هي أكثر من هواية يمارسها الناس في فصل الصيف في مختلف دول العالم هربا من الحر واللهdب. إنها رياضة دولية لها اتحادها وقانونها الخاص ويمارسها ألاف الرياضيين المحترفين الذين يتبارون على مدار السنة في بطولات دولية كبرى فضلا عن أخذها حيزا هاما من الحدث العالمي الأكبر ألا وهو الأولمبياد الصيفي الذي يقام كل أربع سنوات، إنها رياضة السباحة التي تجذب الكثير من المتابعين في شتى أنحاء العالم.


والسباحة في لبنان تعد من إحدى الرياضات الناشطة و هي لها اتحاد خاص يتألف من تسعة أعضاء تترأسه السيدة مارسيل برجي المستقيلة منذ فترة بسبب ظروف خاصة وينتسب تحت لوائه ثلاثة وعشرون ناديا مع وجود بضع نواد تقدمت بطلب الحصول على ترخيص وتنتظر الموافقة.
وسيشارك لبنان عبر أربعة سباحين في بطولة العالم في مدينة قازان الروسية وهو: آدم علوش، أنطوني بربر، جينيفر رزق وغابرييلا دويهي في مشاركة يأمل الجميع أن تكون جيدة على مختلف النواحي.


نشأت دياب


هو أحد الوجوه المعروفة في السباحة اللبنانية، وأحد المدربين المشهورين، بدأ نشاطه منذ عام 1984، منتسب إلى نادي أوركا وهو نائب رئيس الإتحاد اللبناني للسباحة. هو نشأت دياب الذي التقيناه وسألناه بداية عن عمل الإتحاد فأجاب: لا شك بأننا كإتحاد لا نقوم بعمل كاف تجاه هذه الرياضة لكننا في نفس الوقت نعاني من شح مالي كبير، فجميع إتحادات الرياضات الفردية في لبنان لا تملك في خزائنها الكثير من المال و اتحاد السباحة كذلك وهذا يعوق من قدرتنا على عمل خضة إيجابية إذ أنه بغياب المال و الدعم الحكومي لا نستطيع تقديم الكثير من ناحية زيادة عدد البطولات أو إقامة معسكرات فالمعسكر إن كان داخليا أو خارجيا يكلف الكثير ولا طاقة لاتحاد السباحة بتحمله.


سألنا دياب عن مجمّع إميل لحود الرياضي والعمل به، فأخبرنا أن العمل حاليا متوقف لأن لا اعتمادات مالية متوفرة لتكملة المشروع الذي تتكفل به الدولة اللبنانية موضحا أن المجمع فيما لو كتب له أن يرى النور سيشكل بلا شك دفعة هائلة لرياضة السباحة لأنه ذو مواصفات أوليمبية.
وختم دياب حديثه بدعوة الإتحاد إلى العمل بيد واحدة ووضع خطة تطويرية للنهوض بالسباحة نظرا لوجود مواهب كثيرة تنتظر فقط الدعم والوقوف بجانبها كي تشق طريق النجاح والنهوض بالسباحة اللبنانية فالسباح اللبناني بحسب دياب موهوب بالفطرة وهو فقط بحاجة إلى تشجيع وهذا لو تم فستكون رياضة السباحة في لبنان من أوائل الرياضات اللبنانية.

واضاف: تقام السباقات في رياضة السباحة في برك بقياس 25 م و50م الأول قياس نصف أولمبي والثاني قياس أولمبي. وتنقسم المسابح في لبنان إلى قسمين قسم صيفي والآخر شتوي وتتوزع المسابح على الأندية والمنتجعات السياحية والصحية إضافة إلى الجامعات والمدارس. ولا يوجد حتى الآن في لبنان تصنيف لهذه المسابح أو نوع من الإحصاء لمعرفة قياس البرك التي تحتويها هذه المسابح لتصنيفها ومعرفة مدى جهوزيتها لاستضافة البطولات المحلية وتمارين السباحين اللبنانيين المشاركين في البطولات الخارجية الذين يعانون من عدم وجود برك بقياسات محددة ما يدفعه إلى التمرن في برك أصغر أو أكبر وهذا بالطبع أمر غير مقبول ولا يمت إلى الإحترافية بصلة.


