عشية المباراة النهائية لكأس امم اوروبا لكرة القدم، كتب تييري تازي برنارد على موقع "فرانس تي في سبورت"مقالا خصصه عن نجم المنتخب الفرنسي انطوان غريزمان.

وقال برنارد: هو صاحب الهدفين ضد المانيا وافضل هداف في البطولة برصيد ستة اهداف، اسمه انطوان غريزمان وهو الروح الجديدة للمنتخب الفرنسي .

لاعب يبلغ 176 سم من الطول وهو صالح المنتخب مع جمهوره بعد الخلاف منذ قضية كنيسنا وفعاليات كأس امم اوروبا 2012، وصولاً الى الفضيحة الجنسية بين فالبوينا وبنزيما.

في تشرين الثاني من العام 2013 نشرت" لو باريسيان" استفتاء للرأي العام اظهر ان 79% من الفرنسيين لديهم رأي سيء عن المنتخب الازرق. وفي تشرين الثاني 2015 وفي خضم الفضيحة الجنسية لفالبوينا وبنزيما، اجري استطلاع ثان وضعت الفريق الازرق في خانة غير محببة لدى المشجعين بنسبة 29 % بحسب استفتاء اودوكسا، وفي نيسان 2016 وصل هذا الرقم الى 51%.

بالعودة الى عشية مباراة فرنسا المانيا، فقد عمت الاحتفالات الشوارع الفرنسية ما اعاد نوعا من الثقة بين المنتخب والجمهور وترجم هذه الثقة غريزمان على ارض الملعب .

غريزو يبلغ من العمر 25 عاما بالتاكيد انه ليس الاطول ولا الاسرع لكنه تمكن من ان يصبح احد ابرز المهاجمين في اوروبا والعالم .

هو رُفض في صغره من العديد من معسكرات النوادي الفرنسية لـ"يهاجر" في ال 14 من عمره الى ريال سوسيداد، ويتدرج في المقلب الاسباني ليصب" على غرار "استيريكس" (الشخصية الكرتونية الشهيرة)، ويكتسب الفنيات الكروية اللازمة من التمريرات القصيرة السريعة التي تميزت بها "الليغا" و "الغرينتا". ويقول فيليب مونتانييه مدرب اللاعب السابق في سوسيداد، ان مدرب اتلتيكو مدري د الحالي الاردنتيني دييغو سيميوني علّم غريزمان كيفية صقل كيزة "الغرينتا".

ومنذ موسمين طلب دييغو سيميوني ضم اللاعب الى اتليتكو مدريد بمبلغ 30 مليون يورو، وطلب منه ان يصبح رجلاً، وان يثبت نفسه في فريق لا نجومية لاحد على آخر، فنجح غريزمان في الحفاظ على مكانته وابقى رجليه على الارض، وتحول الى مهاجم نجم في النادي الاسباني.

سجل 22 هدفا في الليغا ( سادس هداف في الليغا خلف سواريز ، رونالدو، ميسي و نيمار و يبعد هدفين فقط عن بنزيما)، واضطلع بدور متميز في البطولات الاوروبية (خامس افضل مسجل في دوري الابطال بسبعة اهداف خلف رونالدو ، ليفاندوفسكي ، مولر ، سواريز وامام ميسي).

وخلال الراع الطويل على بطولة الليغا الاسبانية، كان من الممكن لغريزمان ان يصاب بالغرور. وكان بمكانه، على غرار واه من لاعب يالمنتخب الفرنسي، ان يفرض اللعب في اي مركز يريده، ويطالب بما يشاء من التجهيزات، لكنه وزميله المقرب منه بول بوغبا وزملاءه الذين من عمره، اكتفى بالتسلية على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن ايضاً على ارض الملعب.

وضع "غريزو" على مقاعد الاحتياط بعد اول مباراة لفرنسا ضد رومانيا، واتى دوابه على ذلك عبر تسجيله هدف الامان في المباراة ضد البانيا، بعد دخوله في الجزء الاخير من المباراة. ومنذ ذلك الوقت، اصبح نجم الهجوم الفرنسي، وجذب المشاهدين من خلال توافقه مع اوليفييه جيرو. وبعد ستة اهداف في اليورو، على الورق منافساً جدياً لميشال بلاتيني الذي يتقاسم مع كريستيانو رونالدو افضل مسجل في امم اوروبا، انما الفرنسي يبقى الوحيد الذي سجل تسعة اهداف في نسخة واحدة. ولكن غرييزمان، على غرار المجموعة التي تثير اعجاب المدرب ديدييه ديشان، يبعد الاضواء عن نفسه، ويقول ان هدفه الوحيد "رفع الكأس" بعد المباراة النهائية، دون ان يعرف هوية الهدافين الفرنسيين القريبين منه.