حقق المنتخب الأرجنتيني فوزا هاما على نظيره التشيلي ضمن المرحلة الثالثة عشر من تصفيات قارة أميركا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم 2018. المدير الفني للأرجنتين إدغاردو بوزا لعب بالرسم التكتيكي 4-2-4 مع الرباعي ميسي، هيغواين، أغويرو ودي ماريا في الخط الأمامي بينما لعب المدير الفني للتشيلي خوان أنطونيو بيزي بالرسم التكتيكي 4-3-3 مع الثلاثي فارغاس، سانشيز وفوينزاليدا في خط الهجوم.

الأرجنتين حاولت بدء المباراة بنفس هجومي مع تحركات ميسي ودي ماريا في أطراف الملعب. الفريق اعتمد على الضغط العالي في الأمام على لاعب ارتكاز التشيلي وظهيريه لمنع بناء الهجمة المنظمة مع الإعتماد هجوميا على كرات ساقطة خلف الدفاع التشيلي بسبب الرقابة اللصيقة التي فرضها لاعبو تشيلي على الجناحين ميسي ودي ماريا الذي اضاع فرصة خطرة عند الدقيقة 14 قبل أن يسجل ميسي ركلة جزاء أعطت التقدم للأرجنتين 1-0 بعد مرور ربع ساعة من بداية اللقاء. التشيلي أمسكت بالكرة وحاولت إظهار ردة فعل أمام تحول الأرجنتين للدفاع من منتصف الملعب مع تقدم أظهرة التشيلي بوسيجور وإيسلا للزيادة العددية لكن ضغط الأرجنتين الجيد في وسط الملعب جعلت الحلول الهجومية أمام التشيلي قليلة رغم محاولة الفريق تسريع إيقاع اللعب والتمرير بشكل سريع في وسط الملعب ومن ثم ضرب الدفاع الأرجنتيني بتمريرات خلف الظهيرين لكن الأمر لم يكن ناجحا على الرغم من استمرار استحواذ الفريق على الكرة نتيجة الضغط السريع بعد خسارتها وسرعة الإفتكاك لكن اللمسة ما قبل الأخيرة في التمرير بالثلث الأخير كان غائبا. الأرجنتين تحسنت في الإستحواذ على الكرة بعدما نزل ميسي إلى خط الوسط ما اعطى الفريق حلولا أكثر بالتمرير وحماية الكرة إضافة إلى حسن انتشار الفريق وقرب خطوطه من بعضها البعض. وفي ظل ضيق المساحات أمام الفريق التشيلي، حاول الفريق معاودة الضغط في الأمام من أجل إجبار الدفاع الأرجنتيني على الخطأ في منطقته لكن ماسكيرانو وبيليا خلقا الكثير من الحلول بمساندة ميسي في الصعود بالكرة لتمضي دقائق هذا الشوط بغياب قدرة التشيلي على الإختراق وتهديد المرمى الأرجنتيني مقابل تهدئة إيقاع اللعب وتدوير الكرة قدر الإمكان لينتهي هذا الشوط بتقدم أرجنتيني بهدف نظيف.

مدرب الأرجنتين أجرى تبديله الأول الإضطراري بين الشوطين مع إصابة ظهيره الأيسر ماس ليخرج ويدخل مكانه موساشيو الذي لعب كقلب دفاع بجانب أوتاميندي مع تحول روخو لمركز الظهير الأيسر. الأرجنتين بدأت هذا الشوط بشكل جيد مع حركية أكثر في وسط الملعب وتحركات جيدة من قبل سيرجيو أغويرو وغونزالو هيغواين خلف الدفاع التشيلي الذي تراجع للخلف واعتمد الدفاع من خط منتصف الملعب. ودفع مدرب التشيلي بتبديله الهجومي الأول فأدخل كاستيليو عند الدقيقة 55 مكان فوينزاليدا ليذهب فارغاس للجهة اليمنى ويأتي سانشيز للجهة اليمنى ويلعب كاستيليو كرأس حربة. مدرب الأرجنتين رد على هذا التبديل فأخرج أغويرو وأدخل بانيغا في خط الوسط ليتحول للعب 4-3-3. التشيلي ركزت على الجهة اليسرى مع تحركات سانشيز ومساندة من الظهير بوسيجور الذي عكس أكثر من كرة عرضية لداخل منطقة جزاء الأرجنتين ليضيع سانشيز كرة أصابت العارضة. التشيلي تحسن كثيرا من ناحية السيطرة على وسط الملعب وسط تراجع الأرجنتين للخلف وعدم الضغط في الأمام إضافة إلى عدم قدرة الأرجنتين على بناء الهجمة العكسية بسبب غياب التمويل الجيد من وسط الملعب. خطورة التشيلي بقيت عبر سانشيز من الجهة اليسرى مع غياب كلي للاختراق من وسط الملعب أو المساندة من الجهة اليمنى ما جعل بيزي يتحرك مجددا قبل عشرين دقيقة من النهاية ويدخل فالديفيا صانع ألعابه مكان لاعب ارتكازه سيلفا في نية هجومية لتشغيل العمق. وبالفعل أعطى فالديفيا نفسا هجوميا ما ساعد سانشيز على خلق بعض المساحات والإختراق منها لكن اللمسة الأخيرة غابت عن المنتخب التشيلي. مدرب الأرجنتين أجرى تبديله الأخير اضطراريا أيضا مع إصابة ميركادو الظهير الأيمن ودخول رونكاليا مكانه. فارغاس حاول تشغيل الجهة اليمنى أيضا مع مساندة من إيسلا ولاعب الوسط أرانغيز فيما استمر سانشيز بالتحرك يسارا مع بوسيجور. خط وسط الأرجنتين شهد بعض المساحات خاصة في ظل غياب الثلاثي الهجومي احيانا عن المساندة الدفاعية لتشهد الدقائق العشر الأخيرة سيطرة تامة من قبل لاعبي التشيلي على المباراة ومحاولة تشغيل الجهتين اليسرى واليمنى للوصول للعمق لكن الإستلام داخل منطقة جزاء الأرجنتين كان صعبا بسبب الصلابة الدفاعية لمدافعي التانغو. اللافت كان غياب الهجمة المرتدة الأرجنتينية طوال الشوط الثاني حيث عجز هيغواين وميسي خاصة في الإختراق من عمق الملعب بسبب عدم تقدم أي من الأظهرة أو لاعبي الوسط للمساندة والأمر نفسه كان عند دي ماريا في الجهة اليمنى. ضغط التشيلي زاد في آخر اللحظات وحاول الفريق عكس كرات مجددا من الأطراف لكن الدفاع الأرجنتيني زاد عن مرماه كما يجب وجعل المباراة تنتهي محافظين على النتيجة التي أعطت الأرجنتين ثلاث نقاط غالية.

أحمد علاء الدين