في الوقت الذي أُعلن فيه عن تولي بيب غوارديولا تدريب مانشستر سيتي في الموسم المقبل بعد انتهاء مشواره مع بايرن ميونيخ، بدأت الكثير من التوقعات والحسابات تطفو على سطح التجربة الأولى للمدرب الإسباني في الدوري الممتاز بعد مشوار ناجح في كل من إسبانيا وألمانيا.


من الواضح ان غوارديولا يدرك جيداً أن مهمة التدريب في الدوري الإنكليزي لن تكون بالمسألة السهلة على الإطلاق عطفاً على مستوى الفرق المتقارب و"القلق" الدائم الذي تتسبب فيه الصحافة الإنكليزية بسبب تسليطها الضوء على كل شاردة وواردة، وهو الأمر الذي أحدث الكثير من التوترات مع المدربين.


لكن ما ينتظر غوارديولا في انكلترا أكبر بكثير من تلك المسائل، لأن توليه تدريب مانشستر سيتي سيضعه في مواجهة مع "الجار" اللدود أي مانشستر يونايتد والذي شرع بمفاوضة البرتغالي جوزيه مورينيو من أجل تولي تدريب الشياطين الحمر في الموسم المقبل بعد النتائج المخيبة للفريق تحت قيادة المدرب الهولندي لويس فان غال.


ومما لا شك فيه ان مواجهة غوراديولا لـ"السبيشل وان" ليست كأي مواجهة أخرى على الرغم من التفوق الواضح للمدرب الإسباني على نظيره البرتغالي خلال مواجهاتهما الـ16 الماضية، ومع ذلك فإن بيب يدرك جيداً قدرة جوزيه على إفساد أي عمل جيد يقوم به سواء عبر فكره الفني أو تصرفاته المثيرة للجدل.


لا يمكن تجاهل حقيقة أن غوارديولا ومورينيو هما أفضل مدربين خلال العقد الأخير، فقد حقق الأول تسعة عشر لقباً مقابل اثنين وعشرين للثاني الأمر الذي يضعهما في قائمة المدربين الأكثر تحقيقاً للإنجازات في الألفية الجديدة، لذلك فإن المواجهة المحتملة بينهما في الموسم المقبل تؤشر إلى كثير من الصدام الذي ينتظرهما والذي سيشكل من دون أدنى شك مادة دسمة لوسائل الإعلام الإنكليزية.


صحيح أن غوارديولا فاز سبع مرات على مورينيو مقابل ثلاث للأخير وخمسة تعادلات فيما انتهت المواجهة الأخيرة بينهما بركلات الترجيح لصالح مدرب بايرن ميونيخ الحالي على حساب مدرب تشلسي السابق في كأس السوبر الأوروبية، لكن المواجهة في الدوري الإنكليزي ستكون مختلفة للغاية، لا سيما وأن مورينيو اختبر جيداً حقيقة المنافسة في إنكلترا على مدى فترتين مع البلوز، على عكس غوارديولا المقبل على منافسة مختلفة وأسلوب مغاير عما عرفه في تجاربه السابقة.


قد يكون من المبكر الحديث عن إنطلاق "الحرب الباردة" بين المدربين بانتظار انتهاء المفاوضات (التي تم تأكيدها يوم أمس) بين مانشستر يونايتد مع المدرب مورينيو، لكن من المؤكد ان الخاتمة السعيدة لن تكون كذلك لغوارديولا في الوقت الذي يدرك الجميع ان "الود" مفقود بين المدربين منذ أن كان البرتغالي مدرباً لإنتر ميلان وحتى مجيئه إلى إسبانيا من أجل تدريب ريال مدريد.


يبقى القول ان تدريب جوزيه مورينيو لمانشتسر يونايتد الموسم المقبل سيوّلد المزيد من التوتر الموجود أصلاً بين قطبي مدينة مانشستر لكنه سيكون حتماً بداية لمرحلة جديدة من الصراع بين اثنين من أفضل المدربين في العالم.