حقق باريس سان جيرمان فوزا كبيرا على برشلونة 4-0 ضمن مباراة الذهاب من دور ال16 لدوري أبطال أوروبا في المباراة التي احتضنها ملعب حديقة الأمراء في العاصمة الفرنسية باريس.

المدير الفني لباريس سان جيرمان أوناي إيمري لعب المباراة بالرسم التكتيكي 4-3-3 مع الثلاثي كافاني، دي ماريا ودراكسلر في الخط الهجومي كما لعب المدير الفني لبرشلونة لويس إنريكي بنفس الرسم 4-3-3 مع الثلاثي ميسي، سواريز ونيمار في الخط الهجومي.

الفريق الباريسي بدأ المباراة بشكل أسرع حيث حاول الإعتماد على سرعة دي ماريا في الدخول لعمق الملعب وعكس كرات عرضية ساقطة لكافاني ودراكسلر خلف دفاع البارسا المتقدم قليلا عن خط منطقة جزاءه مع ضغط عالي مارسه البي أس جي على برشلونة في منطقته عبر الثلاثي الهجومي وبدعم من ثلاثي خط الوسط ما جعل برشلونة يعاني في إخراج الكرات من منطقته ويكتفي بتمريرات عشوائية ما سمح لباريس بأن يكون هو الفريق المستحوذ على الكرة وباني اللعب الهجومي المنظم من الخلف أمام دفاع من منتصف الملعب اعتمده برشلونة. وحاول ماتويدي لعب دور لاعب الوسط القادم من الخلف وتركزت اختراقاته في المساحة بين ظهير برشلونة الأيمن روبيرتو وقلب الدفاع بيكيه بمساندة من كافاني الذي كان يسحب أحد مدافعي البرسا معه وتحركات من دراكسلر والظهير الأيسر كورزوا ليحصل ماتويدي نفسه على أولى فرص اللقاء عند الدقيقة 11 مع تركيز واضح من الفريق الباريسي على الجهة اليسرى لاستغلال عدم رجوع ميسي للدفاع وترك روبيرتو وحيدا في الحالة الدفاعية وعدم قدرة غوميش على المساندة الكلية له كي لا يترك فراغا في وسط الملعب.

سيطرة الباريسيين على أجواء المباراة ترجمت بهدف التقدم من ركلة حرة سددها دي ماريا عند الدقيقة 19 ليتقدموا 1-0. بعد الهدف حاول البارسا الدخول في أجواء المباراة مع تحول الفريق الباريسي لدفاع المنتصف بشكل 4-5-1 ورجوع دراكسلر ودي ماريا لأداء أدوارهم الدفاعية ما أغلق المساحات أمام لاعبي برشلونة رغم محاولة غوميش الدخول إلى العمق وفعب الزيادة العددية.

الفريق الباريسي بم يرتد كليا للخلف بل كان يهدأ إيقاع اللعب عند قطع الكرة ومن ثم معاودة الهجوم ما أعطى برشلونة بعض المساحات في الهجمات العكسية نتيجة ارتداد بطيئ للاعبي سان جيرمان وأهدر غوميش فرصة تعديل النتيجة عند الدقيقة 27 لكن الفريق الباريسي بعدها نظم صفوفه دفاعيا من جديد. ما عاب برشلونة هو بطئه الشديد في بناء اللعب من الخلف رغم ذهاب ميسي لخط الوسط بجانب إينيستا وبوسكيتش لإعطاء الفريق حلولا أكثر لكن أسلوب الفريق الكاتالوني بقي مقروءا وساهم في فرص الباريسيين بالضغط في وسط الملعب عبر ثلاثي خط الوسط السريع للغاية ومن إحدى الكرات التي افتكها الباريسيون بنوا هجمة مرتدة أنهاها دراكسلر في مرمى تير شتيجغن ليتقدم الفريق الفرنسي 2-0 عند الدقيقة 40.

برشلونة كان عاجزا عن إظهار أي ردة فعل حقيقية ما ساهم في بقاء باريس سان جيرمان مسيطرا على دقائق اللعب الأخيرة من هذا الشوط مع تحرك دي ماريا ومجيئه للجهة اليسرى بجانب دراكسلر، شوط انتهى بتفوق باريسي أداءا ونتيجة بشكل كامل.

الشوط الثاني بدأه الفريق الباريسي بنفس الطريقة مع غياب تام لبرشلونة في وسط الملعب ما سمح لباريس بمتابعة لعبه الهجومي على مرمى برشلونة الذي بدت خطوطه مفككة خاصة في الربط بين لاعبي الإرتكاز والجناحين ورأس الحربة سواريز الذي لم تصله أي كرة في عمق الدفاع الباريسي. برشلونة حاول الضغط في الأمام من أجل قطع الكرة وإعادتها سريعا أو إجبار الفريق الباريسي على لعب تمريرات خاطئة لكن هذا الضغط خلّف مساحات في الوراء استغلها الفريق الباريسي بشكل مميز وسجل دي ماريا هدفه الرابع عند الدقيقة 54. ومع التقدم بثلاثية، ارتد الفريق الباريسي للخلف من أجل إغلاق منطقته والإعتماد على الهجمات المرتدة العكسية ما سمح للبارسا بالسيطرة على الكرة لكن من دون أي شكل هجومي واضح المعالم بل مجرد تمريرات في عرض الملعب. ولجأ المدربان لسلاح التغييرات فأخرج إيمري دي ماريا وأدخل لوكاس مورا بينما أخرج إنريكي غوميش وأدخل رافينها الذي لعب يمينا مع تحول ميسي للوسط ويصبح شكل الفريق أقرب ل4-2-1-3 لكن الأسلوب الهجومي لبرشلونة بقي بطيئا للغاية، فلم يكن هناك سرعة لا في التمرير مع غياب تام للتحرك بدون كرة وأخذ مراكز لفتح مساحات للإختراق في الدفاع الباريسي المنظم. وخرج فيراتي عند الدقيقة 70 مصابا ودخل مكانه نكونكو. العمق كان مغلقا بشكل تام ولم ينجح ميسي بتشغيل مهاراته الفردية بسبب الضغط الشرس الذي مارسه ثلاثي وسط البي أس جي في حماية المنطقة أمام قلبي دفاع الفريق وسرعة التكتل والإنقضاض على حامل الكرة عند البارسا خاصة رابيوت الذي كان موجودا في كل مكان في منتصف الملعب. بطء البارسا في بناء اللعب استمر ما جعل استحواذهم سلبيا ولم يكن تقدم الاظهرة خاصة ألبا لمساندة نيمار فعالا بسبب الإلتزام الدفاعي الكبير من قبل لاعبي البي أس جي الذي بقي سريعا في الهجمة المرتدة مع النشاط الكبير لمورا ودراكسلر عبر الاطراف وسرعة نكونكو في الإختراق من العمق وسط بطء كبير من لاعبي برشلونة في الإرتداد للخلف ليسجل كافاني الهدف الرابع عند الدقيقة 71.

إنريكي أجرى تبديله الثاني فأخرج إنيستا وأدخل راكيتيتش. ومع تقدم البي أس جي 4-0، هدأ إيقاع المباراة قليلا مع استحواذ من قبل البرسا وسط استمرار المعاناة الهجومية ليضيع أومتيتي كرة في القائم الأيمن لتراب حارس البي أس جي. دقائق المباراة الأخيرة كانت هادئة مع اقتناع البارسا بعدم القدرة على تغيير أي شيئ في اللقاء وأدخل إيمري لاعبه باستوري مكان دراكسلر للإحتفاظ بالكرة في وسط الملعب وتمرير الوقت لتنتهي المباراة بتفوق باريسي كامل وفوز رباعي قرّبه كثيرا من دور الربع النهائي.

أحمد علاء الدين