على ملعب سولدجير فيلد في مدينة شيكاغو الأميركية، تمكن منتخب التشيلي من الفوز على كولومبيا بهدفين نظيفين في الدور النصف نهائي منكوبا أميركاليصعد بالتالي إلى المباراة النهائية بمواجهة الأرجنتين في تكرار لنهائي العام الماضي. مدرب تشيلي خوان أنطونيو بيزي لعب اللقاء بالرسم التكتيكي 4-3-3 مع الثلاثي فونزاليدا، فارغاس وسانشيز في الخط الأمامي بينما لعب خوسيه بيكران مدرب كولومبيا بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع روجير مارتينيز كمهاجم وحيد.

المباراة بدأت مع التشيلي التي كانت هي المستحوذة قابلتها كولومبيا بضغط عالي في الأمام كان مضرا ذلك وأن التشيلي وجدت مساحات كبيرة في الخلف عند تجاوز هذا الضغط لتنطلق بسرعتها المعهودة وتسجل هدفا أول مبكر عبر أرانغويز في الدقيقة 7. كولومبيا حاولت الرد بكرات قصيرة للوصول إلى مناطق التشيلي لكن الفريق كان ضائعا من حيث الإنتشار مع بطء شديد في الإرتداد الدفاعي وعدم قيام خاميس رودريجيز بواجباته الدفاعية في الجهة اليسرى إضافة إلى دفاع متقدم بأربعين مترا عن المرمى ما أبقى المساحات أمام التشيلي التي سجلت هدفا ثانيا في الدقيقة 11 عبر فونزاليدا. كولومبيا عانت في التصرف بالكرة حيث فرض المنتخب التشيلي حصارا في الثلث الأخير مع كثافة عددية في منتصف الملعب مع إبقاءه على لعب هجمات مرتدة عبر الجهة اليمنى. ومع محاولة الكولومبيين تسريع اللعب، بدا الإعتماد واضحا على سرعة كوادرادو في الجهة اليمنى ودخول خاميس للعمق من أجل التحول كمهاجم ثاني لكن الإنتشار الجيد للتشيليين منع من وجود أي ثغرة يمكن استغلالها في الخلف. تبديل التشيلي الأول كان اضطراريا في الدقيقة 30 حيث دخل بولغار مكان هيرنانديز المصاب لتتحسن كولومبيا مع تراجع تشيلي للخلف لتهدئة نسق المباراة فأضاعت كولومبيا فرصته الأولى التي أنقذها برافو، لكن خطوط التشيلي المتقاربة صعبت من مهمة كولومبيا الهجومية رغم محاولتها تشغيل الأطراف والإختراق من عمق الملعب لكنها لم تتقدم كثيرا خوفا منهجمات التشيلي المرتدة السريعة. ومع عدم ضغط كولومبيا في الأمام عند خسارة الكرة، كان التشيلي تستحوذ على الكرة وتهدأ من إيقاع اللعب كثيرا لتمر دقائق الشوط الأول وينتهي بتقدم تشيلي.

بين الشوطين والذي تأخر انطلاقه كثيرا بسبب عاصفة رعدية، دفع بيكرمان بمورينو مكان كاردونا لتنشيط وسط الملعب الهجومي، حيث حاولت الهجوم مع اعتماد ضغط عالي من أجل افتكاك سريع للكرة لكن التشيلي لم تتراجع للخلف بل حاولت التقدم واللعب بشكل هجومي من أجل إبعاد الخطورة الكولومبية عن مرماها. خاميس رودريجيز أتى للجهة اليمنى من أجل مساندة كوادرادو وتقوية هذه الجهة أكثر لكن الكولومبيين عابهم كثرة التمريرات الخاطئة مع تحرك بطيئ من أجل استلام الكرة خاصة في وسط الملعب فبدا أن منتخب التشيلي هو المنتخب الامكن سواء من حيث الإنتشار أو في الحركية داخل أرض الملعب حيث لم يعاني أي لاعب في موضوع تسلم وتسليم الكرة. الدقيقة 54 شهدت طرد كارلوس سانشيز من كولومبيا لحصوله على الإنذار الثاني. كولومبيا بعد الطرد تحولت ل4-4-1 مع تحرير خاميس رودريجيز الذي أصبح كلاعب حر في وسط الملعب ومساند دائما للهجوم عن وصول الكرة للثلث الأخير من الملعب مع استمرار تركيز الفريق على الجهة اليمنى مع لعب عرضيات لداخل منطقة الجزاء لم تجد من يتابعها. لكن التشيلي بقيت الفريق الأقوى في وسط الملعب مستفيدة من حالة الطرد مع لعب كرات طولية للامام خلف مدافعي كولمومبيا للإنطلاق في هجمات مرتدة مع فونزاليدا يمينا وسانشيز يسارا مع وصول إلى المرمى بكرات خطرة انقذ إحداها أوسبيا.كولومبيا كانت تهاجم بخمس لاعبين ومن ثم تعتمد ضغدا عاليا في الأمام من أجل اجبار الدفاع التشيلي على ارتكاب اخطاء في اخراج الكرة من منطقته لكن الأمر لم يحدث بسبب قرب خطوط التشيلي من بعضها البعض ما سهل من تمرير الكرة. بيكرمان حاول تنشيط الجهة اليسرى بإخراج الظهير فابرا وإدخال بيريز الذي تحرك بالفعل لكن النقص العددي في وسط الملعب أجبر الكولومبيين على طريقة لعب واحدة وهي توزيع الكرة للأطراف ولعب كرات عرضية لم تشكل خطورة بسبب التمركز الجيد للمدافعين التشيليين داخل منطقة الجزاء. مدرب التشيلي أخرج فونزاليدا وأدخل بوش لإعطاء حيوية للجهة اليسرى ولإغلاق المنافذ الدفاعية على المنتخب الكولومبي. بيكرمان حاول تغيير شي بإدخال باكا مكان كوادرادو مع مجيئ خاميس لليمين لكن التبديل لم يغير شيئا ذلك وان التشيلي تقدمت في الدقائق الأخيرة وحصرت اللعب بمنتصف الملعب بعيدا عن خطوطها الخلفية ثم يخرج فارغاس ويدخل غونزاليز لإضاعة الوقت لتنتهي المباراة وتصعد التشيلي إلى المباراة النهائية.

أحمد علاء الدين