جرّد الصفاء النجمة بطل كأس لبنان من لقبه عندما أسقطه 4-1 في المباراة النصف نهائية التي جمعت بينهما على ملعب صيدا البلدي.

المدير الفني للصفاء إميل رستم لعب المباراة بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع تالا في خط الهجوم بينما لعب المدير الفني للنجمة جمال الحاج بالرسم التكتيكي 4-3-3 مع الثلاثي حسن المحمد، خالد تكجي وأكرم مغربي في الخط الأمامي.

المباراة بدأت بشكل هادئ مع سعي كلا الفريقين لبناء اللعب المنظم من الخلف والتدرج بالكرة للوصول إلى منطقة جزاء الخصم.

النجمة حاول كما العادة تفعيل الأطراف مع تقدم من الأظهرة للمساندة الهجومية وعكس كرات عرضية خطرة لأكرم مغربي لكن دفاع الصفاء كان متمركزا بشكل جيد وتعامل مع هذه الكرات كما يجب. الفريق الأصفر لم يقف مكتوف اليد هجوميا، فهو حاول تسريع إيقاع اللعب معتمدا على سرعة جناحيه الكردي وعواضة إضافة إلى سرعة دومينيك وتالا في اللعب بعمق دفاع النجمة وفي المساحة بين قلبي الدفاع ولاعبي ارتكاز الفريق.

وبالفعل نجح تالا من تسجيل هدف التقدم للصفاء عند الدقيقة 15 بعد كرة من عمر الكردي من الجهة اليسرى. النجمة حاول إظهار ردة فعل سريعة بعد تأخره في النتيجة، فأصبحت تمريراته أكثر سرعة وتحرك كوفي وعبد الرزاق الحسين في وسط الملعب من أجل مساندة جناحي الفريق والتقدم أكثر لعمق ملعب الصفاء مع اعتماد الفريق على الضغط العالي في الأمام أول فقدان الكرة من أجل استردادها سريعا.

الصفاء هنا تمركز في الخلف بشكل جيد مع دفاع من منتصف الملعب ومحاولة الإعتماد على الهجمات المرتدة السريعة عبر أطراف الملعب لكن النجمة تمكن في الدقيقة 30 من تعديل النتيجة عبر رأسية عبد الرزاق الحسين. بعد الهدف، استمر النجمة الفريق الأفضل من ناحية الإستحواذ وبقي الفريق يضغط في الأمام فيما كان الصفاء يحاول دائما السيطرة على الكرة ومن ثم نقلها بسرعة للوصول إلى مرمى النجمة ونشط تالا ودومينيك في وسط الملعب لكن دفاع النجمة لم يعط الصفاء المساحات التي يحبها. الفريق النبيذي بقي بنفس أسلوبه الهجومي، كرات للاجنحة وعكس عرضيات مع دخول كوفي وعبد الرزاق الحسين لمساندة أكرم مغربي لكن وعي دفاع الصفاء ساهم في إنهاء الشوط الأول بالتعادل 1-1.

إميل رستم مدرب الصفاء أجرى بين الشوطين تبديله الأول فأخرج حسين عواضة وأدخل حسن هزيمة الذي لعب على الجهة اليسرى بينما أتى عمر الكردي للعب يمينا. الصفاء بدا أفضل من ناحية الإستحواذ مع عودة النجمة للدفاع من خط منتصف الملعب وتحرك الظهير الأيسر علي كركي وحاول تشكيل جبهة هجومية مع حسن هزيمة.

وكان دور قاسم ليلا ومحمد قاسم محوريا في عملية افتكاك الكرات وإبقاء الصفاء مستحوذا لكن اختراق الدفاع النجماوي المنتشر بشكل جيد كان غير سهل وساهم به بطء الصفاء في عملية بناء الهجمة. الفريق النبيذي كان دائما يبني على ردة الفعل عند قطع الكرة من الصفاء وهو حاول دائما خلق مساحات على الأطراف مع حسن المحمد وخالد التكجي لكن أظهرة الصفاء كانوا سريعين في عملية الإرتداد الدفاعي. وأجرى رستم تبديله الثاني فأخرج لاعب الوسط قاسم ليلا وأدخل المهاجم محمد قصاص ليعود دومينيك للخلف ويلعب تالا خلف رأس الحربة قصاص والهدف من هذا التبديل كان زيادة السرعة في وسط الملعب ومحاولة اختراق عمق دفاع النجمة عبر ضربه بكرات بينينة سريعة. جمال الحاج تدخل للمرة الأولى فأخرج الظهير بشار المقداد وأدخل محمد حمود لتنشيط الجهة اليمنى ومحاولة إيقاف هجمات الصفاء من تلك الجهة. اللعب أصبح متبادلا مع تحسن النجمة في عملية الإستحواذ حيث دفع الفريق خطوطه للامام قابله تراجع نسبي من الصفاء وحاول حمود إشغال الجهة اليمنى مع تحركاته بجانب المحمد ومساندة من عبد الرزاق الحسين بينما كان الصفاء يحاول لعب تمريرات بطريقة المثلثات بين قصاص، تالا ودومينيك. ومع دخول المباراة الربع الساعة الأخير، حاول الفريقان اللعب بحذر خاصة الصفاء الذي كان انتشار خطوطه سليما للغاية مع غياب السرعة الهجومية النجماوية وبقاء لعبه تقليديا ومقروءا من قبل دفاع الصفاء. وشهدت المباراة منذ الدقيقة 78 وحتى 83 فورة صفاوية إذ سجل الفريق ثلاثة أهداف في خمس دقائق لتصبح النتيجة 4-1. الصفاء وعن سابق تصور وتصميم، نجح في خطته بضرب دفاع النجمة بعمقه واستغلال بطء مدافعيه المعتمدين على خطة التسلل ومن دون أي مساندة من لاعبي الوسط أمام سرعة انطلاقات تالا الذي سجل هو الهدف الثاني قبل أن يضيف قصاص الهدف الثالث والكردي الهدف الرابع بنفس الطريقة. الإنهيار النجماوي كان قاضيا رغم محاولة الحاج إصلاح ما أفسده دفاعه فأخرج بلانيتش وأدخل مازن جمال بجانب أكرم مغربي ليتحول للعب ب3-5-2 لكن السيطرة النجماوية على دقائق المباراة المتبقية لم تكن فعالة رغم عكس الفريق لأكثر من كرة عرضية سددها لاعبو النجمة بخطورة نحو المرمى لكن مهدي خليل تألق وصد هذه الكرات لتنتهي المباراة بفوز كبير 4-1 ويتأهل الصفاء للمباراة النهائية لكأس لبنان.

أحمد علاء الدين