ربما يتعين على مسؤولي مانشستر يونايتد الإسراع في دعوة النجم زلاتان ابراهيموفيتش من أجل الجلوس إلى طاولة المفاوضات بغية البحث في مسألة تجديد عقده مع الشياطين الحمر بعدما خطف النجم السويدي الأضواء منذ انتقاله للفريق الإنكليزي عبر صفقة انتقال حر قادماً من باريس سان جيرمان الفرنسي بداية الموسم.

لا يمكن التعاطي مع لاعب بحجم زلاتان كأي نجم آخر، لأن "ابرا" هو ذلك المهاجم الذي لا يأبه لكونه في الخامسة والثلاثين خاصة عندما نرى ما احدثه من تأثير في كل مكان وطأت قدماه، وآخر تلك الاماكن الدوري الإنكليزي.

من الواضح ان المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو هو أكثر من يشعر بالإرتياح لضم زلاتان خاصة بعد مباراة الأمس وتسجيله هدف الفوز في مرمى بلاكبيرن روفرز في الدور السادس عشر من كأس الاتحاد الانكليزي وهو الأول له في المسابقة، لينجح في هز شباك منافسي اليونايتد في خمس مسابقات مختلفة، هي كأس الدرع الخيرية، الدوري الممتاز، كأس الاتحاد، كأس رابطة المحترفين، والدوري الأوروبي.

كما بات النجم السويدي هداف الفريق في الدوري برصيد 15 هدفًا في 24 مباراة بفارق هدفين عن متصدر الهدافين الكسيس سانشيز (الارسنال)، كما سجل 5 أهداف في 6 لقاءات بالدوري الأوروبي، وهدفان في 4 مباريات بكأس الرابطة، وهدف الفوز بالدرع الخيرية على حساب ليستر سيتي مطلع الموسم الجاري، قبل هز شباك بلاكبيرن روفرز في كأس الاتحاد، رافعاً رصيده الى 24 هدفًا في 36 مباراة في جميع المسابقات.

ومما لا شك فيه ان تلك الأرقام تجبر أي مدرب على الإحتفاظ بهذا اللاعب خاصة اذا ما ادركنا حجم التأثير الذي أضفاه على الشياطين الحمر في جميع المسابقات، ويكفي ان ندرك ان زلاتان نجح في منح فريقه الفوز او حجب الخسارة عنه في سبعة لقاءات في جميع المسابقات لعل ابرزها تسجيله هاتريك في مرمى سانت اتيان الفرنسي يوم الخميس الماضي في ذهاب الدور السادس عشر من اليوروبا ليغ.

لكن الرغبة ببقاء ابراهيموفيتش في اليونايتد لا تتوقف عند مورينيو أو عشاق الشياطين الحمر، بقدر ما تكمن لدى للاعب نفسه الذي يبلغ السادسة والثلاثين في اكتوبر المقبل، ويدرك ان بقائه في الفريق الانكليزي لعام اضافي يعني عدم مشاركته كأساسي في جميع المباريات وهو ما قد يجعله يفكر بالرحيل الى دوري أقل منافسة من الدوري الإنكليزي.

ومع ذلك فإن هذا الأمر لا يبدو مضموناً خاصة بالنسبة لشخص مثل ابراهيموفيتش لطالما اتخذ قرارات مفاجئة في حياته وربما يكون قرار البقاء في اليونايتد الحلقة الأخيرة من تلك القرارات. ربما يشعر مشجعو مانشستر يونايتد بالغصة لأنهم تمنوا بالتأكيد لو جاءهم ابراهيموفيتش قبل ست سنوات على الأقل، عندها كانت التطلعات والآمال في مكان آخر.