حين دخل المدير الفني للمنتخب الاسباني لكرة القدم فنسنتي دل بوسكي الى بطولة امم اوروبا مع منتخب الماتادور، كانت الترشيحات تصب لصالح المنتخب الاسباني انما بخجل. فعلى الرغم من وجود الاسماء اللامعة التي طبعت الفترة الاخيرة الذهبية للمنتخب الاسباني على غرار ايكر كاسياس واندريس انييستا وكزافي هيرنانديز وسيرجيو راموس ودافيد فيا وغيرهم.... لم تكن المعطيات تشير الى وجود قوة هجومية لدى اللاروخا.
فالقوة الضاربة التي كان يمثلها دافيد فيا كانت خارج المعادلة بسبب الاصابة، وفرناندو لورينتي لم يكسب معركة التواصل مع دل بوسكي بحيث لم يفزبثقته الكبيرة رغم ان وجوده على ارض الملعب لم يكن سيئاً وهو اظهر، خلال الدقائق التي كان يلعبها مع المنتخب، اصراراً كبيراً على اثبات نفسه.
اما الفارو نيغريدو فهو لعب اساسياً في البطولة امام البرتغال، وعلى الرغم من انه لم يكن بمستوى فيا الا انه قدم ما عليه دون ان ينجح في الوقوف امام خط الدفاع المتين بقيادة البرتغالي بيبي وبمساندة فابيو كوينتراو.
ويبقى فرناندو توريس الذي لم يقدم مستواه المعهود مع تشيلسي والمنتخب قبل البطولة، الا انه نجح في فكّ النحس وعرف طريقه الى الشباك في اكثر من مناسبة وكان احد المساهمين في فوز الفريق الانكليزي بلقب دوري ابطال اوروبا.
كل ذلك دفع على ما يبدو دل بوسكي الى اعتماد استراتيجية جديدة قضت بعدم اللعب بخط هجوم وهو ما اثار استغراب الجميع، اذ قرر المدرب الاسباني الاعتماد على خط وسط مهاجم بدلاً من مهاجمين صريحين.
واليوم، نجحت تجربة دل بوسكي، واعتبر الكثيرون انه افتتح مدرسة جديدة في لعبة كرة القدم خرجت عن اطار الكلاسيكية. ولكن السؤال يبقى: هل سينضم احد الى هذه المدرسة ان في اسبانيا او خارجها؟
ليس من السهل الاجابة على السؤال، خصوصاً وان الرجل قد تمكن من دخول التاريخ اذ فاز بكأس العالم وبطولة اوروبا بفارق عامين فقط، ولكن علينا الا ننسى ان استراتيجيته اعتمدت على جيل ذهبي في خطي الدفاع والوسط.
فمن اين سيأتي في الاجيال الاسبانية المقبلة لاعبون، وفي فترة واحدة من طراز: انييستا، كزافي، كزابي الونسو، سيسك فابريغاس، دافيد سيلفا...
ومن اين سيجد لاعبي خط دفاع من امثال: سيرجيو راموس، جوردي البا، جيرار بيكيه، راوول البيول وغيرهم...
لذلك، قد لا تنجح مدرسة دل بوسكي في اسبانيا في السنوات المقبلة بعد هذا الجيل من اللاعبين، كما انها لن تنجح حتماً خارج اسبانيا لافتقادها الى هذه العناصر من اللاعبين، في ظل وجود اسماء رنانة في خطوط الهجوم للدول الكبيرة، وعلى سبيل المثال لا الحصر: كريستيانو رونالدو، واين روني، زلاتان ابراهيموفيتش، روبن فان بيرسي، كلاس يان هانتيلار، كريم بنزيمة، ماريو غوميز،....
افتتح دل بوسكي مدرسته الكروية، ولكن السؤال يبقى هل ستنجح ام لا؟