أكثر من ذلك خاصة من الناحية الدفاعية حيث نرى أكثر من ثغرة في الفريق لكن بشكل عام الفريق قادر على إزعاج أي خصم وإرباكه لما يمكله من أسلحة هجومية جيدة.

الحصان الأسود للبطولة اللويزة حل خامسا خلف المتحد بفارق المواجهات المباشرة وهو لفت الانظار باداءه الدفاعي الجيد وحل إيلي اسطفان مشكلة الفريق في التسديد البعيد ما يعني أن الفريق قادر برفقة المدرب مروان خليل على التفكير بدخول المربع الذهبي وهو أمر سيكون بمثابة إنجاز للفريق.

سادسا حل نادي الشانفيل الذي بدأ بداية ضعيفة لكن الفريق انسجم أكثر وأكثر مع المدرب غسان سركيس حتى وصل لمكان يستطيع فيه لعب مباراة الند للند ضد أي فريق. الشانفيل يملك لاعبين صغار في العمر وإن نجح الاجانب رفقة باسل بوجي قائد الفريق في الظهور بشكل جيد فإن الفريق المتني قادر على فعل الكثير.

سابعا حل نادي الحكمة الذي كان موسمه سيئا رغم أنه تحسن قليلا في أخر المباريات مع تركيبة جديدة استعملها مدرب الفريق أبو شقرا من أجل تحسين وضع الفريق وتغيير تيريل ستوغلين الذي رغم مهاراته الكبيرة كان مؤثرا بشكل سلبي على اللعب الجماعي في الفريق. الحكمة يستطيع تقديم أكثر من ذلك لكن الوصول للمربع الذهبي قد يبدو صعبا خاصة إن واجه في الفاينل 8 فريق الرياضي بسبب غياب نجوم لبنانيين من طراز عالي عن تشكيلة الفريق.

أما المركز الثامن فهو كان للتضامن الذي لم يقدم مع مدربه بول كافتر الاداء المنتظر فتم الاستغناء عنه ليعود المدرب القديم بيريستش لصفوف الفريق الذي ما زال يبحث عن هويته رغم التحسن الملحوظ الذي حصل في الفترة الأخيرة.

هوبس قدم موسما للنسيان وهو احتل المركز التاسع بعدما نجح في دخول المربع الذهبي. الفريق دفع ثمن رحيل المدرب باتريك سابا فلم ينجح في التعاقد مع مدرب بإمكانيات باتريك كما لم ينجح أبدا في اختيار الأجانب رغم كثرة التغييرات التي حصلت.

أما الوافد الجديد ميروبا فهو احتل المركز العاشر والأخير رغم أنه قدم مباريات مميزة لكن رجال المدرب إيلي نصر افتقدوا للخبرة في حسم بعض المباريات كما كانت إصابة صانع ألعابه كالفن كايج في أول الموسم بعد البداية الجيدة للفريق ضربة قاسية حيث لم يسطتع نصر تعويضه بلاعب مثله وبنفس المواصفات.

الآن ستنقسم الفرق الثماني إلى مجموعتين يخوضان ست مباريات بنظام الذهاب والإياب ويحملون نقاط الدوري المنتظم معهم.

المجموعة الاولى تضم هومنتمن، بيبلوس، اللويزة والحكمة أما الثانية فتضم الرياضي، المتحد، الشانفيل والتضامن. في الاولى، هومنتمن بالمبدأ ضمن الصدارة بينما يتخلف بيبلوس عن الرياضي بمباراة واحدة وهو يأمل تعثر الفريق الأصفر من أجل الانقضاض على المركز الثاني أما اللويزة فهو يخوض معركة شرسة مع المتحد من أجل خطف المركز الرابع وكسب افضلية الارض في الفاينل 8 حيث يتفوق المتحد حاليا بفارق المواجهات المباشرة فيما يبدو أمل الحكمة في احتلال المركز السادس وتجنب مواجهة الرياضي في الفاينل 8 ضئيل كونه يبتعد بفارق انتصارين عن الشانفيل. أما في الثانية، فالرياضي يود التشبث بالمركز الثاني ويعلم أن خطف المركز الاول سيكون أمرا شبه مستحيل بينما يطمح المتحد للبقاء رابعا والاحتفاظ بأفضلية الأرض أمام اللويزة كما يريد الشانفيل ضمان المركز السادس وعدم السماح لأي من الحكمة والتضامن في اللحاق به أما التضامن فهو يأمل بتجاوز الحكمة في الترتيب وهما يتساويان بعدد النقاط رغم أن مواجهة الرياضي هي نفسها مواجهة الهومنتمن بالنسبة له.

إذا نحن أمام مرحلة جديدة ومثيرة من بطولة كرة السلة حيث ستبقى الأنظار شاخصة من أجل مراقبة اي تغييرات في جدول الترتيب ستكون لها بلا شك تأثيرات مباشرة على مسار البطولة القوية للغاية هذا الموسم والذي لا يعرف أحد من سيفوز بلقبها في نهاية المطاف.

أحمد علاء الدين