لطالما كانت الجماهير الرياضية تتنافس فيما بينها على الإنجازات التي حققها ويحققها نجومها سواء مع الاندية أو على صعيد الألقاب الفردية وهو ما شكّل في كثير من المرات مادة جدلية كانت تجد صداها في مختلف وسائل الإعلام.


وفي كل مرة يتم فيها تناول نجم معين، كانت الانجازات التي يحققها مع منتخبه الوطني معياراً من أجل إجراء مقارنة تنتهي بافتقار نجوم "الصف الأول" للألقاب مع منتخباتهم، مما دفع كثيرون لاعتبارهم نجوم أندية لا أكثر ولا أقل.


وقبل نحو شهر تمكن نجم ريال مدريد كريستيانو رونالدو من تغيير تلك النظرة بعد تتويجه بكأس أمم أوروبا التي اقيمت في فرنسا مع منتخب البرتغال تاركاً خلفه العديد من النجوم الذين فشل الكثير منهم في تلك المهمة فيما دفع هذا الفشل البعض لاعلان اعتزاله الدولي مثل الأرجنتيني ليونيل ميسي قبل ان يعود نجم برشلونة وافضل لاعب في العالم عنه في الايام الماضية.


لكن نجماً آخر هو البرازيلي نيمار كان له نصيب من النجاح يوم السبت الماضي عندما قاد منتخب البرازيل للفوز بذهبية كرة القدم في دورة الالعاب الأولمبية التي اختتمت امس في ريو دي جانيرو للمرة الأولى في تاريخ منتخب السامبا الذي لطالما تطلع للفوز بهذا اللقب.


لم تكن مهمة نجم برشلونة سهلة على الاطلاق خاصة وان الآمال والتطلعات كانت ملقاة على عاتقه لتحقيق لقب طال انتظاره في الماراكانا ولتبديد اسطورة فشل البرازيل على ارضها بعد الاخفاق الذريع للسيليساو في مونديال 2014 والخروج من الدور نصف النهائي اثر هزيمة قاسية على يد منتخب المانيا الذي توج فيما بعد بكأس العالم.


كانت البرازيل متعطشة للصعود الى منصات التتويج، لذلك ادرك نيمار ان نجاحه في تلك المهمة سيجعل منه واحدا من اللاعبين الذين ستحفر اسماءهم بمداد من ذهب، وهو لأجل ذلك فضّل اللعب مع المنتخب الاولمبي على المشاركة مع المنتخب الاول في كوبا اميركا التي اقيمت في الولايات المتحدة وانتهت بتتويج تشيلي باللقب وخروج البرازيل من الدور الاول.


تجاوز نيمار كل الانتقادات التي تعرض لها منذ توليه شارة القيادة، ولم يلتفت لهجوم وسائل الاعلام بسبب اداءه في الدور الاول من اولمبياد ريو، فكان نجمًا بكل ما للكلمة من معنى في المباراة النهائية بعد تسجيله هدفاً وركلة الترجيح الحاسمة التي أهدت البرازيل اللقب.


صحيح ان اللقب لا يقارن بالفوز بكأس العالم او كأس القارات لكن نيمار تمكن من انقاذ سمعة البرازيل وسمعة استاد الماراكانا ايضا والذي كان شاهداً على خيبات لم ولن ينساها البرازيليون الذين شعروا بأن "اللعنة" قد تستمر بعد خروج منتخب السيدات من الدور نصف النهائي على يد السويديات في اولمبياد ريو، الا ان التتويج بذهبية القدم اعاد كل الحسابات.


واذا كان نيمار قد تخلى عن شارة القيادة بعد المباراة فإن العبء الأبرز الذي تركه خلف ظهره هو النجاح مع منتخب بلاده على الرغم من انه لم يتجاوز الرابعة والعشرين، لكن الفوز بهذا اللقب سيضعه من دون أدنى شك في مصاف الكبار ويجعله واحداً من المنافسين على لقب أفضل لاعب في العالم.


ربما يكون نيمار قد أراح البرازيل برمتها وجعلها تنسى بعض الشيئ مشاكلها السياسية والاقتصادية حتى ان الفوز بذهبية كرة القدم جعله نجمًا بحجم مايكل فيلبس ويوسين بولت ومو فرح على الاقل بنظر البرازيليين، لذلك فإن البلاد ستنظر له من الآن وحتى اشعار آخر بعين النجومية مع الأمل بمسيرة ناجحة في التصفيات المؤهلة لمونديال 2018 في روسيا.