يمر نادي الحكمة لكرة القدم بصعوبات كبيرة قبيل أسابيع قليلة من انطلاق مرحلة الإياب من دوري الدرجة الاولى التي عاد اليها حديثاً. وللإطلاع أكثر على تحضيرات الحكمة للإياب في ظل مشاكله الكثيرة كان لا بد من حديث مع مدرب النادي ​فؤاد حجازي​ الذي اجاب على اسئلة الزميل احمد علاء الدين.


قال حجازي ان الخسارة أمام الأنصار بسباعية لم تكن استهتارا منا بمباراة الكأس، بل نحن نأخذ كل مباراة بجدية تامة، لكنها كانت انعكاسا لظروفنا الصعبة حيث الفريق متفكك مع غيابات عن التمارين بشكل شبه يومي بسبب امتعاضهم من المشاكل الإدارية ومنذ انتهاء مرحلة الذهاب، لم يجتمع الفريق بشكل مكتمل إلا مرتين.


ويكشف حجازي أنه بعد انتهاء مرحلة الذهاب، كان هناك وعود بأن الإياب سيكون مختلفا، وستكون الإدارة بجانب الفريق لتحسين الشقين الفني والبدني مع تغيير للأجانب لكن بصراحة لا أعتقد أن المرحلة المقبلة ستكون افضل لأن المكتوب يقرأ من عنوانه، واللامبالاة الإدارية ما زالت هي هي. وسأل: ما هو المنتظر من فريق ليس لديه ملعب ليتمرن، ولا أحد يسأل! بعد انتهاء مرحلة الذهاب احريت تقييماً للمرحلة وقلت بأننا بحاجة لالتزام إداري في الشق المادي مع تأمين ملعب وتجهيزات وأجانب جددا، مع خطة عمل فنية تقوم على تمرين يومي صباحي ومسائي، ومباريات ودية حيث كان الوعد بأن ننهي الذهاب بأقل الأضرار الممكنة ثم يكون الإياب مختلفا، لكن للاسف لم نقم بشيئ حتى الآن لأن الإدارة غائبة عن السمع.


وطلب من ادارة النادي الوقوف بجانب الفريق معنويا على الأقل لأننا قادرون على فعل الكثير لو شعرنا بدعم الجميع لنا معنويا، وأشار إلى أن زيارة الرئيس الفخري للنادي الاب جان بول ابو غزالة لتمارين الفريق كانت إيجابية معنويا وهو استمع الى شرح عن معاناة اللاعبين ووعد بتحسين الأوضاع لكن شيئا لم يتغير منذ الزيارة إلى الآن.


حجازي رأى أن اللاعبين يفكرون بالشق المادي كثيرا وأنا لا ألومهم، فهم لم يقبضوا رواتبهم منذ ثلاثة أشهر، ومعظمهم بلا عمل وكرة القدم مدخولهم الأساسي، وبالتالي هذا أثر سلباً على حضورهم للتمارين وأدائهم الفني ورغم أني ضد هذا الأمر، إلا أني لا أستطيع تطبيق مبدأ الثواب والعقاب لأن أوضاع اللاعبين بالفعل صعبة.
كما انعكس هذا الأمر على عملي مع الفريق فنيا، فكيف ألزم لاعبا بأن يحضر التمرين وهو يدفع من جيبه؟ معنويات اللاعبين متدنية وأنا أثق بإمكاناتهم إذ صعدوا معنا من الدرجة الثانية إلى الأولى، لافتا إلى أن الإدارة تعتقد أنه مثلما وصلنا إلى الأولى نستطيع البقاء فيها، لكن الظروف اختلفت وأتمنى من الإدارة أن تعي هذا الأمر في مرحلة الإياب كي نستطيع البقاء فعلا.


وعن كيفية إدارته للفريق في ظل الظروف الراهنة يقول بأنه تتلمذ على يد الكثير من المدربين الكبار إلى جانب دورات كثيرة قام بها، والمبدأ الأساس الذي تعلمه أنه كي توصل فكرك الفني إلى لاعبيك يجب أن يكون الفريق مستقرا إداريا وماديا، فتقوم أنت كمدرب بالعمل فنيا ووضع خطط يطبقها اللاعبون الحاصلون على رواتبهم والمؤمن لهم كل ما يحتاجونه خلال التمرين، أما في وضع الفريق الحالي فماذا عساي أن أفعل ؟ اللاعبون يكونون في التمرين بأجسادهم فقط وليس بعقولهم.


لا يخفي حجازي أن الفريق يملك الكثير من الأسماء الرنانة لكنها كبيرة في العمر وهذا بالنسبة له أمر جيد فاللاعب كلما كبر كلما رغب في أن يزيد عطاءه وخبرته، فالإسم يصبح من الماضي لكن اللاعب هو من يحافظ عليه بأدائه، وبصراحة حتى الآن لم تقدم الأسماء الكبيرة ما هو منتظر منها مقارنة باسمها لكن لا يجب أن ننسى أنها لا تتمرن يوميا بسبب المشاكل التي نعاني منها.


وختم حجازي حديثه بأنه لا يعرف الإستسلام وسيقاتل حتى الرمق الأخير ولو على حساب إسمه مع مساعده سهاد زهران، متمنيا أن ينجح اللاعبون في وضع مشاكلهم المادية خارج الملعب وأن يلعبوا لإسمهم وسمعتهم، عندها ستكون الأمور مختلفة فالكل ينتظر داخل الملعب اداءك. ان مرحلة الإياب طويلة ولا شيئ مستحيلا، وهناك فرق قريبة منا بالنقاط. أنا اثق باللاعبين لكن عليهم الثقة بأنفسهم، مؤكدا انه مهما حصل لن يترك الفريق في منتصف الطريق بل ستكون هذه الظروف حافزا له كي يعطي أكثر شاكرا لمسؤول كرة القدم في النادي سمير نجم وبعض المحبين وقوفهم الدائم بجانب الفريق، طالبا من الإدارة المقبلة لنادي الحكمة النظر إلى فريق كرة القدم مثل كرة السلة لأن الإثنان يمثلان نادي الحكمة.