على ملعب أن أر جي في هيوستن، سحق المنتخب الأرجنتيني المنتخب الأميركي صاحب الضيافة بأربعة أهداف نظيفة ضمن منافسات الدور النصف النهائي منكوبا أميركا.مدرب الأرجنتين تاتا مارتينيو بدأ المباراة بالرسم التكتيكي 4-3-3 مع ميسي، هيغواين ولافيزي في خط الهجوم بينما لعب مدرب الولايات المتحدة ​يورغن كلينسمان​ بالرسم التكتيكي 4-4-2 مع ديمبسي وفونوفلسكي كمهاجمين اثنين.

الأرجنتين بدأت المباراة بضغط كبير على المرمى الأميركي لتحصل على ركنية ترجمت لهدف التقدم في الدقيقة 3 عبر لافيزي. الولايات المتحدة حاولت القيام بردة فعل لكنها اكتفت بعرضية خجولة لداخل منطقة الجزاء الأرجنتينية وسط ضياع كبير من لاعبي الفريق قبل أن يبسط رفاق ميسي سيطرتهم الكاملة على الملعب.

ما سهل من مهمة الارجنتين في السيطرة على الكرة واللعب هو تحرك لافت للاعبي الوسط مع مساندة من ليو ميسي فيما كان لافتا عدم وجود اي ضغط من لاعبي الولايات المتحدة خاصة أثناء بناء الهجمة الأرجنتينية، حيث اكتفوا بالتمركز حسب الخطة الموضوعة دون التحرك والضغط تحديدا على ماسكيرانو الذي يعتبر صانع الهجمة الارجنتينية من الخلف. الأمر الأهم كان عدم قدرة المنتخب الاميركي على تناقل أي كرات فيما بينه خاصة في وسط الملعب بسبب الضغط العالي على حامل الكرة الذي اعتمده المنتخب الارجنتيني وعدم قدرة اللاعب الأميركي على تسلم وتسليم الكرة تحت الضغط،ما ترجم بتمريرات خاطئة وفقدان سريع جدا للكرة.
ميسي تابع تحركاته يمينا مع دخول لعمق الملعب أحيانا حيث حاولت الأرجنتين توزيع الكرات لأطراف الملعب عبر سحب الدفاع الأميركي لعمق الملعب. بعد هدف ميسي الرائع في الدقيقة 32، لم تنجح اميركا من جديد في القيام بردة فعل حيث بدا الفريق تائها ولا يستطيع تناقل أي كرة صحيحة، فيما هدأإيقاعالارجنتين وحاولت تمرير الوقت بتبادل تمريرات في وسط الملعب مع غياب الضغط الاميركي لاسترجاعها لينتهي هذا الشوط بتفوق ارجنتيني نتيحة ولعبا واستحواذا.

كلينسمان بدأ الشوط الثاني بمحاولة لتعديل الأمور، فأخرج المهاجم فوندولفسكي وأدخل بوليسيتش الذي لعب كجناح أيسر مع انتقال زوسي للجهة اليمنى، ولعب زارديس كمهاجم ثان بجانبديمبسي، لكن الأرجنتين ردت سريعا علي أي نية أميركية للعودة بهدف ثالث عبر هيغواينبعد اقل من خمس دقائق.

الولايات المتحدة استمرت في معاناتها ببناء لعب هجومي رغم محاولة الفريق التحرك بشكل خجول في الوسط خاصة عبر برادلي من أجل اختراق الدفاع الارجنيتي لكنها كانت تحركات فردية دون أي أفكار هجومية واضحة أو جمل هجومية مدروسة. إصابة أغوستو فيرنانديز أجبرت تاتا مارتينيو على سحبه وإدخال لوكاس بيليا في الدقيقة 59 ليصاب بعدها لافيتزي ويدخل لاميلا مكانه. فيما أدخل كلينسمان برينباوم مكان بيكيرمان في خط الوسط. المحاولات الاميركية كانت أشباه محاولات، لا تحرك بدون كرة ولا أفكار هجومية يحاول الفريق تطبيقها مع عدم تشغيل للأطراف، مجرد إمساك بالكرة ومحاولة تناقلها في الثلث الاخير، امر لم يشكل اي خطورة على دفاع أرجنتيني منظم لتتابع الأرجنتين سيطرتها على الملعب حيث تناقلت الكرات بشكل سهل وكما يحلو لها بغياب أي ضغط أميركي وخطوط متباعدة خاصة بين خطي الدفاع والوسط حيث كان دفاع أميركا مكشوفا للغاية، مع سعي أرجنتيني لتهدئة إيقاع اللعب ومحاولة تمرير الوقت دون أي جهد إضافيمع استمرار المحاولات الهجومية مع العقل المفكر ليو ميسي. كلينسمان دفع بتبديله الاخير فأحرج ديمبسي المهاجم مدخلا ناغبي لمنحه شرف المشاركة،ورد عليه مارتينيو بإخراج ظهيره الأيسر روخو وإدخال كويستا الذي لعب كقلب دفاع فيما اتجه موري للجهة اليسرى مكان روخو. دقائق المباراة مضت مع استسلام كلي أميركي ليسجل هيغواين الهدف الرابع للأرجنتين بعد تمريرة من ميسي، هدف انتهت به المباراة في ظهور مأساوي للمنتخب الاميركي حيث لم نر منه في هذه المباراة أي جملة تكتيكية او محاولة يمكننا التكلم عنها وشرحها فنيا. مجرد حضور بالجسد وانتشار سيئ مع عدم لعب الفريق طوال المباراة لعشر تمريرات متتالية ذو معنى او مغزى تكتيكي، مقابل منتخب ارجنتيني قاده ليونيل ميسي بكل سلاسة للنهائي وأنهى مواجهة النصف النهائي بسهولة أكثر مما كان متوقعا حتى من قبل الأرجنتينيين انفسهم.

أحمد علاء الدين