ِ
وليد بيساني


لم يعد الحديث في أوروبا ومختلف أنحاء العالم في هذه الآونة إلا عن الموقعة التي تجمع برشلونة وبايرن ميونيخ في ذهاب دوري أبطال أوروبا، والتوقعات التي تصدر من هنا ومن هناك عن النتيجة التي قد تُفرزها المباراة في ظل الواقع الذي يعيشه الفريق البافاري نتيجة لمسلسل طويل من الإصابات لم يتمكن المدرب بيب غوارديولا من حلّ لغزه على الرغم من إستقالة طبيب النادي هانز فيلهلم مولر فولفارت بعد خلافات حادة مع المدرب الإسباني أفضت لرحيله من اليانز أرينا.
وإذا كان بايرن ميونيخ قد حسم لقب الدوري الألماني قبل مراحل على انتهائه بفضل فارق النقاط الذي بناه خلال هذا الموسم مع أقرب منافسيه، إلا أنه بدأ يدفع ثمن الغيابات التي بددت حلم تحقيق الثلاثية التاريخية للمرة الثانية في ثلاثة مواسم، بعد خروج الفريق من كأس المانيا اثر خسارته أمام بوروسيا دورتموند في الدور نصف النهائي.
عانى البايرن هذا الموسم من موسم طويل من الإصابات غاب بسببه أبرز نجوم الفريق ومنهم آريين روبن، فرانك ريبيري، باستيان شفاينشتايغر، تياغو الكانتارا، ديفيد آلابا، خافي مارتينيز، هولغر بادشتوبر، وحين تنفس الفريق البافاري الصعداء بمشاركة روبن في مباراة يوم الثلاثاء الماضي أصيب الهولندي وتأكد غيابه عن الملاعب حتى نهاية الموسم بسبب تمزق في ربلة الساق اليسرى، كما تعرض المهاجم روبرت ليفاندوفسكي إلى كسر في الأنف والفك وارتجاج في الدماغ بعد احتكاكه بحارس دورتموند.
وعلى الرغم من التأكيدات التي تشير إلى إمكانية مشاركة ليفاندوفسكي في مباراة برشلونة يوم الاربعاء المقبل في الكامب نو، إلا أن المدرب بيب غوارديولا يبدو في وضع لا يُحسد عليه خاصة وأن المواجهة أمام الفريق الكاتالوني تعني له الكثير كونها الأولى له أمام فريقه السابق وفي مرحلة حسّاسة جداً في تاريخ النادي العريق، كما انها تأتي في وقت يعيش فيه البارشا أفضل حالاته الفنية سواء على الصعيد المحلي أو الأوروبي وهو مرشح فوق العادة للهيمنة على الالقاب هذا الموسم.
من الواضح ان المهمة ملقاة على عاتق غوارديولا من أجل كسر الحاجز النفسي للاعبين بعد الخروج من كأس المانيا، لكن المدرب الإسباني يدرك ان المهمة لن تكون سهلة على الإطلاق أمام فريق "لا يرحم" ويريد رد اعتباره بطريقة قاسية وهو ما يعني أن سُمعة البايرن على المحك.
وفي الوقت الذي تتوارد فيه التصريحات من ميونيخ والهادفة لرفع معنويات الفريق قبل موقعة الكامب نو، فإن المقياس الفني بين الفريقين ليس متوازناً على الإطلاق دون أن يعني ذلك أن بايرن سيكون خصماً سهلاً، لكن غوارديولا يملك لوحده الإجابات التي تنتظرها الجماهير خلال مباراة الأربعاء ولقاء الاياب المقبل في الثاني عشر من هذا الشهر.
كان غوارديولا خلال السنوات التي قضاها في برشلونة "صائداً" للبطولات بمختلف أنواعها وأشكالها، لكنه يجد نفسه اليوم في مهمة تهدف إلى جمع "شتات" فريق يمر بمرحلة ربما تعتبر الأدق في تاريخه.