مارون واكد


هو أحد أبرز السباحين الحاليين على الساحة الرياضية اللبنانية، يبلغ من العمر 20 عاما ويدرس الهندسة المدنية في الجامعة اللبنانية الأميركية – جبيل، يعتبر السباحة جزءا أساسيا من حياته ولا يستطيع العيش بدونها، بكل بساطة هي رياضته المفضلة. إنه السباح اللبناني الشاب مارون واكد. يخبرنا مارون أنه بدأ السباحة منذ عمر الخمس سنوات وهو تلقى دعما غير محدود من أهله وكانوا دائما بجانبه ليلا نهارا. ولمدربه الخاص إيلي بطرس تأثير كبير عليه كما معالجه الفيزيائي ستيفان أبي رزق الذي ساعده كثيرا في التعافي من الإصابات وتجنبها دون أن ينسى بالطبع والده المدرب لبيب واكد الذي يسانده دائما ويدفعه إلى تحسين مهاراته ولياقته البدنية.


يتمرن واكد 9 مرات في الأسبوع بين تمارين سباحة وتمارين لياقة بدنية وهو شارك في جميع بطولات السباحة اللبنانية منذ عام 2001 وكان أحد افضل السباحين في كل فئة شارك بها، وفي جعبته خمس أرقام قياسية محلية. ولمارون مشاركات خارجية عديدة لعل أبرزها "بطولة العالم في برشلونة 2013 "، " بطولة العالم في الدوحة 2014"، " بطولة آسيا تحت 18 عام في جاكرتا 2011 "، إلى جانب حصده الميدالية البرونزية في البطولة العربية للمدارس – بيروت 2010 ، وحلوله رابعا في البطولة العربية – الأردن 2013 ، كما حصده ميداليتين ذهبيتين، وأربعة فضة واثنان برونز في الملتقى العالمي في الدوحة بجانب مشاركته مؤخرا في اليونيفيرسياد في مدينة غوانجغو الكورية الجنوبية.

ويرى واكد أن جميع الرياضيين يجب أن ينسقوا بين الرياضة والدراسة والعمل والحياة الشخصية. وهذا ليس بالأمر السهل، وعدم تحقيقه يفرض عليهم التخلي عن بعض أهدافهم الموضوعة. ويتأسف واكد أن الجامعات في لبنان لا تساعد في هذا المجال فلا يتم إعطاء الوقت الكافي لطلابهم الرياضيين المحترفين كي يتمرنوا، فعلى سبيل المثال، لا يضعون لهم برنامجا دراسيا يكون متوازيا مع أوقات التمرين ولا يتضارب معه بعكس الجامعات في الدول الخارجية الذين يجعلون الأمور أسهل على الرياضيين في مسألة تنظيم الوقت بين الدراسة والتمرين.

وبالنسبة له فهو يقوم بتضحيات كبيرة من أجل الجمع بين الدراسة وحياته العامة وبين التمرين. ويؤكد واكد أن هدفه الأساسي هو التأهل إلى الألعاب الأولمبية ويبقى حلمه الكبير هو رفع العلم اللبناني على منصة التتويج.

وفيما خص دور الإتحاد اللبناني للسباحة، يرى واكد أن الإتحاد مدعو لتطوير طريقة تعاطيه مع اللعبة كي يستطيع مواكبة تطور اللعبة في العالم ما يسمح للسباحين اللبنانيين في إبراز مواهبهم بأجواء إحترافية أكبر. فعلى سبيل المثال يجب تنظيم تمرينة واحدة أسبوعيا للمنتخب الوطني إلى جانب تنظيم معسكرات تدريبية أكثر وزيادة عدد السباقات.


واكد يعتبر أن السباحة تطورت في السنين الأخيرة لكن هذا التطور ليس كاف لمنافسة الدول الاخرى المتقدمة. فنعم نحن أصبحنا قريبين كثيرا من مستوى آسيا لكننا بحاجة إلى دعم حكومي و إتحادي أكبر.
وعن أبرز ما نحتاجه لكي ننافس على المراكز الأولى خارجيا، يشير واكد الى أنها تتلخص في زيادة عدد التمارين من 5 إلى 12 على الأقل أسبوعيا، مع إقامة معسكرات وورشات عمل لثلاث مرات في السنة وزيادة عدد السباقات في السنة من 2 حاليا إلى 12 أو أكثر كي يتم تحقيق نتائج أفضل.


كما يجب على الإتحاد، ودائما بحسب واكد، الإهتمام بالمدربين اللبنانيين وتطويرهم بالتعاون مع الإتحاد الدولي للسباحة. هذا إلى جانب حل بعض المشاكل المتعلقة بالتجهيزات التي تنقصنا و التي تجعلنا نواجه بعض المشاكل أثناء المنافسة خارجيا بالإضافة إلى صعوبة وجود برك سباحة بقياس 25 و 50 متر ما دفعه إلى القيام بتمارينه في برك بقياس 18 متر قبيل المشاركة في بطولة العالم واليونيفيرساد الأخير في كوريا الجنوبية وهذا أثر بكل تأكيد على النتائج التي حققها.


