أقيمت بعد ظهر الاثنين الصلاة عن روح الرئيس الفخري الحالي للاتحاد اللبناني للكرة الطائرة ونادي البوشرية في كنيسة مار يوحنا البوشرية بحضور فاعليات سياسية ورياضية واقتصادية وبلدية وشعبية واختيارية.
وقبيل الصلاة عن روح الفقيد وفي صالون الكنيسة ألقى رئيس اللجنة الاولمبية اللبنانية ورئيس اتحاد الكرة الطائرة جان همام كلمة مؤثرة جاء فيها :
يعزّ عليّ أمامَ هذا الجمع من العائلة والأحباء والأصدقاء والأسرة الرياضية وفي قلب البوشرية العزيزة، أن أقفَ بحسرةٍ ومهابة مودعًا كبيرًا من سليلِ الكبار، وصديقًا نادرا ووالدًا عزيزًا لهُ في ذاتي غلّة من الأيامِ الطوال والذكريات والنشاطات والتواصل العائلي.
فاليوم البوشرية الحزينة تُلقي النظرة الأخيرة على من أحبَّها وحملَ همومَها وشجونَها وكانت له الطفل المدلل الذي لا يشيخُ ويكبر، فقضَى حياتَه في خدمتها بفرحٍ لا يأبَه للمصاعب.
خطفَتْه الرياضةَ وهو في مقتبلِ العمر لادراكه ان الرياضة وحدها قادرة على بناء الأوطان وخلقِ اجيالٍ متعافية وسليمة، فأرسى وأسَّس انطلاقة نادي الشبيبة البوشرية الذي انطبعَ باسمِهِ وروحِهِ، وسجَّل في جعبتِه لهذا النادي الحبيبسيلاً من الانتصارات والكؤوس المحلية والعربية وتربّع على عرش بطولة لبنان لفترات طوال.
وفي الثلاثين من عمرهِ تحمّلَ مسؤوليةَ الأمانةِ العامة للاتحادِ اللبناني لكرةِ الطائرة بجدارةٍ وبأبوةٍ ممزوجتين بالفطنة والحنكة، وأمست ملاعب لبنان مفتوحة أمامه وكأنه صاحب الدار يتنقل وفريقه من ملعب الى آخر يوم كان الوطن يتمزّق ومقطّع الأوصال، فلم يخفْ من الحواجز والموانع لإيمانه بوحدة لبنان الذي جعل وحدة الاتحاد نموذجًا للتعايش والتفاعل الوطني، وهي شهادة يعترف بها القاصي والداني.
صاحب طلّةٍ وحضور ورؤيا أكسبته محبة الأندية من كل لبنان ونادت به رئيسًا لإتحاد كرة الطائرة، ونائبًا لرئيس اللجنة الأولمبية اللبنانية، وفي الموقعين اتسّمَ بالمحبّة والتواضع والخدمة المجانية وتلبية احتياجات الأندية والوقوف الى جانبها.
الريس شحاده،
كنت رجلاً استثنائيًا لا في المواقع الرياضية فقط، بل كنت محجًا ومرجعًا في بلدتك وقضائها، ورجل الاستحقاقات بما تتمتعُ من رأي راجح وفاصل ومسموع.
خسارتُكَ وفقدانك ورحيلك لم يطل الزوجة والابناء والعائلة بل جعلنا جميعًا نشعر بالفراغ وغياب المظلّة والبسمة والعفوية الفطرية، وكم هي قاسية عليَّ أنا الذي عايشتك ردحا من الزمن، كنت الوالد والصديق والمرجع الذي أعود اليه في كل مأزق.
أعطيتَ حياتَكَ للناس وللرياضة حتى الإمحاء وضحيّت بصمت وآباء دون وجاهة أو تكبّر.
أيها الراحل العزيز،
ترحلُ عنّا دونَ غفلةٍ واستئذان تاركا لنا إرثا عائليا نعتزُ به وسيكمّل مسيرتَكَ ومشوارك الرياضي ورأسمالا من الانجازات الرياضية ستكون امانةً ووديعةً غالية سأحافظُ عليها ومحبيك، والبوشرية ستبقى وفية لهذا القلب النابض بحبها.
يا صديقي
عُشتَ على هذه الحياة الفانية غنيًا بمحبةِ الناس وستكونُ في الاحضانِ السماوية غنيا بمحبة الله.
أرقُدْ بسلامٍ يا من عشت سلام الأرض.

زيد خيامي
اليوم، يغيّب الثرى الصديق والعزيز ورفيق الرياضة والأخوة الحقّة لسنوات مضت، الحبيب شحادة القاصوف، لكن أمثاله يبقون، فستّون عاماً في خدمة الرياضة لا يمكن أن يغيّبها رحيل.
الدائم الابتسام، اللطيف، الدبلوماسي، الصديق، الدمث الأخلاق، الوفي لمعارفه وخياراته الشخصية والرياضية ... صفاتٌ تختصر شخصية شحاده القاصوف.
في الاتحاد اللبناني للكرة الطائرة على مدى عشرات السنين حاضناً ورئيساً ثم رئيساً فخرياً وقبلهما وبينهما رائداً في ملاعب اللعبة المنتشرة في كل القرى من أقصى شمال الوطن إلى مدى الجنوب، تبقى روحيّة الأخوة التي طبعت شخصية شحاده نموذجاً وطنياً يُحتذى.
شحاده القاصوف وداعاً.
زيــد سلمــان خيـامـي
مدير عام الشباب والرياضة


