كتب روب لانكستر في موقع "بليتش ريبورت": هو خوان كارلوس اوزوريو مدرب كولومبي الاصل حيّر دوما الجماهير في خياراته في انتقاء لاعبيه. اليوم يجد نفسه مجهول المصير و ذلك في اعقاب مباراة وصفت بالمخجلة في منافسات "كوبا اميركا" في دورها ربع النهائي وضعت المنتخب الذي يتولى تدريبه اي المكسيك، في مواجهة تشيلي بطلة موسم 2015، وسبب الخجل ليس سوى النتيجة النهائية وهي الخسارة بسبعة اهداف نظيفة!

اما بالنسبة لردة الفعل المنطقي لهكذا نوع من الخسارة، فهي ايجاد "كبش فداء" و من الافضل من المدرب للعب هذا الدور، فاللاعبون بمعظمهم سيمثلون بلدهم في الموسم المقبل، اضافة الى ان احتيار لاعبين جددأً يحتاج الى الكثير من الوقت لاكتشاف المواهب والاختيار والتدريب... لكن المدرب يمكن استبداله بسهولة .

اوزوريو على الفور تحمل كافة المسؤولية و هو قال بعد المباراة : ما حصل اليوم امر مخز انها حادثة كرة القدم ، اخطأت في خياراتي واتحمل المسؤولية، ولم يكن اللاعبون في افضل حالاتهم. اقدم اعتذاري لكل الجماهير المكسيكية .

اما الوضع الحالي فهو يوصف بحالة الترقب فقط .

بالنسبة للموقف الرسمي المكسيكي فان الاتحاد المكسيكي يرى ان احدا ما عليه دفع الثمن و بحسب ريان روزنبلت من قناة "فوكس سبورت" فإن الادارة المكسيكية لا تخاف من التغيير، و هنا تجدر الاشارة الى ان التغيير اذا ما حصل ليس الاول للمكسيك التي عمدت الى استبدال ثلاثة مدربين في شهرين فقط عام 2013، وهذا الامر يحصل بعد مداولات طويلة ومتعبة، ويبدو الطريقة الافعل للاتحاد للتخلص من الضغط الملقى على اكتافه.
التغيير غير مستغرب في الاتحاد المكسيكي الذي يعتمد على المصالح الخاصة اكثر من مصلحة الفريق الوطني لكن اليوم الاتحاد مدعو الى التفكير مليا و النظر في الانجازات التي حققها المدرب البالغ من العمر 55 عاما، فرصيده قبل المباراة الاخيرة كان الفوز بتسع مباريات مقابل خسارة واحدة، وتلقت شباك المكسيك هدفين فقط في هذه المباريات العشر، وتربعت على عرش مجموعة تصفيات الكونكاكاف برصيد رائع.
صحيح ان الانتصارات التسع التي حققها المنتخب تحت ادارة اوزوريو لم يتكن كلها على فرق كبيرة، ولكنه فاز في افتتاح مسيرته في الكوبا 3-1 على الاوروغواي و كان فاز في المباراة الودية على تشيلي في مطلع حزيران بنتيجة 1-صفر.

اوزوريو كان اعلن للموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" ان لاعبيه يلعبون بشكل هجومي مؤكدا ان فلسفته في اللعب هي عبارة عن اخذ المبادرة و مهاجمة عقلانية .

اخذ المبادرة هو امر جيد و لكن العدوانية في اللعب من الممكن ان تنعكس سلبا على الفريق و هو ما حصل ضد تشيلي حيث لم يحصل الدفاع المكسيكي على دعم من الزملاء في خط الوسط، اما اوزوريو فقد استغل كل لاعبيه الـ 23 في التبديلات خلال المباريات، حتى انه بدل ثلاثة حراس مرمى و هو امر مستغرب و يضعف معنويات اللاعبين الذين من السهولة في هذا الموقف ان ينقلبوا ضده، ولكنهم وقفوا وقفة مغايرة واعلنوا دعمهم له.

فبحسب توم مارشال من قناة "اي اس بي ان" الرياضية، فان اللاعب خافيير هيرنانديز قال بعد المباراة: نحن ندعم اوزوريو و هذا واجبنا وكنت دائماص مع زملائي ادعم مدرب المنتخب ولن يختلف الوضع هذه المرة. وهذا كان الحال ايضاً بالنسبة الى اللاعب رافايل ماركيز.

وتابع الكاتب: على كل الاحوال يستحق اوزوريو الذي سبق له ان استقال مرة سابقة بعد اربعة اشهر من استلام منصبه كمدرب في فريق مكسيكي فرصة ثانية، لكن السؤال الذي يطرح هل سيتذكر احد ما انجازاته امام نتيجة ساحقة؟

فلو خسرت المكسيك امام اسبانيا بنتيجة متقاربة، هل كانت ستتم مساءلة اوزوريو بنفس الطريقة؟ على الارجح لا، ولكن اذا تم الاستغناء عنه، فلا يمكنه سوى لوم نفسه.

• ترجمة "السبورت"