وليد بيساني

ربما يكون المنتخب السعودي هو أكثر المنتخبات العربية استفادة من نتائج الجولة السادسة للتصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، بعدما تمكن من تثبيت أقدامه في صدارة المجموعة الثانية بفارق الأهداف عن المنتخب الياباني في الوقت الذي قدمت فيه هذه الجولة مشهداً واقعياً لطموحات المنتخبات العربية بالتأهل الى العرس العالمي.

وعلى الرغم من تفاوت النتائج بين المنتخبات العربية الخمسة في التصفيات النهائية، إلا ان تلك الجولة رسمت الكثير من الخطوط الواضحة لمستقبل المنافسة سيما وأن الجولة السابعة المقررة يوم الثلاثاء المقبل ستكون حاسمة دون أدنى شك لجهة البدء بوضع رسم بياني وحسابي للمنتخبات الاربعة المرشحة للتأهل المباشر الى روسيا.

في المجموعة الأولى لم يكن هناك من حديث إلا عن المفاجاة التي فجرها المنتخب السوري بفوزه على نظيره الأوزبكي بهدف دون رد، ليحي آماله من جديد بالمنافسة على المركز الثاني والثالث على أقل تقدير وقبل مباراته الهامة يوم الثلاثاء أمام كوريا الجنوبية، هذه المواجهة التي ستضع المنتخب السوري في مكان غير متوقع فيما لو تمكن من الفوز على مضيفه الذي خسر أمس بشكل مفاجئ أمام الصين.

من جهته بدا واضحاً ان المنتخب القطري استسلم لقدره بعد الخسارة على أرضه أمام نظيره الإيراني ليتذيل المجموعة على اثر سلسلة من العروض المخيبة للآمال في مهمة بدا انها خاسرة حتى قبل أن تبدأ، بسبب التخبط والعشوائية في اختيار اللاعبين القادرين على تمثيل المنتخب القطري الذي سيستضيف نهايات كأس العالم عام 2022.

لكن الوضع بدا مختلفاً في المجموعة الثانية خاصة وأن الاخضر تمكن من الحفاظ على صدارته بعد فوز مريح على تايلاند بثلاثية نظيفة، زاد من رونقها التعادل الذي انتزعه المنتخب العراقي من نظيره الاسترالي أحد أهم المنافسين على بطاقتي التأهل للمونديال. ومما لا شك فيه ان المباراة بين المنتخبين السعودي والعراقي يوم الثلاثاء في جدة، ستكون حاسمة لأن فوز المنتخب السعودي سيعطيه دفعة إضافية للمضي قدماً نحو تحقيق الحلم، كما انها ستقضي على آمال اسود الرافدين بالتوجه الى روسيا.

ويدرك المنتخب السعودي أهمية تلك المباراة وهو سيخوضها بحثاً عن الفوز لا غيره لكنه يعلم ان انجاز المهمة بنجاح دونه صعوبات ويحتاج لبذل الكثير من الجهد خاصة وان المنتخب العراقي يرغب بتعزيز آماله باحتلال المركز الثالث بعد التعادل أمام نظيره الاسترالي على الرغم من صعوبة هذا الأمر في ظل وجود منافسة شرسة بين الثلاثي السعودية، اليابان واستراليا.

في المقابل فشل المنتخب الإماراتي في تكرار فوزه على نظيره الياباني وتلقى صفعة قوية بخسارته بهدفين، هذه الخسارة التي تسببت بكثير من الأذى والضرر للأبيض الذي سيخوض مهمة في غاية الصعوبة يوم الثلاثاء عندما يحل ضيفاً على المنتخب الاسترالي مما يعني ان اي خسارة جديدة ستبدد منطقياً وليس حسابياً حلمه بالتأهل الى نهائيات كأس العالم.

يمكن اعتبار الجولة السابعة يوم الثلاثاء المقبل الأهم في تاريخ التصفيات، لأننا سنتمكن بعدها من الحديث بكل واقعية عن المنتخبات المدعوة للبدء في إعداد ما يلزمها قبل التوجه إلى روسيا.