بعد احراز ​منتخب المانيا​ لكأس العالم " برازيل 2014 " للمرة الرابعة في تاريخها ، بدأ العديد من النقاد والمحللين يتباحثون فيما بينهم لمن يعود الفضل في تحقيق هذا الانجاز ، ومنهم من نسب هذا الفوز الى الاتحاد الالماني ولمجهوداته الكبيرة في السنوات الاخيرة ، ومنهم من تحدثوا عن دور المدرب ​يواكيم لوف​ وذهب البعض الآخر ليشرحوا مدى تأثير المدرب بيب غوارديولا على طريقة أداء المانشافت .

ولا بد للجميع ان يبحث بعمق في جميع الامور ونبدأها ، بعد خروج المانيا المدوي في بطولة اوروبا عام 2000 من الدور الاول بدأ الاتحاد المحلي اعادة هيكلة كبيرة في ثقافة كرة القدم الالمانية وبدأو بضخ الاموال في جيمع الفئات العمرية ليبنوا جيل جديد من النجوم ونجح المايسترو مايكل بالاك والحارس الاسطوري اوليفير كان من ايصال المانشافت الى نهائي كأس العالم 2002 بالرغم من افتقار الماكينات الالمانية للنجوم ، وبعد خروج المانيا المدوي ايضاً من الدور الاول في بطولة اوروبا 2004 بدأ عهد المدرب يورغن كلينسمان ومساعده يواكيم لوف ليقودوا المانشافت الى نصف نهائي كأس العالم 2006 في المانيا ، وبعد هذا الاستحقاق تنازل كلينسمان عن مهمته ليوكلها الى لوف الذي حاول الاستمرار في عمله ونجح في مواصلة وضع الالمان على السكة الصحيحة فأوصلهم الى نهائي يورو 2008 ونصف نهائي كأس العالم 2010 ونصف نهائي يورو 2012 وهذا الامر لم يحبط الاتحاد الالماني الذي وضع ثقته الكبيرة في لوف لمواصلة عمله وجدد له عقده حتى 2016 ، وفي الرحلة الاخيرة في البرازيل نجح الاتحاد الالماني في تأمين البيئة المناسبة للاعبي المنتخب وأمّن لهم جميع متطلباتهم وبدوره نجح لوف في ايجاد التوليفة المناسبة معتمداً على خبرة بعض اللاعبين وجودة البعض الآخر وهذا الامر ساعد كثيراً في بناء علاقة وطيدة بين جميع اللاعبين في المعسكر وهذا الامر انعكس ايجاباً على طريقة اللعب .

ويمكن الجزم ان مدرب بايرن ميونيخ بيب غوارديولا له فضل صغير في هذا الانجاز بعد أن نجح 7 من لاعبوه من فرض انفسهم في التشكيلة الاساسية معتمدين نفس اسلوب لعب الفريق البافاري من حيث الاستحواذ على الكرة وممارسة الضغط على الخصم في معظم ارجاء الملعب وكان المدرب لوف ذكياً حيث استفاد من هذا التناغم ولم يعتمد اسلوب لا يناسب هذا الجيل الذهبي بل سهّل من مهمتهم اكثر واضاف اليهم لاعبين من الطراز العالمي ايضاً .

في نهاية هذا السرد ، نرى أن هناك عوامل عديدة ساعدت المانيا في احراز لقبها الرابع فبعد عمل جبار من الاتحاد الالماني أتى المدرب لوف ليستثمر هذه الجهود ويهدي المانشافت النجمة الرابعة والتي ما كانت لتتحقق لولا اصرار لاعبي المنتخب الالماني على النجاح واثبات الذات بأنهم الافضل في العالم وابرز مؤشر على تطور الكرة الالمانية في السنوات الاخيرة وصول بايرن ميونيخ الى 3 نهائيات في ظرف 4 سنوات في دوري ابطال اوروبا بالاضافة الى نهائي الماني – الماني في ويمبلي 2013 بين بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند .