وليد بيساني

زرعت "مغامرة" ​ليستر سيتي​ في الدوري الإنكليزي لكرة القدم الموسم الماضي والتي اكتملت بصعوده لمنصة التتويج، الكثير من الأمل لدى العديد من الفرق الأوروبية المغمورة بخوض تجارب مماثلة هذا الموسم علّها تنجح في تحقيق ما كان يعتبره البعض معجزة قبل أن يتحول إلى حقيقة على أرض الواقع.

وبالفعل شجعت التجربة الرائعة لرجال المدرب ​كلاوديو رانييري​ عدداً من الفرق لمحاولة استنساخ تلك التجربة هذا الموسم، وكان لافتاً الرسالة التي وجهتها لبعض الأندية صاحبة الوزن الثقيل في كرة القدم الأوروبية وقدرتها على تبوأ المراكز الأولى في البطولات المحلية.

ونجح فريق لايبزيغ في التفوق على بايرن ميونيخ واعتلاء صدارة الدوري الألماني، كما تخطى فينورد منظومة الغريمين التقليديين في هولندا أي أياكس وأيندهوفن، فيما برز اسم نيس في فرنسا على حساب باريس سان جيرمان الفريق الذي هيمن على كرة القدم الفرنسية في السنوات الماضية، ولاس بالماس واشبيلية في بعض المراحل على حساب كل من ريال مدريد، برشلونة وأتلتيكو مدريد.

وظن البعض لوهلة من الزمن ان التغيير قادم في أوروبا وان أسماء الأبطال هذه المرة ستكون مختلفة عما تعودت عليه الجماهير الرياضية في السنوات الأخيرة، لكن هذا الأمل سرعان ما تبدد مع دخول الموسم المرحلة الصعبة بالنسبة لكثير من الفرق وهي المرحلة التي لا مكان فيها إلا للأقوياء ومن يملكون الحل على مقاعد البدلاء.

ففي انكلترا تدهورت أحوال ليستر سيتي وهبط من المركز الأول في الموسم الماضي الى المركز السادس عشر في ترتيب الدوري الممتاز ليدخل دائرة الخطر بعدما بات على بُعد نقطة من منطقة الهبوط وعاد الكبار ليأخذوا مواقعهم كما هو الحال بالنسبة لاسبانيا.

أما في المانيا فقد استعاد الفريق البافاري موقعه الطبيعي من لايبزيغ الذي تراجع الى المركز الثاني وان كان مستواه قد أذهل الكثير من المتابعين لجهة اصراره على المنافسة هو وفريق اينتراخت فرانكفورت على التأهل لدوري ابطال اوروبا الموسم المقبل في حين أن فرقاً أخرى تعودت على هذا الأمر مثل بوروسيا دورتموند وباير ليفركوزن،تسير في نفق طويل من النتائج المتواضعة والمخيبة للآمال.

وفي فرنسا كان نيس العنوان الأبرز خاصة وان الفريق أحكم قبضته على صدارة الدوري بعد اداء ملفت لم يخسر خلاله في أول 11 مباراة قبل أن يدخل مؤخرا في دوامة التعادلات ومن ثم تعرضه لخسارة قاسية أمام موناكو في المرحلة الماضية تركته في المركز الثالث.

وحده فينورد ما يزال صامداً في هولندا بوجه كل المحاولات التي يقوم بها اياكس وايندهوفن، لكن تحقيق الحلم الذي يراوده منذ 18 عاماً مرهون بقدرته على البقاء بمنأى عن الضغوطات لاسيما وان المشوار مايزال طويلاً مع تبقي 13 مرحلة من الدوري الهولندي وهي فترة قد تقلب الأمور فيها رأساً على عقب.

يبقى القول ان الثبات في أوروبا يشكل المعضلة الحقيقية لكل الراغبين في هز عروش الكبار، واذا لم تتزامن النتائج الجيدة مع عناصر مميزة على دكة البدلاء، فإن تلك المنافسة تبقى مجرد "حلم صغير" ما يلبث أن يتبدد عندما يعود الحق إلى أصحابه.