كما يعلم الجميع ففي البلدان صاحبة القدرة الإقتصادية الرياضية القليلة، يكون تحقيق الإنجاز على المستوى الفردي أسهل من تحقيق إنجاز على صعيد لعبة جماعية، فأن تهتم بسباح أو اثنين من المتفوقين والمميزين وتدعمهما لفترة أربع سنوات أو ست سنوات وتؤمن لهم جميع المتطلبات وفق خطة واضحة المعالم و الأهداف لهو أهون بكثير من دعم فريق كامل بلعبة جماعية وهذه قاعدة مسلم بها على مستوى الرياضة في العالم فما بالك ببلد مثل لبنان تعج فيه المواهب وبرياضة مثل السباحة أثبت فيها بعض السباحين أنهم لو وضعت الإمكانيات تحت تصرفهم لحققوا إنجازات عالمية من دون أدنى شك !!

عادل يموت


دائما ما تأخذ الأندية على عاتقها تطوير اي رياضة عندما تكون الدولة و أجهزتها المعنية غائبة عن السمع، وهذا ما يفعله حاليا نادي الجزيره وغيره من الأندية الفاعلة التي تحاول بشتى الطرق إبقاء السباحة حية و تسعى بكل جهدها للإهتمام بالسباحين وتطويرهم.


تأسس نادي الجزيرة عام 1954 بموجب علم وخبر رقم 3905 ويضم حاليا 160 سباحا وسباحة من فئة الناشئين حتى النخبة وعدد سباحي النخبة حاليا 20 تتراوح أعمارهم بين 14 و21 سنة ويضم 12 مدربا منهم 3 للنخبة والباقي لمدرسة السباحة . إلتقينا أمين سر نادي الجزيرة ومديره الفني وعضو اتحاد السباحة عادل يموت وسألناه بداية عن ‘نجازات نادي الجزيرة على صعيد السباحة فأجاب: كان نادي الجزيرة على مدى سنين طويلة في طليعة الأندية اللبنانية وحصد ألقابا عديدة في فئتي الذكور والإناث من عمر 8 سنوات حتى الرجال والإناث وهو ما زال حتى الآن يحصد القابا كثيرة ويمتلك أكثر عدد من الأرقام القياسية في جدول الإتحاد اللبناني للسباحة.


وفيما يخص المشاركات الخارجية، يخبرنا يموت أن آخر مشاركة خارجية كانت بمدينة كان الفرنسية حيث شارك الجزيرة بفريق تحت 13 عام وحقق سباحوه 35 ميدالية ملونة كما تلقى النادي دعوتين للمشاركة في بطولات دولية للأندية في دبي وقطر هذا الصيف. كما شارك خمسة لاعبين في اليونيفيرسياد العالمي الذي أقيم مؤخرا في مدينة غوانجغو الكورية الجنوبية من بينهم السباح سامر يغمور الذي شارك بسباق 10 كم وهذا بحد ذاته إنجازا للبنان لأن المشاركة في سباقات كهذه تعتبر قليلة. بينما سيشارك السباح آدم علوش في أول آب ببطولة العالم للسباحة التي ستقام في مدينة كازان في روسيا وسأرافقه في هذه البطولة.


يؤكد يموت أن النادي يضع ثقلا كبيرا على موضوع الناشئين وهو أنشأ مدرسة للسباحة من عمر 3 سنوات وما فوق تضم 100 سباح من الناشئين وأعمار صغيرة وسيتم اختيار الخامات الجيدة منها التي لديها إرادة المتابعة والتدرب كي تكمل مع النادي بالمستقبل للوصول إلى فئة النخبة.


يموت يرى أن لبنان ظهر لفترة ما في السباحة على الخريطة العربية والغرب آسيوية لكن حاليا نحن عدنا للوراءلأنه لا يوجد أي دعم من الدولة وفي الرياضة عموما والسباحة خصوصا بغياب الدعم لا يمكن تحقيق شيء لذلك نحن اليوم بعيدون جدا عن المنافسة العربية والأسيوية والدولية.


