دخلت بطولةكوبا أميركاوالمقامة حاليا في الولايات المتحدة مرحلتها ما قبل الأخيرة حيث وصلت اربعة فرق للدور النصف النهائي وهي الولايات المتحدة البلد المستضيف، الارجنتين، ​كولومبيا​ وتشيلي. المنتخبات الاربعة هذه استحقت الوصول نظرا لأنها قدمت كرة قدم جيدة ما يعد بدور نصف نهائي متكافئ وناري في الوقت نفسه. ولالقاء الضوء اكثر على هذا الدور وما يحمله، لا بد من التوقف عند المبارتين وابراز ما تحملان لكل من المنتخبات الاربعة.

1-الولايات المتحدة الأميركية – الأرجنتين(الأربعاء الساعة 4.00 فجرا بتوقيت بيروت ):
تدخل الولايات المتحدة البلد المستضيف مواجهة الأرجنتين وهي تدرك أن إقصاءها يحتاج لجهد كبير، وتعتمد على استغلال عاملي الأرض والجمهور إلى أقصى حد من ناحية الحماس والروح القتالية إضافة للعب مباراة خالية من الاخطاء والهفوات، كما باستغلال أنصاف الفرص هجوميا كونها تواجه منتخبا يملك إمكانات هجومية كبيرة يقوده ليونيل ميسي إضافة إلى جماعية واضحة ميزت اداء "البيسيلستي" ودكة احتياط قوية تستطيع قلب الموازين في أي لحظة من عمر المباراة. وسيحاول المنتخب الأميركي إغلاق المساحات أمام المنتخب الأرجنتيني مع تكتل في وسط الملعب من أجل تعطيل سرعة الأرجنتينيين في الوصول للمرمى ومحاولة إبقاء مفاتيح هجومهم بعيدين عن خط المرمى. من هنا سيكون التكتل في الثلث الأول من الملعب بعكس ما يتوقعه البعض، مصدر راحة للأرجنتين التي تعشق الإستحواذ وتملك من المهارات الفردية ما يكفي لاختراق اي دفاع متكتل.
اللعب بدفاع بعيد عن المرمى مع خط وسط سيكون مؤلفا من ثلاثة في العمق وطرفين يجب أن يكون قريبا من خط الدفاع من أجل إجبار الأرجنتين على نقل الكرة في الوسط وإبقاء اللاعبين الثلاثة في خط الهجوم بعيدين عن المرمى، أما هجوميا فسيكون الاعتماد على هجمات خاطفة سريعة واستغلال الأطراف حيث دائما ما يتقدم الاظهرة في الارجنتين للمساندة الهجومية ما يخلق بعض المساحات يجب على الهجوم الاميركي ان يكون سريعا في نقل الكرة للامام من أجل استغلالها.
مباراة تعد بالكثير فهل تستطيع الولايات المتحدة أن توقف الأرجنتين أم أن رفاق ميسي سيعبرون إلى النهائي عن طريق اصحاب الأرض ؟

2-كولومبيا – تشيلي( الخميس الساعة 3.00 فجرا بتوقيت بيروت ):
بحظوظ متساوية تدخل كولومبيا والتشيلي مباراة الدور النصف النهائي، فبعد تخطي البيرو بصعوبة في الدور الربع النهائي، تعلم كولومبيا أنها ستواجه خصما شرسا استطاع تخطي منتخب المكسيك بسباعية نظيفة. ويصعب على أي أحد توقع نتيجة المباراة نظرا لما تحمله تشكيلة الفريقين من أسماء رنانة وللجماعية التي لفت بها الفريقان الأنظار. كولومبيا ومع نجمها الأول جايمس رودريغيز، تعلم أنها بحاجة لتضييق المساحات قدر الإمكان وعدم اللعب بشكل مفتوح نظرا لقوة التشيليين الخارقة في الهجمة المرتدة مع وجود لاعبين سريعين هما فارغاس وأليكسيس سانشيز يستطيعان الوصول بسرعة إلى مرمى الخصم، الأمر نفسه ستعتمده التشيلي كي تواجه خطورة الثلاثي رودريغيز، باكا وكوادرادو في الحالة الهجومية. وهنا ستفتقد التشيلي لاعبا مهما في وسط الملعب هو أرتورو فيدال الموقوف والذي دائما ما يقوم بأدوار دفاعية وهجومية خاصة في نقل الهجمة بسرعة إلى الأمام.
وفي مباراة قد تمتد لأشواط إضافية، سيحاول الفريقان اللعب بشكل حذر مع هجوم بشكل غير متهور للحفاظ على اللياقة البدنية وتأمين الخط الخلفي أثناء القيام بالهجمة مع ضغط كبير بعد خسارة الكرة في الأمام من أجل السماح بالإرتداد بشكل سريع للخلف من باقي اللاعبين. مباراة تعد بالكثير الكثير، نظرا لتقارب مستوى الفريقين فهل تنجح التشيلي في الوصول للنهائي من أجل الدفاع عن لقبها أم أن كولومبيا ستجردها منه؟

أحمد علاء الدين