بعد ان قدموا كل ما عندهم من طاقات وامكانات وقدرات في مجال الالعاب التي اجبوها وبرعوا فيها، غاب نجوم لبنان المخضرمين عن الاضواء. واذا كان قسم قليل منهم لا يزال اسمه متداولاً في الحياة الرياضية اللبنانية، كمسؤولين رياضيين او مدربين او اداريين، فإن الغالبية بقيت غائبة عن انظار محبيها في لبنان.

صحيفة "السبورت" الالكترونية، قررت الاضاءة على عدد من اسماء ذهبية في عالم الرياضة اللبنانية، وتتبعت اخبارهم وتحدثت معهم، وستنشر تباعاً ما عادت به من معلومات عنهم.

هو أحد لاعبي الزمن الجميل في كرة القدم اللبنانية، لكن مسيرته في الملاعب لم تكن طويلة لأسباب عديدة، الحديث هنا عن شادي كرنيب لاعب خط الوسط المميز وصاحب المهارة العالية الذي التقته صحيفة السبورت الإلكترونية وتحدثت معه عن آخر أخباره، مسيرته الكروية ورأيه في كرة القدم اللبنانية حاليا.

كرنيب حاليا يعيش في أستراليا وهو ترك كرة القدم في عمر صغير عند الخامسة والعشرين بعد معاناته من اصابات مزمنة. ويقول: حاولت اللعب هنا في أستراليا عندما جئت لكن استغنائي كان مع الصفاء فلم أقدر لكني أسست عائلة ولدي عمل هنا وأنا سعيد بما وصلت إليه حاليا.

ويرى كرنيب بأن هجرته إلى أستراليا في عمر صغير كان أمرا منطقيا وهو يستذكر ما قاله في المهرجان الثالث لكرة المنار عندما استلم الجائزة وتحدث عن معاناة اللاعب اللبناني وبأنه غير سعيد والحال الذي وصل إليه اللاعبين الكبار ممن خدموا أنديتهم كثيرا، لذلك ابتعدت عن كرة القدم اللبنانية أما حاليا في أستراليا فأنا أدرب أحد الأندية المحلية هنا ولدي ولدان صبي وبنت يلعبان كرة القدم أي أني لم أبتعد عن كرة القدم.

يعتبر كرنيب أن الشهرة التي حصل عليها تعود بالدرجة الأولى للحظة التي تم استدعائه فيها إلى المنتخب بعدما لعب لثلاث مواسم مميزة مع الفريق الأول للصفاء، الناس كانت تتابع المنتخب كثيرا سواء في المباريات الودية أو الرسمية ما يجعلني راضي عن مسيرتي سواء مع الصفاء أو مع الحكمة ولي الشرف بأني لعبت مع عمالقة كرة القدم اللبنانية كغسان أبو دياب، عبد الفتاح شهاب، محمد مسلماني، حسن أيوب، جمال الحاج، رائد أبو النصر وغيرهم الكثير.

ما زال كرنيب يحمل في قلبه حبا كبيرا للصفاء كما معزة للحكمة الذي لا ينسى معاملتهم الحسنة له وسماحهم له بترك الفريق والسفر لأستراليا، الدوري على أيامنا بحسب كرنيب كان أحلى بكثير من الآن لكن المنتخب اللبناني حاليا افضل مما كان من قبل والسبب انه الآن يوجد محترفين والمنتخبات العربية أصبحت أضعف بعكس فترتنا نحن إذ لم يكن هناك أي لاعب محترف وكان مستوى المنتخبات العربية والاسيوية لافتا جدا.
كل شيء تغير برأي كرنيب في كرة القدم حاليا في لبنان سواء اللاعبين، الجمهور، الاحترام كما وصلنا لمرحلة أصبحت الطائفية والسياسة بقلب اللعبة، نعم في أيامنا كانت موجودة لكن كنا جميعا مثل الأخوة ولم يكن هناك أي تفرقة.

كما أن الشغف للعبة اصبح أقل، وحب الجمهور للعبة أيضا اقل، كنت اعيش في منطقة معظمها من جمهور النجمة، يذهبون إلى الملاعب قبل خمس ساعات لحضور المباراة الآن نفس الشباب أسالهم فيخبروني بأنهم هجروا الملاعب اللهم إلا في مباراة قوية أو حاسمة على اللقب.

وعزا كرنيب غياب النجوم الكثر في الملاعب اللبنانية وفي أكثر من مركز على الرغم من انتشار الأكاديميات إلى غياب الدور الفاعل للفئات العمرية للأندية.

نعم كرة القدم أصبحت علم ودراسة لكن في فترة التسعينات والثمانينات، كانت مدرسة النادي هي الأساس فأنا تدرجت في مدرسة الصفاء كذلك يوسف محمد وكلنا رأينا ما قام به يوسف في أوروبا كما كنا نصعد جميعا للفريق الأول وهذا كان حال النجمة والأنصار وبقية الفرق فرياض قبيسي، عباس شحرور وغيرهم كلهم أولاد مدرسة الفرق التي برزوا بها.

الآن نرى في كل فريق لاعب أو لاعبان فقط من الفئات العمرية وهذا غلط كبير. كما أن الإدارات اليوم لم تعد كما إدارات الأمس فأين نحن من الشيخ غازي علامة أو أبو على العدو أو سليم دياب ؟

وكشف كرنيب أن ابنته شيرين تلعب الآن مع الفريق الذي يدربه وهي لديها مستقبل باهر في عالم المستديرة الخضراء إن رغبت أن تكمل في اللعب مشيرا إلى أنه يراهن على أن موهبتها ستمكنها من تمثيل منتخب استراليا في المستقبل.

كرنيب ختم حديثه بتوجيه رسالتين، الأولى إلى الجمهور حيث دعاهم للتشجيع الحضاري والابتعاد عن الحزازيات والزواريب السياسية والطائفية كما دعا الجيل الناشئ للتعلم من الجيل الحالي والجيل السابق ومعرفة أن كرة القدم هي أخلاق واحترام وأدب قبل أن تكون فن ومهارة كما للالتزام بالتمارين وسماع نصائح المدربين من أجل النجاح الوصول بعيدا.

احمد علاء الدين