واصدرت جمعية هومنتمن البيان التالي : قلة يعرفون عن العلاقة بين شحادة القاصوف وجمعية هومنتمن لبنان. وقلّة شاهدوا القاصوف يبرز غير مرة بطاقة عليها صورته الشمسية، تشير الى مزاولته لعبة كرة الطاولة في بداياته. وكان "الريس شحادة" يجيب سائليه انه تلقن كرة الطاولة على يد هومنتمن.
كان التنسيق بيننا شاملاً وكبيراً في كل الالعاب، خصوصا ان القاصوف ترأس نادي الاستقلال فترة، وقد عملنا معاً على نشر ملاعب كرة القدم في البقعة الجغرافية التي تجمعنا. وكان يقصد مقر جمعيتنا دورياً، من باب تبادل الزيارات، وكان يفاخر بوجود جمعيات تزاول الكرة الطائرة في برج حمود، ويحلو له الحديث عنها. تعدت العلاقة "حسن الجوار"، ذلك ان القاصوف اشرف من منصبه مديرًأ للرياضة في مدرسة مار يوسف قرنة شهوان على اعداد قادة رياضيين من جمعيتنا، وكان التنسيق العنوان الدائم، فأوكل لنا ما يريد، وكذلك العكس.
لم يغلبه المرض، وخصوصاً انه تمسك بالنور الرياضي عبر السعي لتأمين مجموعة للشبيبة البوشرية من على فراشه في مستشفى هارون، قبل انتقاله الى العالم الآخر.
نفتقد جاراً رفع من مستوى العلاقة الى وحدة الحال. والعزاء في متابعة المسيرة مع عائلته التي وجدت نفسها في محيط غير بعيد عنها.
تتقدم جمعية هومنتمن بالعزاء من محبيه وعائلتيه الشخصية والرياضية الكبرى.


واصدر ميشال ابي رميا محاسب الاتحاد اللبناني للكرة الطائرة وعضو التلفزيون والميديا في الاتحاد الدولي وعضو اللجنة المالية في الاتحاد الآسيوي للعبة البيان الآتي :
رحل بطل البوشرية على غفلة، رحل دينامو الرياضة اللبنانية من دون أن يترك لنا فرصة لتوديعه أو طبع قبلة أبوية على جبينه الذي ما عرفته إلا عالياً وناصعاً كثلج لبنان. رحل من أحبّ كرة الطائرة وسهر على رعايتها وخدمتها حتى صارت كإبنة مدللة بين أبنائه الثلاثة الأحبّاء.
غابَ عرَّاب اللعبة "الطيّب" ورئيسها الفخري، والذي رفعها وطوّرها ورافق مسيرتها وعملَ لمصلحتها وخيرها حتى الرمق الأخير من حياته.
إنها بالفعل خسارةٌ كبرى لمنطقة البوشرية ولناديها البطل العريق، والخسارة الأكبر لأهل الرياضة عموماً ولأسرة الكرة الطائرة تحديداً.
ضيعانك يا "ريّس" شحاده، فبغيابك ستفتقدك المدرجات والملاعب والساحات، وسيشتاق إليك الحماس والروح الرياضية الخالصة التي كنتَ دوماً تتمتع بها، كما كنتَ أيضاً قدوة ومثالاً في التواضع وفي العمل الرياضي والإداري الشريف والنظيف.
لكَ الراحة الدائمة في حضن الآب السماوي، ولزوجتك الفاضلة صونيا ولأبنائك الأعزاء ولنادي الشبيبة البوشرية ولذويكَ ولكلّ من عرفكَ وأحبّكَ التعازي القلبية الحارة وألهمكم الله الصبر والعزاء.


وأصدر خليل الحلو البيان الآتي :
الى الانسان الرمز الذي فجع القلب برحيله.
الى صاحب القلب السموح الذي صمد بوجه كل خيبات الحياة وغدرها بصبر وابتسامة.
الى من وقف الى جانب الحق ومزج العدل بالرحمة.
يا من امتلكت الشخصية المميزة في الحضور الرياضي فاضفت اليه رونقا وقيمة.
ستبقى الذكريات .. وانت محورها
وداعاً ريس شحادة ... سنشتاق.

وتوّجه نادي حالات الرياضي بتعزية قلبية وحارة الى عائلة الرئيس الفخري للاتحاد اللبناني للكرة الطائرة الراحل شحادة القاصوف ب"فقدان العامود الفقري للكرة الطائرة اللبنانية" .وجاء في التعزية التي وجهها رئيس النادي طوني شربل(قائد منتخب لبنان وفريق البوشرية السابق) "لقد فقدت الرياضة اللبنانية عامة والكرة الطائرة خاصة ركناً من اركانها بفقدان الأب والعراب شحادة القاصوف الذي واكب اللعبة الأحب الى قلبه لأكثر من ستين عاماً.لقد كان الراحل الكبير شعلة نشاط لا تهدأ وكان يعمل من دون اي كلل او ملل وربطته صداقة مع الوسط الرياضي عامة ووسط الكرة الطائرة خاصة.رحمه الله وألهم عائلته الصبر والسلوان".