تتامن ميزانية النادي من رئيس النادي طارق العرب ونائب الرئيس خليل العرب ومن أعضاء اللجنة الإدارية وأعضاء النادي ما جعل النادي باستقرار مادي يسمح له بمتابعة الأهداف المنشودة. وأوضح يموت أن كل الجهد الذي يوضع اليوم هو جهد فردي من قبل الأندية والأهل للوصول بسباحين إلى مستوى عال بغياب الإتحاد والدولة الذي من المفترض أن يلعبوا دورا رئيسيا في هذه العملية. ويسعى نادي الجزيرة دائما بحسب يموت إلى جلب مدربين من الخارج و إبرام عقود تآخي من أندية عالمية للإستفادة من خبراتهم و مبادلة السباحين وهو ما يحصل مع نادي لوهافر الفرنسي ومؤخر مع نادي كان في فرنسا وهذا ما يزيد الإحتكاك ويطور مستوى لاعبينا.


يعتبر يموت أن خطة تطوير السباحة تبدأ من دعم الدولة ونشر اللعبة في المدارس والجامعات ووضع برنامج تعليمي تدريبي متكامل ينسق بين السباحة والعلم كما بناء منشئات رياضية يستفيد منها الجميع، لافتا إلى أن الكثير من سباحيه يسافرون للخارج كي ينسقوا بين درسهم ورياضتهم وهذا ما يجدونه في الخارج عبر معاهد رياضية ودراسية في آن واحد. كما أسف يموت لأن الإتحاد هو بحكم الغائب إذ يصرف الأعمال فقط ومع أنه بالإتحاد إلا أنه لا يوجد خطط مستقبلية محددة أو لجنة فنية فوضع الإتحاد مثل وضع البلد يعمل ببطئ ولا يعد قادرا على تطوير اللعبة والتماشي مع مستوى اللعبة في البلدان الأخرى.

نادين كامل


دائما ما تواجه الفتاة عوائق عند ممارستها الرياضة نظرا لأن المجتمع ما زال ينظر إلى هذا الأمر بنوع من عدم التقبل لكن نادين كامل لم تعر كل هذه الأمور أي اهتمام وصممت على أن تكون سباحة متوفقة وأن تكون مثالا يحتذى به من جميع الفتيات. هي أخصائية تجميل في طب الأسنان، في عامها السادس والعشرين، بدأت السباحة بعمر العشر سنوات وهو عمر كبير نسبيا مع نادي الغولدن بيتش ثم انتقلت إلى نادي الرمال لفترة وجيزة قبل أن تحط الرحال عام 2006 في نادي الجزيرة الذي ما زالت تدافع عن ألوانه حتى الآن. وترجع نادين الفضل في ما وصلت إليه بالدرجة الاولى إلى أهلها الذين اهتموا بها وشجعوها منذ بداية مسيرتها.


تعترف نادين بأنها واجهت صعوبات كبيرة في الجمع بين دراستها والسباحة لكن إصرارها على تحقيق النجاح كان أقوى فكانت تتمرن صباحا قبل المدرسة ومساءا بعدها لكن الامور في الجامعة ازدادت صعوبة وهذا اثر كثيرا على مستواها وأخرها كثيرا في التصنيف ولم تستطع المحافظة على إنجازاتها بالشكل المطلوب رغم استمرارها في الفوز بسباقات عديدة لكنها الآن تتمرن بكثافة لبطولة لبنان أوائل أيلول المقبل كي تعود وتكسر أرقاما جديدة.

وعن مدى تأثر مستواها بعمرها، لا ترى نادين أي مشكلة في هذا الامر بل هو حافز كبير لها كي تثبت للجميع أن العمر وخصوصا للفتاة لا يشكل أي عائق في ممارسة السباحة وهي تؤكد انها ستظل تسابق طالما هي قادرة على ذلك فهي تعشق السباحة ولا تتخيل يوما من حياتها بدونها وبدون شغف المنافسة والسباقات.


شاركت نادين في كثير من البطولات الخارجية من بطولة العالم إلى بطولة لآسيا فبطولة العرب بجانب مشاركتها مؤخرا في اليونيفيرسياد العالمي ممثلة بلدها لبنان. سباقاتها المفضلة هي 400م ، 200م ، 100م متنوع إضافة إلى 400م حرة. وترى نادين أن المشاركات الخارجية جدا خجولة وهي لا تعدو عن كونها شرفية لأنه لا يوجد نظام موحد للتمرين و السباحة بشكل عام فلا نتائج بدون احتراف كامل ومن دون إهتمام بالسباحين وتأمين كافة الدعم المادي والمعنوي لهم منذ صغرهم.


وحول دعم نادي الجزيرة لها، تؤكد أن النادي يقوم بكل ما بوسعه لتطوير السباحة اللبنانية ضمن امكانياته وهو يشجع جميع سباحيه في المشاركات الخارجية فضلا عن استقدامه لمدربين أجانب أحيانا لتدريب السباحين كذلك الإستعانة بمحاضرين اجانب لإلقاء محاضرات عن كل ما هو جديد في عالم السباحة ما يساعد السباحين على البقاء في جو التطور الذي تسير به السباحة بشكل سريع.


ولا تخفي نادين إحساسها بتقصير اتحاد اللعبة في مكان ما وتمنت أن يكون دوره فاعلا أكثر وأن يضع خطة عمل كي يتم النهوض بهذه الرياضة ونشرها ما سيعود بالفائدة على جميع أطراف اللعبة وسيعزز انتشارها ويشجع الصغار على ممارسة هذه الرياضة.
نادين وجهت في ختام حديثها رسالة إلى جميع الفتيات بممارسة الرياضة وخصوصا السباحة لما تترك من آثار إيجابية عليها وعلى شخصيتها داعية إياهن إلى عدم الإلتفات إلى كل ما يقال عنهن في المجتمع. كما دعت السباحات إلى عدم التوقف عن ممارسة اللعبة عند الوصول لسن معينة طالما أنهن قادرات على تقديم المزيد.

حمزة الحسيني


تشكل الفئات العمرية عصب كل رياضة وهي أساس أي نجاح دائم. فإذا كانت الفئة الناشئة بخير وتزخ بمواهب كثيرة وواعدة، يكون المستقبل زاهرا وواعدا. والحق يقال أن قاعدة الناشئين في السباحة أفضل بكثير من نظيراتها في رياضات كثيرة لكننها تتشارك معهم من حيث قلة الإهتمام كما العادة. ومن ألمع الأسماء الناشئة حاليا في سماء السباحة اللبنانية شاب اسمه حمزة الحسيني.


يبلغ حمزة من العمر 15 عاما، حصل على شهادة البريفيه هذا العام، هو يلعب لنادي النجاح تحت إشراف المدرب محمد صقر الحائز على درجتي ماستر في تدريب السباحة ويحضر لشهادة الدكتوراه حاليا. بدأ حمزة السباحة منذ 3 سنوات أي في 12 من عمره وهو عمر متأخر نوعا ما لكنه كان مثالا في التصميم والإرادة حيث نجح في 3 سنوات فقط من القيام بإنجازات كبيرة. التقينا حمزة وسألناه عن أهم ما حققه حتى الآن على صعيد السباحة فأجاب: كسرت ثلاث أرقام قياسية محلية، الاول في سباق 800م في بركة طولها 25م، الثاني في سباقي 800م و1500م في بركة طولها 50م والثالث هو تحطيم رقم العام 1990 الذي صمد منذ وقتها في سباق 1500م برقم أقل ب28 ثانية. وكل هذا حققته في لوكسيمبورغ في شهر رمضان الفائت وكنت صائما وقتها ! كما كنت قريبا من كسر أرقام أخرى خصوصا في سباقات سباحة الصدر. والآن هو يتحضر لبطولة لبنان التي ستنطلق في 7 أيلول وهو يسعى إلى كسر أرقام قياسية أخرى محلية فيها.


يتمرن حمزة مرتين في اليوم صيفا و شتاءا يتمرن حوالي 6 مرات أسبوعيا تحت إشراف مدربه محمد صقر. وهو يعتبر سباح متخصص في سباقات المسافات الطويلة. حلم حمزة الكبير هو المشاركة في أولمبياد طوكيو 2020، حلم يدرك حمزة أنه ليس سهلا لكنه وبابتسامة يقول أن التضحية والتمرين القاسي والصبر ستحقق ذلك الحلم. وعن كيفية تنسيق وقته بين السباحة والدراسة، يؤكد حمزة أنه واجه صعوبة في بداية الأمر ما أثر على نتائجه الدراسية والرياضية لكنه مع الوقت استطاع تخطي هذه المشكلة عبر استغلال وقته بشكل افضل والأمر كله يعود إلى كيفية إدارة الوقت والتحكم به.

في نهاية كل تحقيق عن رياضة من رياضتنا، نتحدث عن أبطال يصارعون لوحدهم يتوقون لتحقيق أحلامهم، يتمنون رفع اسم بلدهم لكنهم بصطدمون بواقع يحد من طموحاتهم ويغير الكثير من أحلامهم. هكذا حال رياضيو السباحة في لبنان، يسبحون وسط بحر هائج فلا يجدون يد العون ولا طوق النجاة. فدولة لا تسأل، واتحاد لا يعمل ورياضة تمتلك الكثير الكثير من المواهب والقدرات الكافية لكنها تحتاج إلى عمل صادق ونية صافية إن وجدا تستطيع السباحة اللبنانية أن تشق الطريق نحو العالمية.

احمد علاء الدين