شهدت ​يورو 2016​ مشاركة 24 فريقا لأول مرة في تاريخ البطولة بعدما كانت النسخ الأخيرة الماضية تلعب بمشاركة 16 فريقا. ومع زيادة عدد الفرق المشاركة، كان من الطبيعي أن يتغير النظام الفني للبطولة فكان في السابق يتأهل أول وثاني كل مجموعة أما في هذه اليورو فقد قسمت المنتخبات لست مجموعات وتأهل أو وثاني كل مجموعة إضافة إلى أفضل أربع ثوالث كما أقيم دور الستة عشر للمرة الأولى من البطولة.


ومع تغير حسابات التأهل ودخول أفضل ثوالث في صراع الوصول للدور الثاني، شهدت المرحلة الثالثة من دور المجموعات ولأول مرة مباريات كان جميعها حاسما حيث احتفظت كل الفرق ما عدا منتخب أوكرانيا بحظوظ التأهل ففلم نشهد مباريات منتهية، لكن اللافت كان سعي العديد من الفرق للتعادل في الجولة الأخيرة واللعب بأساليب دفاعية بحتة دون السعي حتى للهجوم كسلوفاكيا مثلا عندما واجهت إنكلترا أو فرق تريد فقط عدم الخسارة بفارق كبير كي تتأهل كإيرلندا الشمالية عندما واجهت ألمانيا.كما اعطى وجود 24 فريقا فرصة للعيد من المنتخبات المغمورة للتأهل كما حصل مع إيرلندا الشمالية، ويلز وإيسلندا، جمهورية إيرلندا لكن هذا انعكس على مباريات بعض هذه الفرق التي قدمت مباريات وصلت إلى حد الملل حيث سيطر الاداء الدفاعي واللعب الحذر عليها.


وكان لافتا في البطولة وجود جهة في شجرة التأهل قوية جدا منذ الدور الثاني مقابل جهة أقل صعوبة، فضمت الأولى منتخبات عريقة كإسبانيا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، إنكلترا بينما ضمت الثانية فقط البرتغال لكن هذا لم يكنبسبب وجود 24 فريقا بل بسبب خفاق منتخبات كبرى في التأهل على رأس صدارة مجموعتها كإسبانيا وإنكلترا التي لو تصدرتا مجموعتيهما لكنتا في الجهة الثانية مع البرتغال وبالتالي كانت ستصبح الأمور متوازنة في الأدوار الإقصائية.


الأمر الأخير الذي يجب ذكره عن فكرة ال24 فريقا أن البرتغال التي أحرزت اللقب تأهلت من ضمن افضل الثوالث لكن هذا لا يعني أنها استفادت من نظام التأهل أو أنها لم تكن لتتأهل لولا اعتماد هذا النظام، فالبرتغال لعبت في المجموعة السادسة أي الاخيرة وهي دخلت المباراة بعد معرفة ترتيب المجموعات الباقية بهدف واضح: التعادل أمام المجر يؤهلها وهي لعبت المباراة على هذا الأساس خاصة في الثلث الأخير عندما كانت النتيجة 3-3 فلم تبادر أكثر إلى الهجوم كي تحافظ على هذا التعادل. ولو كان نظام البطولة مختلفا أو أنها لا تعرف باقي حسابات المجموعات الأخرى كانت لعبت المباراة بشكل مختلف كليا وبالتالي فإن معرفة نظام البطولة يجعلك تلعب مباراة التأهل على أساسه وهذا أمر منطقي للغاية.


نعم كانت اليورو أقل من المتوقع، ولم تشهد ذاك المستوى الفني المنتظر حيث ظهرت المنتخبات الكبرى ونجوم الفرق بصورة مغايرة لكن هذا لا يعود لفكرة ال24 فريقا، بل لأن كرة القدم العالمية تراجعت ولأن المستوى العام قد قل سواء للاعبين أو المدرين والأهم أن معظم المدربين أصبحوا يهتمون بالنتيجة وليس بالأداء بمبدأ أن الغاية تبرر الوسيلة.


كرة القدم الجميلة تظهر بأربعة منتخبات أو أربعين، لا فرق لكن الأهم هو أن تشهد المنتخبات الأوروبية نفضة خاصة بتعيين مدربن على مستوى أعلى للمنتخبات التي فشلت في هذا اليورو، عندها سنرى يورو افضل ولم لا ربما ب32 فريقا.


أحمد علاء الدين